القصة الكاملة| "شماريخ" تحول زفّة لمطاردة بين الشرطة والمعازيم
صدق أو لا تصدق، فقد تحولت ليلة العُمر إلى حادث إرهابي، حيث اتهم ضابط شرطة بعض معازيم الفرح، بتنظيم "تشكيل إرهابي"، هدفه "مقاومة السلطات والاعتداء على القسم"، وذلك بمحافظة الغربية.
القصة كما رواها مستخدم "فيس بوك"، محمود الليثي، وأكدها مراسل "دوت مصر" بالغربية، بدأت ليلة 24 ديسمبر الماضي، بمحيط قسم ثان طنطا، وأبطالها هم أحمد جلال، 29 سنة، ومحمود المجدوب، ومحمود الليثي، مهندس مدني بمجموعة طلعت مصطفى، وأحمد سعد، ومحمود الفيومي.
تدوينة غير معتادة نشرها محمود الليثي، كتب خلالها، "أفراح من سرايا النيابة"، دون أن يوضح أي شيئ، وهو ما أثار العديد من الأسئلة لدى الأصدقاء والمتابعين له.
المتابعون لمحمود وما ينشره، يعلمون أنه قبلها بساعات قليلة، أعلن حضور فرح أبناء خالته "أحمد وحيد" و"صفاء حجازي"، وهو ما استلزم سفره من مدينة نصر ـ حيث يقيم ـ إلى محافظة الغربية، موطن العائلة. محمود كتب ليصف سعادته الشخصية، التي عجز عن وصفها في "بوست"، لكنه لم يكن يعلم أن فرحته تلك، ستتحول لكابوس أمني، بسبب بعض الألعاب النارية، ومزاج ضابط شرطة.
القصة الكاملة
مشهد سينمائي جرى تمثيله بمحيط القسم، عندما أثارت الألعاب النارية ذعر معاون مباحث القسم، النقيب محمد الغول، الذي أمر على الفور، أفراد القوة المعاونة له، بمطاردة الزفة، وإحضار من فيها، وعلى حد زعم الليثي، فإن "أفراد الشرطة، اعترضوا إحدى سيارات الزفة، وأجبروا من فيها على ركوب البوكس، بعد التعامل معهم كما ينبغي"، أو كما أوضح الليثي في تدوينة لاحقة، حكي فيها تفاصيل القصة الكاملة، بما تضمنته من إهانات وتجاوزات، وتدخل بعض الوسطاء، لتخليص زوج خالته، أحد المقبوض عليهم، من براثن ضابط المباحث المشار إليه.
تدوينة الليثي لاقت تعاطفا طبيعيا بين أصدقائه ومعارفه، حيث قام أكثر من 300 شخص بتبادل المنشور، والتعليق عليه بأشكال مختلفة، أغلبها اتفقت علي أن "العروسة للعريس والبوكس للمتاعيس"، و"أشياء تحدث في مصر"، و"فيها حاجة حلوة"، لكن الغريب كان تعامل البعض معها بطريقة مختلفة تماما، مهاجمين الموقف الذي اتخذه الليثي، بالتنازل عن البلاغ ضد ضابط الشرطة.
فاتورة تجاوزات ضباط الشرطة، تخصم من الرصيد السياسي لوزارة الداخلية، فيوم 26 فبراير، تم نشر صورة لبدلة ممزقة، بسبب تعدي أفراد الأمن علي صاحبها، وتحت الصورة عاد للظهور هاشتاج "#الداخلي_ بلطجية"، ضاربا حملات الدعاية والإعلان، التي انتهجتها إدارة العلاقات العامة بالوزارة، على مدار السنوات الثلاث الماضية، "صارت #الداخلية_بلطجية، واللي مش مصدق دا مسيره هيشوفه بعينه، وساعتها انا متأكد إنه هيطاطي راسه، ويتلقى الضرب والركل والصفع صامتا، خانعا مزلولا.. كتبها محمود الليثي، ونقل عنه الآخرون.
أحد طلاب الماجستير، أحمد بهجت، نشر البوست السابق، واضعا تعليق نقل من خلاله مخاوف طلبة الماجستير والدكتوراه، من تعاملات أفراد الداخلية، أثناء مرور مسيرة احتفال حملة الماجستير إلى القاعة الرئيسية بجامعة القاهرة.
