فقهاء: الثورة الدينية نسف للوصاية والتخوين
أثار إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مصطلح الثورة الدينية في احتفال وزارة الأوقاف بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ردود أفعال متفاوتة، ودارت أسئلة عديدة حول مفهوم الثورة ومعناها، وهل تعنى التخلص من الثوابت أم طرح مفاهيم جديدة.
قال الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر لـ "دوت مصر "، إن الثورة الدينية التي طالب بها الرئيس عبد الفتاح السيسي تعني القضاء على الملفات القديمة ومواجهة التوابيت الفكرية المتأصلة لدى المؤسسة الدينية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن الثورة التي يقصدها السيسي يجب أن تتوجه إلى عقول الأزهريين القائمين على المؤسسة الدينية بأن يؤمنوا بأهمية الحوار الفكري والتعدد المذهبي بدلا من التطرف في الرأي والاستبداد في المذهب الموجود بالأزهر الشريف، وإتاحة الفرصة لتبادل الأراء والأفكار، وأنهاء الوصاية الدينية.
وأضاف الدكتور هلالي، أن الثورة التي قصدها الرئيس السيسي تتساوى مع الثورة التي قام بها المصريون ضد النظامين السابقين بالخلاص من الفساد السياسي والاستبداد الذى مارسه الإخوان في فرض الوصاية الدينية على المجتمع من خلال شخصيات عقولها غائبة ظنت أنها تملك صكوك الرحمة والعذاب ، ولهذا ثار عليها الشعب المصري، وهو المصير الذى سوف تلقاه المؤسسة الدينية إذا لم تقم بتعديل مناهجها الفكرية، وتستجب للمتغيرت التي تجرى حولها.
وأشار الدكتور هلالي إلى أن مفهوم الثورة الدينية يعنى وضع أصول جديدة للحوار بين علماء الدين والمثقفين، وتجنب مصطلحات التخوين والاتهام بالتآمر على الدين، بسبب الانتقاد لبعض المفاهيم، وجعل الحوار أصلا من أصول التعامل، وترسيخ قاعدة الإمام الشافعي في الحوار: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب.
بينما أوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن مقصود الثورة الدينية الذى أعلنه الرئيس يقوم على قاعدة الإعلاء التليفزيوني المعروف :انسف منزلك القديم، فالمتغيرات التي تمر بها مصر حاليا لا تقبل الوصاية الدينية والبحث في الضمائر والتفتيش في النوايا الذي يمارسه الأزهر خلال الفترة الحالية، فهل يعقل أن يحيلني الأزهر للتحقيق لكوني سافرت
إلى إيران، دون بحث لأسباب الزيارة التي رافقني فيها الممثل الدبلوماسي المصري هناك، وهل يقبل أن يتم مهاجمة الداعين للتعدد في الرأي، أو من يطرح رأيا يخالف ما عليه أهل مشيخة الأزهر وجماعتهم.
وقضاف كريمة إن الرئيس استشعر الغضب الكامن في نفوس المثقفين والكثيرين من علماء الدين بسبب الاستبداد الذى تعيشه المؤسسة الدينية الإسلامية لذا كان حديثه موجها إلى رؤوس تلك المؤسسة بأنه سوف يحاججهم أمام الله يوم القيامة إذا لم يفعلوا ما تصحهم به، فالثورة الدينية بدأت بالفعل منذ إعلان الرئيس ضرورة التغيير والتجديد للمفاهيم الحالية التي جعلت الناس ينفرون الأزهر ويرتمون في أحضان المتطرفين، لافتا إلى أن عدم إدراك القائمون على مؤسسات الأزهر والإفتاء والأوقاف خطورة الأوضاع فسيتم استبدالهم بمن يستطيع دعم الإرادة السياسية في القضاء على الإرهاب بنشر الفكر الوسطى المعتدل.