التوقيت الخميس، 19 ديسمبر 2024
التوقيت 10:15 ص , بتوقيت القاهرة

بين القاهرة وطوكيو.. قمة جذورها 150 عاما

يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم السبت، بمقر رئاسة الجمهورية، رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، يتخللها جلسة مباحثات ثنائية ويتناولان الجوانب الاقتصادية والأوضاع فى المنطقة والعالم، وهو اللقاء الثاني بينهما، حيث سبق واجتمعا فى 23 سبتمبر الماضي على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.


 كانت آخر زيارة قام بها شينزو آبي، للقاهرة، خلال رئاسته الأولى للحكومة اليابانية في مايو 2007 على رأس وفد اقتصادي من 183، بينهم أكثر من 80 من كبار رجال الأعمال، حيث تعود العلاقات بين البلدين لأكثر من 150 عاما.


البداية ثقافية


وبدأت العلاقات بين مصر واليابات ثقافية عندما زارت بعثة الساموراي القاهرة لأول مرة عامى 1862 و1864 فى عصر حكم أسرة إدو إلى مصر أثناء توجهما إلى أوروبا، وبدا الاهتمام الثقافي المشترك عندما كتب مصطفي كامل كتابه "بلاد الشمس المشرقة" عام 1904، والشمس المشرقة هو الترجمة العربية لـ"نشوكي" علم اليابان، شارحا فيه تجربة النهضة اليابانية، ومن بعده بعام كتب حافظ إبراهيم قصيدته "غادة اليابان" متيمنا بانتصار اليابان على روسيا، حتى وقعت الدولتين اتفاقية التعاون الثقافي في 1957.


وانتقلت العلاقة بين البلدين من الثقافية إلى العلاقات الدبلوماسية في عام 1922 عندما اعترفت اليابان باستقلال مصر في تلك الفترة، ووقعت وأنشأت مفوضية لها فى القاهرة عام 1936، كما أنشأت مصر قنصلية عامة بمدينة "كوبى" ، أغلقت مع بداية الحرب العالمية الثانية، ثم أفتتحت مجددا في طوكيو عام 1953 بعد عام من افتتاح اليابان لسفارتها عام 1952.


تقارب سياسي


وتميز العلاقات بين القاهرة وطوكيو بالقوة، وتقارب الرؤى السياسية والعمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما وفر المناخ لزيارات متبادلة لقيادات البلدين، منها أربع للرئيس الأسبق حسني مبارك في أعوام 1983، و1989، و1995 و1999، فيما زار مصر رئيس الوزراء الياباني تومي- إتشي موراياما عام 1995، ومن بعده جونيتشيرو كويزومي في 2003، وشينزو آبي في 2007.


وتشهد العلاقات المصرية اليابانية فى شقها التجارى نقلة نوعية بتخطى حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2008 حاجز الـ 3,4 مليار دولار لأول مرة فى تاريخ العلاقات بينهما، ليصل إلى 3459,4 مليون دولار.


صادرات مصرية


وقد بلغ حجم الصادرات المصرية خلال عام 2008 حوالى 1599,4 مليون دولار مقارنة بملبغ 834,7 مليون دولار خلال عام 2007 وذلك بنسبة زيادة قدرها 91,6%، وترجع هذه الزيادة الى الزيادة الكبيرة فى قيمة صادراتنا من الغاز الطبيعى والبترول ومنتجاته .


ومن أهم مجالات التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين التكنولوجيا الحيوية، والنانو تكنولوجى والطاقة الجديدة والمتجددة والصحة وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الفضاء وتكنولوجيا التصنيع وأنظمة الجودة والهندسة البيئية والهندسة الميكانيكية، فضلاً عن العلوم الإنسانية والاجتماعية ومنها المصريات، والدراسات الإسلامية، والدراسات اليابانية.


وشهد عام 2007 نمواً غير مسبوق في عدد السائحين اليابانيين الذين زاروا مصر، حيث وصل عدد السائحين اليابانيين إلي 130 ألف سائح بزيادة تقدر بنسبة 47% عن عام 2006.


تعاون علمي


كما يوجد تعاون وثيق واتفاقيات مشتركة بين الجامعات المصرية ونظيرتها اليابانية حتى وصل عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها إلي 72 اتفاقية ومذكرة تفاهم، كما وصل عدد الدارسين المصريين في الجامعات اليابانية إلي 450 دارسا عام 2009 يدرسون في أبرز الجامعات اليابانية.


ولم تكتفي العلاقات بين الجامعات لدرجة توقيع الاتفاقيات بل وصلت لتدشين الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في عام 2008 والتى افتتحت في البداية لإعداد الدراسات العليا في سبتمبر 2009 وبعدها بعام واحد افتتحت رسميا لاستقبال طلاب الدراسات الجامعية.