لماذا يتجاهل الغرب التحرك الروسي بسوريا؟
في خضم صعود الدور الروسي سياسيا في هذه المرحلة، لإيجاد حل سياسي في سوريا، يغيب أي رد فعل غربي على مستوى رسمي أو غير رسمي، تجاه المبادرة الروسية، خصوصا من طرف ما يعرف بأصدقاء الشعب السوري، إضافة إلى تسجيل غياب المبعوث الأممي إلى سوريا، فان ديمستورا، فهل هو اتجاه للسماح لدور روسي في سوريا في ظل الانشغالات الدولية في الحرب على الإرهاب؟، بعد ما حدث في باريس مؤخرا، أم رغبة في إثبات رؤية الغرب بأن السعي الروسي بدون جدوى؟
اتفاق مع الأسد
يقول المعارض السوري الدكتور كمال لبواني، لـ"دوت مصر"، إن "مؤتمر موسكو لتأمين دعم النظام السوري، يسير الآن بخطة بسيطة، بأن مشاركة المعارضة بحكومة ووجود تفاهم، يعني انتهاء الثورة، وما تبقى هو الإرهاب، النظام وموسكو يبحثون عن معارضة تشارك بالحكم واعتبار ما تبقى إرهابا، وأن مشكلة سوريا تم حلها".
ويتابع "لبواني" من العاصمة السويدية استوكهولم، "موسكو تعمل الآن لنهاية الثورة، واستعداء الدول على الشعب السوري، ذهاب المعارضة السوري خيانة علنية للشعب السوري".
وحول الموقف الدولي يرى لبواني أن الغرب تركوا موسكو تعمل بما تراه، الغرب للأسف يرى بقبول أي حل يوصلنا للجلوس والاتفاق مع الأسد من أجل أن يحاربوا التطرف، الغرب لديهم مشكلة أخلاقية".
إنتاج النظام
من جانبه يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، بسام الملك لـ "دوت مصر"، إن "روسيا تقوم بنشاط لإعادة تأهيل النظام السوري، وإعادة حوار سوري سوري في موسكو"، ويتابع الملك من القاهرة قائلا: "سألت نائب رئيس رئيس الحكومة السورية السابق قدري جميل، عن وجود مبادرة روسية، قال لي لا يوجد أي مبادرة، هناك قاعة في شهر 26 من الشهر الجاري تتحاور وتتفق فيها المعارضة السورية، ثم يأتي ممثلي النظام النظام السوري في 29 من الشهر نفسه للحوار".
ويؤكد الملك أن المعارضة ترفض نهائيا الذهاب إلى موسكو، لأن روسيا طرف في الصراع وتزود النظام بالسلاح هي وإيران".
ويشير المعارض السوري بالقول إنه على تواصل مع جميع أقطاب المعارضة الداخلية والخارجية، وهيئة التنسيق الوطنية، ويضيف أن "طريقة الدعوة الروسية خاطئة، لأنها طلبت أسماء محددة من هيئة التنسيق والائتلاف، قاموا بدعوة هيثم المناع وحسن عبد العظيم، وهذا غير مقبول، "تيار بناء الدولي لن يذهب لموسكو، وهيئة التنسيق الوطني لن تذهب أيضا، بالنسبة لمعاذ الخطيب لن يشارك في المفاوضات، الائتلاف قام بالتأكيد على أن مشاركة أي عضو في الائتلاف باجتماعات موسكو سيكون مصيره الفصل من الائتلاف".
وفي ظل غياب موقف دولي من المبادرة الروسية، أو حتى وجود غطاء للمعارضة للذهاب إلى موسكو، يقول الملك أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت موسكو فرصة لإثبات فشلها، ونفس الحال بالنسبة للدول أصدقاء سوريا، الجميع صامتين، هم يقولون لنا أن نقوم بما يحلو لنا كمعارضة، وأن تتصرف المعارضة بالشكل الذي يناسب الوضع السوري، وسيكونوا مع أي طرح تقدمه المعارضة في ظل ذلك".
غياب رؤية
عبد الوهاب بدرخان، الكاتب والمحلل السياسي البارز، يقول لـ "دوت مصر" حول المبادرة الروسية وغياب موقف غربي منها، "في الأيام الأخيرة لم يعد هناك مواقف معلنة، يبدو أن هناك حالة مراجعة للحسابات، يمكن أن نتصور بأن يكون هناك تنسيق، ظهرت بعض العراقيل في المنطقة، بالتالي أصبح هناك ضرورة للنظر بصيغة المبادرة وشكلها ومضمونها، وبالتالي من الواضح أن الأمريكان والأوروبيين تركوا روسيا تعمل،
وأضاف أن ما يحدث له تفسيرين، الأول ربما لأنهم لا يملكون رؤية حاليا ولا توجد لديهم مبادرة، والثاني هو الأزمة الاوكرانية التي أحدثت قطيعة بين الأوروبيين والروس، والآن روسيا تحركت، الولايات المتحدة منشغلة بالحرب على الإرهاب ولا تريد أن تنسق مع الروس قبل أن يكون هناك اتفاق على الوضع في أوكرانيا، لذلك تركوا روسيا تتحرك في الشأن السوري، لكن هل روسيا تعمل بشكل يؤدي الغرض؟، هذا هوالسؤال، نظريا، الروس اتصلوا بجميع الأطراف في الأزمة السورية، كان عندهم بعض المعايير والقيود حول الشخصيات، وقد تكون وضعت الصيغة من قبل النظام وإيران، لأن إيران لها أكثر من نصف الكلمة في الموضوع وبالتالي تعود القصة إلى المربع الأول".