استهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2015، بدعوة أئمة العالم الإسلامي لتبني مفهوم عصري، حول الخطاب الديني السائد، محملا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، مسؤوليتهما التاريخية، مطلقًا تصريحه الشهير "سأحاججكم أمام الله بالخطاب الديني"، وذلك في إطار الاحتفال بذكرى مولد الرسول. وأتت دعوة السيسي بغرض تصحيح صورة الإسلام، مؤكدا أن "سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث، ولا يمكن لمليار وربع مليار مسلم التغلب على 6 مليارات"، داعيا إلى مراجعة شاملة لمفاهيم التعايش مع الآخر.

في هذا التقرير نرصد آراء مختلفة للمصريين حول دعوى السيسي 

أشرف الصباغ، أحد العاملين بموقع "روسيا اليوم"، يرى أن دعوة السيسي يجب أن يوازيها تنسيق جهود بين مختلف مؤسسات الفكر، والعمل الدعوي في مصر، مثل الأزهر، والأوقاف، ودار الإفتاء، ومركز تطوير المناهج التعليمية، والمجلس الأعلي للثقافة والفنون، لافتنا النظر إلى أن منبع الإرهاب والفكر المتطرف، هو الفهم الخاطيء للدين.

كذلك أشار الطبيب شريف حافظ، إلى أهمية مصاحبة دعوة التجديد، إحداث "ثلاث ثورات بيضاء" في ثلاثة مجالات هم، الثقافة والتربية، والتشريع.

أغلب المؤيدين لمبادرة الرئيس، اتفقوا حول  أهمية مراجعة مناهج التعليم، وتنقيح التراث، معتبرين أن تلك هي أولى مهام القائمين على تجديد الفقه الدعوي. حازم عبدالعظيم، أحد النشطاء السياسيين، وصف تلك العملية بـ"المعركة الشجاعة"، والمتصدين لها بـ"أصحاب القلوب الجسورة". 

تجديد الخطاب الديني لن يحدث بدون تطهير المنبع وتنقيح التراث والمناهج وتجديد الفقه ايضا . نحتاج لقلب الاسد لكي يخوض هذه المعركة بشجاعة #مصر

— مصري حر 25/30 (@Hazem__Azim) January 1, 2015

كان نفسي الرئيش السيسي اليوم وهو بيناشد الازهر تجديد الخطاب الديني ان يلمح الى مراجعة مناهج الازهر وتجديد الفقه والتراث الديني #مصر

— مصري حر 25/30 (@Hazem__Azim) January 1, 2015

بينما اعتبر البعض، محاولة إدخال مفهوم التجديد على الرؤية الفقهية لعلماء وطلبة الأزهر "عملية مستحيلة"، نافين وجود أمل في نجاح تجديد الخطاب، دون تجديد مفهوم علماء الأزهر عن الفقه والتشريع بالدين الإسلامي.

#مصر لا أمل في أي نجاح بتجديد الخطاب الديني .. قمة الطموح هي أن ننجح في تجديد الأزهر نفسه: من المستحيل تجديد الخطاب الديني قبل تجديد الأزهر

— خالد عبد الاّخر (@7esabraqm2011) January 2, 2015

دعاوى إدماج مفهوم التجديد داخل مؤسسة الأزهر، أثارت العديد من ردود الفعل الغاضبة، ما دفع آخرين للتدخل، لتوضيح الفارق بين مفهوم تحديث المؤسسات، بما يتلاءم مع طبيعة العصر، وتحديث الدين، شريف حافظ يحاول أن يشرح هنا الفارق اللفظي، بين تأويل العلماء للدين وبين صحيح الدين.

