التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:09 م , بتوقيت القاهرة

متى التقت مريم بنت عمران وآمنة بنت وهب؟

رغم أن الفارق الزمني بين ولادة السيدة مريم ابنة عمران لولدها المسيح عليه السلام، وبين ولادة السيدة آمنة بنت وهب للنبي محمد، تجاوز الـ570 عامًا، إلا أن هناك في التراث الإسلامي ما يكشف عن لقاء جمعهما في ليلة ميلاد النبي في 12 ربيع الأول من عام الفيل.


بحسب ما جاء في "دلائل النبوة" لأبي نعيم، و"الخصائص الكبرى" للسيوطي، والسيرة الحلبية، و"المواهب اللدنية" للقسطلاني، و"البداية والنهاية" لابن كثير، و"بشائر الأخيار في مولد المختار" للإمام أبي العزائم، قالت السيدة آمنة في الحديث الذي رواه ابن عباس:


"لما أخذني ما يأخذ النساء، ولم يعلم بي أحد لا ذكر ولا أنثى، وإني لوحيدة في المنزل، وعبد المطلب في طوافه، فسمعت وجبة عظيمة وأمرًا أهالني، ثم رأيت كأن طائرًا أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني الرعب وكل ألم أجده، ثم التفتُّ فإذا أنا بشربة بيضاء فتناولتها، فأضاء مني نور عال".


وأضاف صاحب السيرة الحلبية وعبد الملك النسيابوري، وأبو نعيم، والقسطلاني، وأبو العزائم، تفاصيل لقاء السيدتين ببعضهما، تقول السيدة آمنة : "ثم رأيت نسوة كالنخل طوالا، كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي، فبينما أنا أتعجب وأنا أقول: واغوثاه من أين علمن بي.. فقلن: نحن آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين، واشتد بي الأمر وأنا أسمع الوجبة في كل ساعة أعظم وأهول مما تقدم".


ثم استكملت السيدة آمنة بقية ما حدث معها فقالت "فبينما أنا كذلك إذا بديباج أبيض قد مُدَّ بين السماء والأرض، وإذا قائل يقول: خذاه عن أعين الناس، ورأيت رجالاً قد وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق من فضة، ثم نظرت فإذا بقِطفة من الطير قد أقبلت حتى غطت حجرتي، مناقيرُها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت، فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها، ورأيت ثلاثة أعلام مضروبة، علمًا بالمشرق وعلمًا بالمغرب وعلمًا فوق الكعبة".