"فوبيا التسمم" بالجامعات.. كارت الإخوان لإيقاف الدراسة
"أغذية فاسدة"، "تسمم"، "لحوم بالديدان".. كلمات ترددت أول أيام العام الدراسي الجديد 2015، الذي كانت بدايته مختلفة قليلا هذه المرة، حيث أثار التقرير الذي أعلنته وزارة الصحة والسكان عن وجود 157 حالة اشتباه تسمم غذائي بين طالبات المدينة الجامعية بالأزهر، فرع أسيوط، قلق طلاب الجامعات ووسائل الإعلام.
ووفقا للتقرير تم نقل 42 حالة إلى مستشفى أسيوط العام، 60 حالة إلى مستشفى الإيمان العام، 43 حالة إلى مستشفى جامعة الأزهر بأسيوط، و10 حالات إلى مستشفيات جامعة أسيوط.
تعددت التصريحات بشأن هذه الواقعة وتباينت، فيما أكدت وزارة الصحة أنها تتابع الوضع الصحي للطالبات وحالات التحسن والخروج من المستشفيات ووقتها، كما تم الدفع بفريق طبي مكون من 6 أطباء من أعضاء هيئة التمريض بمديرية الشؤون الصحية بأسيوط إلى المدينة الجامعية، وعمل مستشفى ميداني لتوقيع الكشف الطبي على طالبات المدينة الجامعية بمحل إقامتهم.
ونشرت صفحة طلاب الإخوان صورا للطالبات أثناء نقل الإسعاف لهم من داخل المدينة الجامعية وأثناء تواجدهم داخل المستشفى.
ولكن هل كان وجود الفريق الطبي بالمدينة الجامعية مجرد وضع مؤقت بسبب الحادث، أم أن وزراة الصحة تشرف على أي أطعمة تدخل لطلاب المدينة بشكل مستمر، وتسائلت طالبات المدينة الجامعية من المسؤول عن دخول مثل هذه الأطعمة للمدن الجامعية، ومن يتم محاسبته في حالة وقوع أي حادث مشابه؟
"محدش مات من التسمم"
وتعليقا على ذلك، يؤكد رئيس جامعة الأزهر، عبدالحي عزب، لـ"دوت مصر"، أنه من المعتاد قبل تقديم أي أطعمة للطلاب أن يتم فحصها من قبل معامل طبية تابعة لوزارة الصحة، موجودة داخل مطبخ المدينة الجامعية، إضافة لقيام علماء تغذية بفحص الطعام كل فترة للتأكد من مدى صلاحيته.
وأوضح عزب أن هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة تشرف على مطبخ المدن الجامعية من خلال لجان طبية، مؤكدا أن حادث التسمم يعتبر حالة فردية، وما يؤكد ذلك أن هناك أكثر من 2000 طالبة تناولن نفس الطعام، فلماذا بالأخص الـ157 طالبة الذين ينتمون لتيار الإخوان هم من تعرضوا للتسمم، بحسب قوله.
وأبدى رئيس جامعة الأزهر استغرابه من أن تتسمم طالبات جامعة أسيوط بالأخص، في حين أن متعهد طعام جميع المدن الجامعية للأزهر واحد، قائلا: "تناولت الطعام أمس الأحد مع طلاب المدينة الجامعية لجامعة الأزهر بمدينة نصر، ولو كان الطعام مسمم كان على الأقل توفت طالبة وطالبتين، ولكن على العكس تحسنت حالتهم جميعا بعد "التلبك المعوي" الذي تعرضن له".
وأكد عبدالحي عزب أن مصطلح "التلبك المعوي" هو الذي يصح أن تستخدمه وسائل الإعلام بدلا من "التسمم"، مشددا على أن طالبات الإخوان قد استخدمن كل وسائلهن من تظاهر وغيره لإحداث بلبلة، ولكن هذه المرة اختارن فكرة التسمم.
الأغذية الفاسدة "فبركة إعلامية"
وقبل أن تمر أيام على واقعة "طالبات أسيوط" ظهرت واقعة جديدة لدخول الأغذية الفاسدة إلى المدن الجامعية، حيث تداولت بعض المواقع الإخبارية تقريرا للجهاز المركزي للمحاسبات يكشف عن توريد إحدى الجمعيات التعاونية المتعاقدة مع المدن الجامعية في المنصورة لحوما مرفوضة فنيا وغير مطابقة للمواصفات، دون التحقق من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، بسبب انعدام الرقابة الداخلية على الكميات الموردة، والبالغة 30 طنا بقيمة 1.9 مليون جنيه.
في حين أكد رئيس جامعة المنصورة، محمد حسن قناوي، أن هذه الواقعة يرجع تاريخها لعام 2012، وأن هناك مواقع إخبارية قامت بفبركة الموضوع لتستفيد منه إعلاميا، مضيفا أن مورد الطعام للمدينة الجامعية وقتها تمت محاسبته وإحالته للنيابة العامة التي أصدرت حكما عليه بالسجن لمدة 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ .
وأوضح قناوي لـ"دوت مصر" أن هناك لجنة للرقابة على الأغذية بكل مدينة جامعية، وعندما قامت اللجنة بفحص اللحوم واكتشاف عدم صلاحيتها لم تمررها إلى داخل الجامعة من الأصل، فهي لم تصل حتى للطلاب، وتم إيقاف المناقصة التي عرضها المورد تماما وقتها .
وأضاف رئيس جامعة المنصورة أن هذه اللجنة التابعة لهيئئة الخدمات البيطرية تضم أساتذة من كلية الطب البيطري ودكاترة متخصصين في الأغذية ويتراوح عدد المسؤولين عن فحص الطعام بها ما بين 15- 20 شخصا بالمدن الجامعية، التي بها عدد كبير من الطلاب، وبين 8 أشخاص في المدن ذات العدد القليل.
وقال إن هناك مخططا واضحا من قبل بعض الأشخاص ذات تجاهات سياسية تابعة للنظام السابق بالتعاون مع بعض وسائل الإعلام التي تسعى للشهرة، تحاول جاهدة أن توقف الدراسة بالجامعات ولم تجد أمامها سوى المدن الجامعية لتكون حجتها في ذلك.
يذكر أن حادثة التسمم بالمدن الجامعية، ليست الأولى من نوعها، حيث قضت محكمة جنح مدينة نصر يوم 27 نوفمبر لعام 2013، بحبس المسؤولين عن تسمم المئات من طلاب المدينة الجامعية للأزهر، وحكمت المحكمة وقتها على مدير المدينة الجامعية الأزهرية بالسجن 5 سنوات وكفالة 5 آلاف جنيه، وحبس مدير المطبخ، و8 طباخين آخرين 5 سنوات وكفالة 200 جنيه، بتهمة الإهمال والتورط في التسمم الغذائي الجماعي .
وانتشرت وقت الحادث آراء تشير إلى رغبة طلاب الإخوان في استغلال حادث التسمم لإقالة شيخ الأزهر، أحمد الطيب.