"العنوسة" تنتشر بين "الساويسة" بعد جنون أسعار العقارات.. والسبب غسيل الأموال
تسببت الاضطرابات والظروف الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد خلال الثلاث سنوات الماضية في انتشار جرائم غسيل الأموال داخل محافظة السويس، والتي أثرت على قدرة المواطنين في الحصول على وحدة سكنية مناسبة، ولاسيما الشباب، مما تسبب في انتشار العنوسة نظرًا إلى ارتفاع أسعار العقارات، وسط تأكيدات من مسئولين تنفيذيين وأمنيين أن الحالة مؤقتة، ويتم مقاومتها حاليًا.
وأكد تقرير لمركز أبناء القناة بالسويس "حقوقي"، أن "الحالة الأمنية والاضطرابات السياسية التي عانت منها مصر خلال العاميين الماضيين تسببت في قيام عدد من المعروف عنهم تورطهم في الإتجار بالمخدرات والسلاح بالقيام بغسيل تلك الأموال عن طريق شراء أراضي، وبناء أبراج سكنية من أجل التستر على المصادر غير المعلومة لأموالهم، وهو ما دفع ثمنه المواطنون بشكل مباشر".
وأضاف التقرير، أن "هذه النوعية من الجرائم، ولاسيما غسيل الأموال دفع ثمنها الاقتصاد المصري، والمواطن البسيط، الذي لا يستطيع الحصول علي وحدة سكنية مناسبة، والدليل علي ذلك الارتفاع غير الطبيعي لأسعار العقارات داخل محافظة السويس، بسبب مافيا غسيل الأموال، الذين يشترون الأراضي بأضعاف ثمنها، بهدف إدخال الأموال المجهولة إلى مصر في عمليات شراء الأراضي والوحدات السكنية المختلفة داخل محافظة السويس، والتي تظهر بوضوح".
وأوضح التقرير، أن "ظاهرة انتشار العنوسة بين الفتيات، وتأخر سن الزواج لدى الشباب بالسويس أحد أسبابه الرئيسية ارتفاع أسعار الوحدات السكنية، وعدم قدرة الشباب على تملك الوحدات السكنية أو استئجار وحدة سكنية مناسبة، بسبب ارتفاع الأسعار الإيجار حيث وصل إلى 2000 جنيه، أما امتلاك وحدة سكنية فيحتاج إلى ما يقرب من نصف مليون جنيه".
وحذر نائب رئيس حزب الوفد بالسويس، علي أمين، مما يحدث ولاسيما في الفترة الأخيرة حيث ظهرت بقوة مافيا غسيل الأموال، لتغطية مصادر الأموال المشبوهة لبعض رجال الأعمال من خلال شراء الأراضي بأضعاف ثمنها الحقيقي، مطالبًا بضرورة قيام جهاز الكسب غير المشروع بالتحقيق فيما يحدث داخل محافظة السويس، رغم أن الجميع يعلم داخل محافظة السويس أن من يقوم بشراء الأراضي بأضعاف ثمنها مصادر أموالهم مشبوهة".
وأشار أمين، إلى أن البعض استغل الأزمات السياسية والحالة الأمنية التي تمر بها البلاد وقام بالاعتداء على الأراضي المملوكة للدولة، وهو أمر واضح داخل محافظة السويس، وتوجد العديد من التعديات على أراضي الدولة بأحياء الأربعين والجناين، والتي لم يتم إزالتها حتى الآن".
وفي السياق ذاته، أضاف موظف بالسويس، ويدعى محمود سمير، "أصبحت سرقة الأراضي بالسويس صداع دائم في المحافظة، والمسئولون صمٌ بكمٌ عمي عن المشاكل التعدي على الأرض".
وكشف مصدر أمني، أنه "توجد تحقيقات حاليًا يقوم بها جهاز الكسب غير المشروع في قضايا غسيل الأموال"، موضحًا أن "الفترة المقبلة سيتم الكشف فيها عن التفاصيل".