خاص| هل تشهد أبو ظبي اللقاء الأول بين السيسي وتميم؟
تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي القمة العالمية لطاقة المستقبل 2015، والمقرر عقدها ما بين 19 إلى 22 يناير الجاري، ووُجهت الدعوة بالفعل لعدد من قادة دول العالم لحضور القمة، ومن بين القادة الذين تم توجيه الدعوة لهم الرئيس السيسي، والذي قالت مصادر رئاسية لـ"دوت مصر" إنه من سيشارك بالقمة.
فيما أرسلت أبوظبي الدعوة رسميا للأمير تميم، وأكدت وكالة الأنباء المحلية قنا، مشاركته أيضا، في الوقت الذي تأتي القمة فيه فرصة ذهبية للدوحة لاستعادة علاقتها الطبيعية بجارتها الإماراتية، لاسيما أن زيارة أمير قطر المتوقعة للإمارات ستكون الأولى بعد عودة سفراء (السعودية - الإمارات - البحرين) إلى الدوحة، بعد الأزمة الخليجية حول دعم قطر للإخوان.
والسؤال، هل يلتقي السيسي تميم على هامش القمة، وهل ستكون أبو ظبي المدينة التي ستستضيف لقاء المصالحة التاريخي بين الرئيس والأمير، بعد تعذر عقده سواء في الرياض أو الكويت خلال وقت سابق؟
قمة الرياض
البداية كانت في 21 ديسمبر الماضي، عقب لقاء السيسي بالمبعوث الملكي السعودي ومبعوث أمبر قطر الشخصي في رئاسة الجمهورية بالقاهرة، وترددت أنباء قوية عن عقد قمة المصالحة بين مصر وقطر في الرياض، في غضون أيام قليلة بعد لقاء السيسي بالمبعوث القطري، لكن مرض الملك السعودي المفاجئ حال دون عقد اللقاء.
وكانت السعودية رعت جهود وساطة، عبر القنوات المغلقة بين القاهرة والدوحة، أسفرت في نهاية المطاف على لقاء السيسي بالمبعوث الأميري القطري، والتي جاءت بمثابة الخطوة الأولى نحو استعادة العلاقات لطبيعتها بين مصر وقطر.
فرصة ثانية
في 5 يناير الماضي توجه الرئيس السيسي للكويت في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ توليه السلطة في 2013، وقبل الزيارة ترددت أنباء عن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس المصري والأمير القطري، لطيّ صفحة الماضي من الخلافات، لكن انتهت الزيارة ولم يلتق الفرقاء.
الفرصة الثالثة
قمة أبو ظبي للطاقة العالمية، والمقرر عقدها 19 يناير الجاري، وحتى الآن من المقرر مشاركة السيسي وأمير قطر، فهل يلتقيان معا للمرة الأولى وجها لوجه، "دوت مصر" استطلع أراء خبراء من مصر والسعودية والإمارت حول فرص عقد اللقاء المرتقب.
أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور وحيد عبد المجيد، قال إن احتمالات عقد اللقاء هذه المرة أكبر من المرات السابقة للظروف المساعدة، مشيرا إلى إمكانية عقد لقاء ثنائي بين السيسي وتميم على هامش القمة، مرجحا أن يكون عابرا لا يتطرق للملفات الساخنة.
وأوضح عبد المجيد، لـ"دوت مصر"، أنه من المتوقع للقاء أن يكون برتوكوليا للغاية، يتبادل فيه الزعيمان التحية أمام الكاميرات، لتمهيد الأجواء لبناء علاقة جديدة بين القاهرة والدوحة تكون مبنية على أسس جديدة، وهذا بالطبع لن يحسم من خلال لقاء عابر كالذي يمكن عقده في أبو ظبي.
ويرى نائب رئيس مركز الأهرام أن المهم في القمة المصرية القطرية هو الاتفاق على وقف التدهور في العلاقات، وتهيئة الأجواء إيجابيا لتطوير فيما بعد، ليس إلا، أما التعويل على أن أنه بمجرد لقاء السيسي بتميم فسيتغير كل شيء فهذا على سبيل "الفانتازيا".
حساسية سعودية
وحول وجود حساسية سعودية تجاه اللقاء، باعتبار الرياض ضلعا في ملف الوساطة بين مصر وقطر، لفت رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الدكتور أنور ماجد عشقى، ، إلى أنه لا توجد أي حساسية سعودية تجاه اللقاء المزمع، مشيرا إلى أن اللقاء كان من المفترض أن يتم في السعودية، لكن ظروف مرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حالت دون ذلك.
وأعلن عشقي، لـ"دوت مصر"، في تصريحات من الرياض، أن السعودية تأمل في إنهاء الخلاف المصري – القطري في أسرع وقت ممكن، لترتيب البيت العربي من الداخل والتصدي للأخطار التي تحيط بالمنطقة، مرجحا أن يكون اللقاء المحتمل إقامته بأبو ظبي فرصة طيبة لتبادل حوار بناء بين الرئيس المصري والأمير القطري، متوقعا عقد قمة أخرى لمناقشة الملفات الأكثر حساسية بين البلدين، على أن يكون اللقاء الثاني في السعودية، تأكيدا على الدور السعودي في الوساطة بينهما.
الوساطة الإماراتية
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، الدكتور محمد عبدالله المطوع ، أنه بالرغم من عدم وجود تأكيدات نهائية بخصوص عقد لقاء ثنائي بين الرئيس المصري والأمير القطري، على هامش قمة الطاقة، ولكنه يأمل أن يسير كل شيء على ما يرام، وأن تعقد القمة المرتقبة بين مصر وقطر.
ويقول المطوع، لـ"دوت مصر"، إن الساحة العربية تنتظر هذا اللقاء، لأنه سيضع كلمة النهاية في الأزمة الطاحنة بين البلدين، مشيرا إلى أن ذلك سيعطي أملا في إمكانية حل باقي الملفات العالقة مع قطر قريبا.
ونبه المطوع أن الإمارات تحاول لعب أي دور إيجابي لخدمة السلام والاستقرار في المنطقة، وهي تدعم أي تحرك في هذا الاتجاه، وسواء كان اللقاء المصري القطري على أرض سعودية أو إماراتية فهي ستدعمه بكل قوة.