"نيويورك تايمز": المسيحيون يعتبرون السيسي منقذا وطنيا
وصفت صحيفة نيويورك تايمز زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية ومشاركته في قداس عيد الميلاد بأنها أحدث مظاهر قوة التحالف بين السيسي والبابا تواضروس الثاني، الذى دعم إزاحة مرسي وأيد السلطة الجديدة بحماس، مضيفة أن كثيرا من الأقباط يعتبرون السيسي منقذا وطنيا.
وقال مدير مكتب الصحيفة في القاهرة ديفيد كيركباتريك إن كثيرا من المسيحيين طالما رأوا غياب رؤساء مصر عن الاحتفال بعيد الميلاد بنوع من الاستسلام للشكوك الطائفية للغالبية المسلمة في البلاد، خاصة أن بعض رجال الدين المسلمين يدعون أتباعهم لتجنب تهنئة جيرانهم المسيحيين بعيدهم، فضلا عن زيارة كنائسهم، وهو ما فضل كثير من السياسيين تجنبه أيضا.
وأشار الكاتب إلى أن جميع رؤساء مصر السابقين بما فيهم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي بقي في سدة الحكم لثلاثة عقود، والرئيس الأسبق محمد مرسي الذي تمت إزاحته عن السلطة صيف 2013 اكتفوا بتهنئة المسيحيين هاتفيا بعيد الميلاد، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المصرية وصفت السيسي بأنه أول رئيس يقوم بهذه الخطوة.
وأضاف أن العديد من الأقباط كانوا ينظرون بكثير من الحذر لتولي الإسلاميين السلطة في مصر خشية تعميق التهميش والتمييز الطائفي، وهو ما دفع عالبيتهم للوقوف خلف قيادة السيسي للبلاد، وعلى الرغم من أن بعض النشطاء الأقباط يشتكون حاليا من أن الحكومة فشلت في الحد من التحيز وعدم إنفاذ القانون، وملاحقة المسيحيين جنائيا بتهمة التجديف وتعقيد إجراءات السماح ببناء دور العبادة، إلا أن كثيرا من الأقباط لا يزالون يعتبرون السيسي منقذا وطنيا.
ولفت إلى أن البابا تواضروس الثاني أيد بشكل علني إجراءات الرئيس السيسي الأمنية، واصفا إياها بأنها الطريق نحو الاستقرار والأمن، وأن أمن مصر أهم من الكنيسة نفسها، حتى إن البابا تواضروس طالب خلال الأسبوعين الماضيين بعدم تداول الحديث بشأن مقتل 28 متظاهرا مسيحيا على يد قوات الجيش في أكتوبر 2011 خلال حكم المجلس العسكرى، مفضلا الركون إلى أن القتل تم نتيجة مؤامرة أعدها الإخوان.
وألمح كيركباتريك إلى أنه على الرغم من أن كلمة السيسي في الكتادرائية كانت ارتجالية، إلا أن عيناه كانت لامعة خلال الحديث الذي أثار الحماس والبهجة في نفوس الحضور.