التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:52 ص , بتوقيت القاهرة

ومن الكاريكاتير ما قتل

الفن الهزلي المزعج والمشاكس.


مازال هذا الفن البسيط يزعج الدول والحكومات.. الزعماء والجماعات.


منعه الحكام، اعتقلوا الرسامين، قصفوا الأقلام، منعوهم وحاربوهم.


والآن الموضة الجديدة هي الدواعش تنتقم وتثأر للمسلمين، هذه الحادثة إنما توضح نقطتين هامتين:


أولا: هي أن فن الكاريكاتير البسيط و(الهايف) ينظر له البعض بالتأثير الكبير.


ثانيا: أن داعش يقتل الإبداع.


منذ سنوات في نفس السياق، حينما رسم بعض الرسامين بعض الرسوم التي صُنفت بالمسيئة وانقلب العالم الإسلامي.


كان الرد الغربي - كالعادة- غريبًا.. فقد قام رسامو الكاريكاتير برسوم تسخر من الرد العنيف وهنا أوقعنا الغربيون في الحرج مرة أخرى.


دائما تأتي لنا المسابقات والمهرجانات من الخارج تحمل موضوعات غريبة عن ثقافتنا، هم لا يقصدون السخرية من أحد معين.


لكنهم مختلفون عنا بالكلية.. مثال عن هذه الفعاليات: كانت هناك مسابقة كبيرة للسخرية من الجنة مثلا.


ومرة أخرى آدم وحواء أخرى عن التعاليم السماوية...


هم يرسمون ويبدعون بعيدا عن أي قيود، قابلت الرسامين الغربيين في فعاليات كثيرة، رسمنا وأبدعنا وتكملنا عن السياسيات والحريات.


مجلة "شارل أيبدو" الأسبوعية الساخرة لها دور مهم كمثيلتها في أوطاننا.. تسجل وتسخر وتوصل الرسالة الأصعب بشكل بسيط للعامة.


فن الكاريكاتير دائما مزعج للنظم والحكومات.. تخشاه النخب السياسية وأصحاب الأفكار.


بعض الزعماء صادق الرسامين في بعض الأحيان ورعاهم، بل وسخرهم لتنفيذ أهداف معينة (علاقة مصطفى حسين بنظام حسني مبارك).
واضطر أغلب الزعماء إلى الضرب والاعتقال والسجن (الفنان الكبير علي فرزات ونظام بشار الأسد).
وتحايل بعض الرسامين الأذكياء على نظام بالكامل، مثل الفنان العبقري صلاح جاهين في سنوات الحصار المفروضة على الصحافة من قبل نظام  أنور السادات.
داعش أيها المسيئون.
يا قتلة الإبداع والأبرياء والأطفال.. دعونا نرسم.