كيف استطاع "فيس بوك" اختراق سور الصين العظيم
بناءً على دعوة من الرئيس الصيني، بدأ اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته للعاصمة بكين، التي سيمكث فيها بضعة أيام، في محاولة لطرق أبواب المارد الآسيوي، صاحب ثاني أكبر أقتصاد عالمي، والأسرع في مستوى النمو، حيث تشهد الصين معدل نمو سنوي ثابت، تخطي نسبة الـ 10 % سنويًا على مدار الثلاثين عاما الماضية.
قد لا يعرف المواطن المصري عن الصين سوي أنها صاحبة أكبر سور في التاريخ، وأن منطقة شبرا سميت الصين الشعبية، بسبب كثافتها السكانية.. الصين مجتمع شبه مغلق، لغته صعبة، وبالتأكيد لن تلجأ لموقع جوجل للترجمة، فاللغة الصينية الرسمية تختلف عن المبسطة، وقد تجد صعوبة في معرفة الفرق بين الحرف والكلمة والجملة باللغة الصينية.
وقف الإعلامي أحمد موسى، مذيع قناة "صدى البلد"، الذي بث أمس حلقة من داخل جمهورية الصين الشعبية، في انتظار وصول طائرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلا "موسي" على مسئوليته الشخصية، من داخل إحدى ميادين العاصمة الصينية "هنا بكين حيث لايوجد فيس بوك ولا تويتر ولامظاهرات".
كيف وجد فيس بوك لنفسه مكانا في الصين؟
كلام الإعلامي المصري كان غريبا، كيف يكون ذلك العالم في أقصى الشرق منا خاليا من فيس بوك أو تويتر، وكيف يمكن لكائن حي خارج كوكب الصين أن يتواصل مع كائن أخر داخل حدودها، الأمر بسيط للغاية، عليك أن تتعلم اللغة الصينية، مثلما درسها مؤسس شبكة فيس بوك، مارك زوكربيرج، رئيس مملكة فيس بوك، الحاكم لعلاقات ما يقرب من نصف مليار مواطن عالمي.
اضطر مارك للدراسة لمدة ثلاث سنوات كاملة، ليتقن اللغة الصينية التي تحدث بها لمدة 30 دقيقة، وكانت مكافئته هو فتح مكتب لموقعه بالعاصمة بكين في أكتوبر الماضي، بعدما سمح له "مكتب معلومات الإنترنت الصيني" بالدخول للمستخدم هناك.
ولع مارك بالصين لم يتوقف عند تعلم لغتها، والزواج من زميلة من أصل صيني، بل إن شغفه بلغ ما ذكرته بعض التقارير الأمريكية عن شراء مؤسس فيس بوك لكتاب صادر عن إنجازات ومأثورات الرئيس الصيني ومنح موظفي مكتبه نسخة من الكتاب لقرائتها.
منذ عام 2009، حجب موقع فيس بوك في الصين، أكبر دولة من حيث عدد مستخدمي الإنترنت في العالم، ووصل عدد مستخدمي الانترنت نحو 642 مليون شخص.
وبحسب مسؤول مكتب معلومات الإنترنت الرسمي فإن 40 % من الصينيين سيتصفحون الانترنت عن طريق هواتفهم المحمولة في العام المقبل، ما يعني توسع بمقدار نصف مليار مستخدم جديد لموقع فيس بوك.
كوكب الصين بشبكاته ومحركات بحثه
محرك البحث الأول في العالم "جوجل" عندما يدخل الصين يصبح الثاني، وتلك إحدى أعجوبات كوكب الصين، فالمواطن الصيني غير مسموح له باستخدام محرك بحث غير "بايدو"، الذي أطلق عام 2000، تحت إشراف وزارة الأمن الداخلي الصينية، وفي حال بحثك عن "يوم سحقت الدبابات معارضي بكين" مثلا، لن يحولك محرك البحث لموقع "ويكيبيديا" وإنما إلى ويكي خاص به هو "بايدو بايك"، وبايدو هو منافس شرس لجوجل بدأ كمحرك إقليمي معتمد في تطوير خوارزمياته على مليار ونصف المليار مستخدم صيني، ثم بدأ يتوسع إلى اليابان.
بدأت رقابة الإنترنت في الصين منذ الثمانينات، وخاصة مع بدء تبني البعض لبناء جدار جديد حول الصين يشبه سور الصين العظيم، على أن يكون جدارا ناريا إليكترونيا يلائم طبيعة العصر، وهو ما حدث بعدما تبنى الحزب الحاكم حملة اعتقالات واسعة لصفوف المعارضة، وقام ببناء شبكة اتصالات قوية سيطر عليها بما عرف بالدرع الذهبي.
وقبل أن تفرض الصين الحجب على أي من خدمات الإنترنت حرصت الحكومة على توفير البديل، فبدلاً عن "تويتر" هناك "ويبو"، ويقدم نفس الخدمة لما يقارب 480 مليون مستخدم، وبديلاً عن خدمة التدوين الشهيرة "بلوجر" هناك "بلوج سينا" أما "يوتيوب" فتعرف "بيوكو" كأكبر منصة نشر مقاطع فيديو على الإنترنت، وبديلا عن موقع التسوق الإليكتروني الشهير "أمازون" هناك موقع "على بابا" الذي يتحكم في 95 من التجارة الإليكترونية داخل الصين وخارج حدودها، ويملك خدمة دفع اليكتروني بديلاً عن PayPal id "آلي-بال" الصينية.