الغاضبون من الحديث عن تجديد الخطاب الديني ، يتعاملون مع ا?مر و كأن الدين عند الناس له نفس المعنى ا?زهر له دينه قد يصادف أنه بنفس اسم دينكم

— شريف (@Shereefezzat) January 1, 2015

يذكر أن 8 يونيو عام 1992، شهد اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة، بعد صراع شرس مع الشيخ محمد الغزالي، وجبهة "علماء الأزهر"، التي كان شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود، أحد أعضائها، وفي نفس عام مقتل فودة، أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا للأمة نشر بـ"جريدة النور"، دعا لتكفير فودة، بسبب مؤلفاته ووجوب إهدار دمه.

وصرح أبوالعلا عبدربه، منفذ عملية الاغتيال، عقب الإفراج عنه، بأنه قتل فودة، بسبب تأويل علماء الدين لكتاباته، وأنه لم يطلع ولم يكن على صلة بالقتيل.

مرة أخرى، عادت مؤلفات فودة والفلسطيني عدنان إبراهيم للنور، بعد أن استشهد بها الكثيرون، حول وجوب تبني دعوى السيسي في تطوير لغة الخطاب الديني.

وبعد دعوة السيسي، أصدرت دار الإفتاء المصرية، بيانا أعلنت فيه بحث آليات "تجديد الخطاب الديني"، وهو نفس ما فعلته وزارة الأوقاف، بإعلان تنظيم صالون ثقافي، 10 يناير الجاري، تنفيذا لتوجيهات الرئيس.

تنفيذاً لتوجيهات #السيسي.. #دار_الإفتاء_المصرية تبحث آليات "تجديد الخطاب الديني" :-) إقلعوا ملط كمان عشان يرضي الغرب الكافر عنكم ولن يرضي

— أبو البنات (@mohamd_khames) January 2, 2015

المعارضون لدعوة السيسي تناولوا الأمر من زاوية "العمالة إلى الغرب"، و"ضرب ثوابت الدين"، و"استعادة خطاب إعلامي قديم"، لإحداث زخم شعبي، استعاضة عن نفور معظم المواطنين من الحديث في الشأن السياسي.

كنت أعتقد أن مصطلح "العدالة الإنتقالية" هو المصطلح الأفقع على الإطلاق إلى أن ظهر مصطلح "تجديد الخطاب الديني" !

— Waleed Abdellah (@WaleedAbdellah) January 2, 2015

هؤلاء تبادلوا مختلف وجهات النظر علي موقع تويتر، مع أخرين مؤيدين وداعمين للمبادرة، "حازم يوسف" كان أحد الذين تصدوا لمسألة أن التجديد قد يؤدي إلي التغيير في ثوابت الدين الاسلامي.

في ناس متخيلة ان تجديد الخطاب الديني معناه تحليل الحرام وتحريم الحلال.

— hazem youssef (@Hazemmontasser) January 2, 2015

 
أما البعض فقد تساءل عن الأسباب الحقيقة وراء الاعتراض. 

واحد زيى لا مؤمن بجدوى تجديد الخطاب الديني ولا الدين نفسه ممكن لايكترث بكلمة السيسي. إنما المسلم المعترض معترض ليه؟ انت فعلا مريض بالإعتراض.

— ∀sfour (@Xsfour) January 2, 2015

دعوة السيسي دفعت البعض لاستعادة ذكريات طريفة، حدثت مع رؤساء سابقين، عندما تصدوا لظاهرة الدعاة وأسود المنابر. وخاصة بعد تبني صفحة الرئيس أنور السادات، دعوة السيسي بتجديد الخطاب.

السيسي للطيب: تجديد الخطاب الديني مسؤوليتكم وسأحاججكم به أمام الله السادات في خطاب شهير قال: بتشتكيني لربنا يا تلمساني.اسحب شكوتك يا تلمساني

— Zakovich | زاكوفيتش (@AhmedZaky) January 1, 2015

شاهد فيديو مسجل للدكتور حسن حنفي، أستاذ الفسلفة، يتحدث عن تحديات تغيير الخطاب الديني، وذلك في المؤتمر السنوي الثاني لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، حول إشكاليات التجديد في الخطاب.