دعاة الكاسيت.. الأذن تكره قبل القلب أحيانا
لم تخرج رصاصات الجماعات الإرهابية إلى صدور قوات الجيش والشرطة، وصدور المواطنين والسائحين في مصر، إلا بعد أن سبقتها رصاصات خرجت من شرائط الكاسيت لتستقر في عقول المتطرفين، وتشعل الكراهية داخلهم.
منذ عدة سنوات دأب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، الدكتور محمد الحلفاوي، بتفريغ ورصد جميع الأفكار المتطرفة في شرائط مشايخ السلفية، قبل عصر الانطلاق الفضائي، وفي خطبهم المنبرية، وفي فتاويهم، وجمعها في كتابه "وكلاء الوهابية في مصر من البذر حتى الحصاد"، فحمل الكثير من الرصاصات السمعية التي أطلقوها.
محمد حسين يعقوب.. مبشّر العصر الجاهلي
يعد محمد حسين يعقوب من أركان الحركة السلفية في مصر الذين يشار إليهم بالبنان، تتركز أهم أفكاره في أن العصر الذي نعيشه هو عصر جاهلي بكل ما تحمله الكلمة من معاني، ففي شريطه "التخلص من رواسب الجاهلية" يقول: "نشأ هذا الجيل في بيئة جاهلية عنده رواسب جاهلية في التصورات والآمال والسلوك".
ويوضح يعقوب في شريط "أجيالنا بين الواقع والآمال" أن الذين يعيشون في هذا العصر يحتاجون إلى من ينتشلهم من الجاهلية، فيقول: "إننا نعيش وللأسف في مجتمع جاهل لا يمت إلى جوهر الدين بصلة، في مجتمع بعيد عن القيم، مجتمع تعطلت فيه كل حواس الخير.. إن الذين يعيشون اليوم باسم الإسلام يحتاجون من ينتشلهم من الجاهلية ليعيشوا للإسلام".
واستمر يعقوب في توجيه طلقاته حتى كفر الثائرين والمتظاهرين في الجامعات خلال شريط "آفات اللسان"، حين قال: "في المظاهرات التي حدثت في الجامعة قال الشباب: إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر، وهذا الكلام كفر".
أبو إسحق الحويني.. تكفير المسلمين وتوحيد الكافرين
أما أبو إسحاق الحويني، فيضرب خلال إنتاجاته السميعة في صميم العقيدة، فيشكك في إسلامية الدولة قائلا عن مصر إنها "دولة تزعم أن دينها الرسمي هو الإسلام"، في شريط "مذهب الشيطان"، ويحرّض على عدم دفع الضرائب فيقول في شريط "بدعة الاحتفال بالمولد النبوي" إن "الضرائب حرام، وليست من هدي النبي، ولا تجوز شرعا".
كذلك وصف الحويني حال المصريين المسلمين الآن فيقول "كثير من الناس يشركون بالله تبارك وتعالى وهم لا يعلمون، وبعضهم يعلم، لكنه يتأول ولا يؤمن أحدهم بالله إلا وهو مشرك" في شريط "الغربة والتمكين".
وبعد أن كفّر المسلمين الحاليين، حاول أن يدافع عن مشركي قريش، فانتقد مناهج التعليم في مصر لأنها "افتتحت دراسة الدين بعبارة ماكرة، وهي أن الرسول جاء إلى العرب، وهم يسجدون للأصنام ويشربون الخمر ويئدون البنات"، إن هذه العبارة غير صحيحة، لأن العرب كانوا يوحدون الله ولم يدع أي من العرب أن آلهة أخرى اشتركت مع الله في خلق شيء أو تدبير شيء"، كما قال نصا في شريط "مذهب الشيطان".
محمد حسان.. تكفير وتحريض
يصف البعض محمد حسان بأنه الأكثر وسطية بين دعاة السلفية، وهو بدوره يقوم بتحليل واقع المسلمين بوسطيته، فيقول: "ظلت الأمة ترفل في ثوب التوحيد الذي كساها إياه إمام الموحدين حتى أطلت الفتن برأسها وابتعدت الأمة رويدا رويدا عن حقيقة التوحيد، وبدأ الشرك يطل برأسه من جديد وكثرت صورة ومظاهره ووقع فيه كثير ممن يتسمون بالمسلمين... وكثرت الآلهة التي تعبد في الأرض من دون الله عز وجل"، كما قال نصا في شريط "الشرك بالله".
كما هاجم الصحفيين والكتاب والأدباء، فيقول في شريط "أميرة القصر وقضية العصر"، "الكتاب– الصحفيون– الأدباء، جل هؤلاء ما يعرف قرآنا ولا يعرف سنة، وبكل أسف رفعت الأمة هؤلاء على الأعناق وفوق الرؤوس وهم في الحقيقة – إلا من رحم ربك - كالطبل الأجوف يسمع من بعيد وباطنه من الخيرات خال".
وفيما يتعلق بالديمقراطية يقول في شريطه "المستقبل لهذا الدين"، داعيا إلى عدم احترام القوانين "يجب على المسلمين وفورا- وأنت واحد منهم - أن يعودوا إلى الإسلام، وأن يكفروا- وأنت واحد منهم- بجميع قوانين البشر، من ديمقراطية و... و.. إلى آخر هذه القوانين الكافرة التي نحت شرع الله، وأعلت شرع البشر، يجب على جميع المسلمين - وأنت واحد منهم- ألا تذعن لهذا القانون على قدر ما استطعت".