<div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/ANONYMOUS.REBEL/posts/10153052035890530" data-width="466"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><a href="https://www.facebook.com/ANONYMOUS.REBEL/posts/10153052035890530">Post</a> by <a href="https://www.facebook.com/ANONYMOUS.REBEL">Ahmed Bahgat</a>.</div></div>
القصة الأساسية تم تأكيدها من أكثر من مصدر، ومنهم طارق رمضان، أحد طلاب جامعة طنطا، الذي نشر البوست السابق مع تعليق يؤكد حقيقة الواقعة. ويوضح أنها صارت قصة منتشرة.
أحد شهود الواقعة، محمد جلال، ممثل خدمة عملاء بإحدى شركات الموبايل، وابن خالة محمود الليثي، نشر نفس الواقعة من انزعاج ضباط قسم ثان طنطا، من صوت شماريخ تم إطلاقها ابتهاجا بالزفة. جلال وجه الشكر لعدد كبير من الشباب، الذين تم اعتقالهم بسبب الدفاع عن والده المسن، أحد المتواجدين بالسيارة، التي اعتدى عليها أفراد الأمن.
<div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/mohamed.galal.elmagdop/posts/10153073594045809" data-width="466"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><a href="https://www.facebook.com/mohamed.galal.elmagdop/posts/10153073594045809">Post</a> by <a href="https://www.facebook.com/mohamed.galal.elmagdop">Mohamed Galal</a>.</div></div>
كذلك محمود الجدوب، تناول واقعة الاعتداء على الزفة من زاوية "إحنا بتوع الصواريخ"، وكتب على صفحته الشخصية: "أكتر حاجة كنت خايف منها، إن الداخلية تعمل معانا زي فيلم إحنا بتوع الأتوبيس".
<div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/elmagdop/posts/933625913316602" data-width="466"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><a href="https://www.facebook.com/elmagdop/posts/933625913316602">Post</a> by <a href="https://www.facebook.com/elmagdop">محمود المجدوب</a>.</div></div>
المفاجأة الحقيقية، كانت مشاركة صاحب الفرح أحمد وحيد، الذي قطع شهر العسل، ليحدث حالته الشخصية على حساب "فيس بوك"، قائلا للجميع، "الواقعة دي حصلت في فرحي.. وبكرة ممكن تبقى في فرحك أنت".
الداخلية تنكر وتحقق
أول رد فعل صدر عن مدير أمن الغربية، في 27 ديسمبر الماضي، كان نفي وإنكار صحة الواقعة، وهو أمر مفهوم في سياق البيانات الرسمية المعتادة، لكن غير المفهوم، استدعاء شهود الواقعة، لسماع أقوالهم بعد حفظ النيابة العامة للتحقيقات، وذلك بعد نفي مدير الأمن لصحة ما تناقله الإعلام حول الواقعة.
في آخر حوار أجريناه مع محمود الليثي سألناه عن آخر المستجدات فأجاب:
محمود الليثي: ولا حاجة، تم استدعاؤنا للمثول أمام لوائين شرطة بإدارة التفتيش الداخلي، وسئلت عن سبب تصعيد الأمر؟
دوت مصر: وبماذا أجبت؟.
محمود الليثي: مش هيفرق معايا الضابط يتعاقب أو لأ، يكفي أن الصوت يفضل عالي، وأن يكف ضباط الشرطة عن إهانة المواطنين بحجة تنفيذ القانون.
<div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/elmagdop/posts/936059259739934" data-width="466"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><a href="https://www.facebook.com/elmagdop/posts/936059259739934">Post</a> by <a href="https://www.facebook.com/elmagdop">محمود المجدوب</a>.</div></div>
دوت مصر: خلينا نفهم منك تحقيق الداخلية حول صحة الواقعة أم مع الضابط المتهم بالاعتداء عليك؟
محمود الليثي:: حقيقي ما أعرفش، ومش هتفرق بالنسبة لي نتيجة التحقيق، اللي أنا عايزه حصل، والرسالة وصلت.
دوت مصر: انت شاب عرفت توصل لحقك باستخدام السوشيال ميديا، مضبوط كده ولا حد ساعدك؟
محمود الليثي: لا مفيش حد ساعدني، الموضوع انتشر من خلال صفحتي على الفيس بوك، لكن المهم هو الخوف اللي رجع يسكن تاني قلوب الناس، وخصوصًا كبار السن منهم.