المقاتلات الليبية تقع في يد الميليشيات
يثير انتشار الأسلحة في ليبيا مخاوف وقلق العالم بأسره، خاصة بعد أحداث العنف المستمرة بعد أن فتح الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي مخازن السلاح، قبل سقوط نظامه أعقاب ثورة 17 فبراير 2011، تاركا ليبيا من بعده كما قال على الجمر، وتفاقم الأمر بعد وصول السلاح لا سيما الطائرات الحربية إلى يد بعض الميليشيات.
فمنذ أيام تناقلت وسائل الإعلام خبرا يفيد بتسليم طيار ليبي آخر لطائرة كانت بحوز ميليشيا فجر ليبيا المعارضة للحكومة المعترف بها دوليا في طبرق، إلا أن القوات التابعة للواء خلفية حفتر أعلنت، اليوم الأربعاء، إسقاط طائرة بدون طيار في الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش وفجر ليبيا غرب البلا، ما يعزز إعلان المدوّن الليبي محمود عزيز، نهاية العام الماضي، عن جولات تنظمها شخصيات عسكرية وسياسية مرتبطة بجماعة فجر ليبيا مع عدد من الدول الأجنبية، بهدف استيراد قطع غيار طائرات حربية، من أجل إصلاح عدد من الطائرات المعطلة في المطارات، التي تقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة في طرابلس ومصراتة.
ونشر عزيز وقتها صورة ضوئية ، تظهر بيانات وأرقام لقطع غيار طائرات عسكرية ، مؤكداً أنها تمثل إحدى الطلبيات التي تحاول الميلشيات تأمينها، بغية إصلاح الطائرات الرابضة في مطاري معتيقة بطرابلس ومصراتة.
وأكد قيام مجموعة تابعة لخالد الشريف وكيل وزارة الدفاع في حكومة الحاسي بطرابلس والقريبة من فجر ليبيا، بتنظيم زيارة إلى (تركيا - إسبانيا - قطر) ، كما أجرى مجموعة لقاءات مع رجال الأعمال المنحدرين من مدينة مصراتة، بحسب ما نشرته وكالة إرم الإخبارية. .
يقول عضو مجلس النواب الليبي، محمد علي، في حديثه مع إرم، إن هذه المعلومات خطيرة جداً في حال ثبوت صحتها ، بالرغم أن الدلائل تشير إلى احتمالية كبيرة لحدوث هذا الأمر ، خاصة وأن معلومات استخباراتية وردت للجيش الليبي ، أكدت وصول عدد من قطع الغيار الخاصة بالطائرات الحربية إلى طرابلس ومصراتة ، بهدف صيانة الطائرات التي تقع تحت سيطرة جماعة فجر ليبيا الإرهابية .
بينما لم ترصد التقارير حجم الطائرات التي يمتلكها الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.
وبالعودة إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم العقيد معمر القذافي في ليبيا مطلع عام 2011، نجد أن سلاح الجو كان العنصر الفعال في ترجيح كفة الثورا في ذلك الوقت على نظام القذافي، فبعد أن أصدر الأخير تعليماته بقصف التظاهرات التي خرجت في بنغازي شرق البلاد بالطائرات الحربية تبدل موقف الكثير من الطيارين الليبين الذين أعلنوا انضمامهم للثورة_ بحسب ما جاء على موقع ويكيبيديا.
وكما هيَ الحال مع باقي قوات الثوار الليبيين، فلا تُوجد بداية مُنظمة أو وَاضحة لتشكيل ما أطلق عليه القوات الجوية الليبية الحرة، بل ما حَدَث هوَ أن سلاح الجو هذا أخذ بالتشكل تدريجياً مع بُزوغ المَزيد من الانشقاقات والعصيانات في صفوف القوات الجوية الليبية التابعة للقذافي، ثم بدأ مع الوَقت هؤلاء الجنود والضباط المُنشقون بتشكيل ما يُشبه سلاح جو موالي للثوار استغلوا فيه خبرتهم بالقتال الجويّ.
وقد تضمنت هذه الكتائب المُنشقة قاعدتين جويتين رئيسيتين وهامتين في شرق البلاد، إحداهما هيَ "قاعدة بنينة الجوية" الواقعة في مُحيط مدينة بنغازي والثانية "قاعدة جمال عبد الناصر الجوية" في مدينة طبرق التي تُعد أكبر القواعد الجوية في المنطقة.
شهدت القوات الجوية الليبية الحرة أول استخدام لطائرتها في معركة حقيقية ضد قوات القذافي في منتصف شهر مارس خلال معركة أجدابيا الأولى، وتحديداً في يوم الثلاثاء 15 مارس ففي تلك الفترة كان يَملك الثوار عدداً من المطارات العسكرية في شرق ليبيا، وكانت تحوي هذه المطارات بعض الطائرات الحربية المُهملة التي تحتاج إلى القليل من الصيانة لاستخدامها. وفي وقت مُقارب وصل إلى هذه المطارات ضباط سابقون في الجيش الليبي كانوا قد التحقوا بالثورة، وقد أخذ هؤلاء الضباط على عاتقهم إصلاح الطائرات وتجهيزها للاستخدام القتالي في المعركة، ولاحقا تمكن الضباط من إصلاح الطائرتين ذاتي طراز ميغ-23 بالشكل المُناسب، وأقلعتا من قاعدة بنينة الجوية في بنغازي، ثم اتجهتا نحو ميدان المعركة في أجدابيا. وقد كانت العملية الأولى للقوات الجوية الحرة ناجحة حيث استطاعت ضربات الطائرتين الجوية إغراق سفينتين حربيتين للقذافي كانتا تقصفان البلدة، فضلاً عن إلحاق أضرار بعد آخر منالدبابات.
أما ثاني عمليات القوات الجوية الليبية الحرة فقد كانت خلال معركة بنغازي الثانية في يوم السبت 19 مارس. بعد أن حاصرت قوات القذافي المدينة وقرر الثوار استخدام طائرة من طراز ميغ-23 ، كما استخدموا خلال معركة أجدابيا الثانية مروحيات عسكرية في القتال.
والطائرات الأربع التي استخدمها الثوار في بداية الاحتجاجات ضد القذافي كانت طائرتين (ميغ 23) ومروحية (ميل مي 24) ومروحية (سي إتش شينوك 41) أسقطت إحداهما خلال العمليات وظل الثلاثة الآخرين بحوزة الحكومة الانتقالية إلا أن مصادر رجحت سقوطهما في يد الميلسيات المسلحة فيما بعد.
وتأسس سلاح الجو الليبي عام 1962 قبل تولي معمر القذافي الحكم عام 1969، وبحسب آخر الإحصاءات فإن ليبيا كانت تمتلك 273 طائرة مقاتلة، و41 طائرة عمودية مسلّحة أبرزها (ميج 23) الروسية و(ميراج1) الفرنسية.