التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:13 ص , بتوقيت القاهرة

البابا عن زيارة السيسي: باسم المصريين شكرا لك يا رئيس

علق بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكاتدرائية، مساء اليوم الثلاثاء، لتقديم التهنئة بعيد الميلاد، قائلا: "إن زيارة الرئيس السيسي مفاجأة سارة ولفتة كريمة."


وأضاف البابا تواضروس في بداية عظته: "إنني لا أقول باسم الأقباط ولكن باسم المصريين شكرا لك يا سيادة الرئيس".


وأشار البابا إلى أن الجميع يعمل من أجل بناء مصرـ ومن أجل أن تحتل المكانة التي تليق بها وسط كل دول العالم.


وقال بابا الإسكندرية، إنه عندما خلق الله الإنسان صار في معية مع الله وتمتع بالحضرة الإلهية، ولكن جاءت الخطية وهي كسر وصايا الله، وبدأ السقوط وانفصل الإنسان عن الله وطرد بسبب الخطية.


وتابع، خلال كلمته بقداس عيد الميلاد، أن الإنسان بدأ يفكر في البدائل ليعبدها، وبعد أن أرهقته الحيل صار يفكر في ذاته ليبعدها، ثم عاش لعبادة ذاته، وصارت ذاته في شهوات ورغبات، وصار حاله رديئا فاتجه للعنف، وعندما مارس أنانيته اتجه للعنف بكل صوره، ثم بدأ يعيش في الخوف، وأصبح مركزا "للذات والأنانية والخوف"، وهي مكونات الإنسان، حتى كاد يفقد إنسانيته.


واستطرد قائلا: "ميلاد المسيح قسم الزمن ما بين قبل وبعد الميلاد، وبدأ الله يفتش على الإنسان الخائف الأناني العابد لذاته"، وأوجد له العلاج لدائن والتي جاءت في أنشودة الميلاد: "المجد لله في العالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة".


وواصل: "الإنسان خلق ليقدم لله المجد والتسبيح، ولكن ذات الإنسان جعلته يلهث وراء رغباته، وصار يرى في ذاته أنه المتحكم في كل شيء"، مفخما لذاته واختراعاته، وبدأت السيطرة وتحقيق الذات بالتوأم الكبرياء وتناسى الله.


وشدد البابا على أن التمجيد هو العلامة المميزة لقرب الإنسان لله، وعندما يخاف خالقه يمكنه أن يقف في الحضرة الإلهية، عندما يمجد ذاته ويعيدها وينحرف وراء الإلحاد والبعد عن الله، اعلم أنه فقد علاقته بالرب، فالعالم ضخم حقوقه وتناسى حقوق الخالق، وعلاجها أن يمجده ويقدم التسبيح، الإنسان الذي تسكنه مخافة الرب هو المواطن الصالح والأمين.


وعن العلاج الثاني، الذي قدمته أنشودة الميلاد، قال بابا الإسكندرية: "والذي يعالج أنانية الإنسان، وأعمته من أن يري الآخر أو يقبله، وانتشر الإرهاب والشر نتيجة الأنانية، وعلاجها أن يكون الإنسان صانع سلام، وهي صناعة صعبة، ولا يستطيع أي إنسان أن يقوم بها، ما لم يسكن الله قلبه بالحقيقة في كل حياته، الخالق لا يقبل عنف ولا إرهاب على الإطلاق".


وأضاف أن علاج خوف الإنسان الذي يلاحقه في كل مراحل حياته، هو الفرح والذي وهبه الله للإنسان، فيجب أن يكون مبرحا أينما حل، وهذا يأتي بتمجيد الله والعيش كصانع سلام.


واختتم بقوله: "قصة الميلاد ليست قصة تاريخية، ولا حادث زمني، ولكنها رسالة إنسانية للجميع، يدعو فيها الإنسان، خاصة الذي فقد إنسانيته، أن يخاف الله وأن يمجد الإله وأن يصنع السلام بداخلك قبل خارجك".