علماء دين يطالبون بتحقيقات مجردة في حادث "إبدو"
طالب علماء دين بإجراء تحقيقات قضائية مجردة، حول حادث الهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، وعدم التعجل باتهام المسلمين، أو تشويه صورة الإسلام. وحذر وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، "من أن الغرب لم يأخذ التحذيرات التى أطلقها علماء المسلمين على محمل الجد، وأبرزها القضية الفلسطينية، وعدم تمادي الغرب في إتاحة الفرصة للمتطرفين استغلال هامش الحرية لمهاجمة الإسلام والمسلمين، بينما لا يتم المساس بالأفكار الصهيونية والممارسات النازية في منطقة الشرق الأوسط".
وأشار وزير الأوقاف إلى أنه "رغم تطرف السياسة الغربية في التعامل مع المسلمين، لكن هذا لا يبرر أعمال الإرهاب والعنف التى تمارسها جماعات محسوبة على الإسلام، أغلبها تقوم بممارسات لصالح دول ومنظمات غربية هدفها تشويه صورة الإسلام. وطالب الحكومة الفرنسية بكشف الحقائق بتجرد بعيدا عن الأهواء، مضيفا أن وجود فيديوهات بها جمل وعبارات تنتمي للإسلام، لا يعني أن القائمين بتلك العملية ينتمون للإسلام، كما أن تلك الحادثة يجب أن تنبه الإعلام الغربي إلى أهمية احترام الرموز الإسلامية وعدم إثارة المتطرفين فكريا.
الإسلام لا يبرر الاعتداء
وأوضح مفتي الجمهورية، الدكتور شوقى علام، أن "الإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه، ولا يوجد في الإسلام مبرر مقبول للاعتداء على حياة إنسان أو المساس بأمنه وسلامته"، ودعا إلى ضرورة إبراز الممارسات الغربية المستفزة لمشاعر المسلمين، وطالب السلطات الفرنسية بإبراز الحقيقة، مضيفا أن الإعلام الفرنسى مسؤول عن التعامل مع الحادث باعتباره ممارسة إرهابية أقدم على ارتكابها جماعة من الحمقى الذين استبدالوا الحوار بالدم والقتل".
وفي ذات السياق، أوضح نائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد أبو هاشم، "أن الإسلام دين الرحمة ولا يقر العنف أو القتل أو الإرهاب، لكن تتم محاربته جهارا نهارا بالإساءة لشرائعه وقيمه ورموزه، تحت أغطية الحرية في إرهاب نفسى واضح تمارسه بعض التيارات المتطرفة في الغرب، دون إدراك منهم أن الإرهاب يخلق إرهابا والعنف يولد العنف المقابل.
أضاف أبو هاشم: "حتى نضع حدا مانعا لممارسات إرهابية مستقبلية، يجب أن نضع ميثاق شرف إعلامي دولي يتضمن النهي عن الإساءة للأديان والرموز الإسلامية، تلتزم به جميع دول العالم، فكما لا يقبل أي مسيحى الإساءة إلى سيدنا عيسى عليه السلام أو إلى المسيحية بالنقد والتجريح فكذلك لا يقبل المسلمون كذلك، وهناك تطرف بين بعض المسلمين والمسيحيين واليهود، وإذا أردنا أن نعيش في استقرار فيجب أن نمنع الإساءة للأديان".