من يبلغ عن "المتآمرين" في مصر؟
كتب- مصطفى عبد الرازق:
انتبه وأنت تتحدث بلغة أجنبية في شوارع القاهرة، فقد يكون أحدهم يسترق السمع ويبلغ عنك أجهزة الأمن، فتصبح متهما بالـ"تآمر" أو "التجسس".
في مصر ينظر الكثيرون للأجانب بعين الشك. بعض المتهمين بالتآمر أو التجسس يتبين أنهم ليسوا كذلك، لكن قدرهم أوقعهم في أيدي مواطنين أبلغوا عنهم أجهزة الأمن.
الشيف الإنجليزية
أحدث وقائع ضبط "المتآمرين" كان في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، عندما ألقى ضباط نقطة شرطة مترو المرج الجديدة القبض على شيف بالمملكة المتحدة، وشقيقها، ونجل عمهما.
اتهم صاحب شركة مقاولات، مقيم بالجيزة، يدعى "فوزي م"، 42 عاما، الثلاثة بالـ"تآمر"، وقال إنه سمعهم يتحدثون عن "مخطط إرهابي".
وقال مقدم البلاغ إنه سمع الثلاثة يتحدثون باللغة الإنجليزية حول "مخطط" لتفجير المترو وعدد من المنازل والشركات في 25 يناير القادم.
تحفظت قوات الأمن على المتهمين وهـم: "نادية. ع" 24 عاما، شيف بالمملكة المتحدة، إنجليزية من أصل مصري، و"طارق. ع"، 21 عاما، إنجليزي، عامل بالمملكة المتحدة، و"شقيق الأولى"، و"محمد. أ" 20 عاما، شيف مقيم دائرة قسم شرطة المطرية، القاهرة، "نجل عمهما".
أنكر الثلاثة ما قرره المبلغ، وأمر مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، اللواء السيد جاد الحق، أمر باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وجار تحرير المحضر اللازم والعرض على النيابة.
آلان جريش
واقعة مماثلة تعرض لها مدير تحرير مجلة "لوموند دبلوماتيك"، الفرنسي من أصل مصري، آلان جريش، في نوفمبر الماضي، حين كان يتناقش مع صحفية وطالبة على مقهى بوسط القاهرة.
يقول "جريش": "كنت أجلس مع صحفية وطالبة مصرية نتناقش بالإنجليزية والعربية، وكانت هناك مواطنة تنصت لحديثنا، صرخت فينا وقالت: هاتخربوا البلد".
احتجزت قوة من قسم شرطة قصر النيل "جريش" لنحو ساعتين قبل أن تخلي سبيله، لكن الواقعة كانت مثار استغرابه من سهولة الإبلاغ عنه وتوقيفه.
يوضح "جريش": "خرجت المواطنة (من المقهى) وتحدثت مع أفراد من قوة أمنية موجودة خارج المقهى، فأتوا للداخل، وحققوا معي عن أسباب وجودي في مصر وكيفية دخولي، وسحبوا جواز سفري وبطاقات الصحفية والطالبة".
لارا لوجان
الصحفية الجنوب أفريقية لارا لوجان، مراسلة قناة سي بي إس نيوز الأمريكية كانت ضحية لاتهامات المواطنين بـ"التجسس" أيضا. فخلال ثورة 25 يناير 2011، وتحديدا في الليلة التي تنحى فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك أمسك متظاهرون بـ"لوجان"، واعتدوا عليها.
في 11 فبراير 2011 أحاط عدة أشخاص في ميدان التحرير بـ"لوجان"، وتحرشوا بها جنسيا. وقال أحد المحتشدين ليلتها "مسكنا جاسوسة"، وانطلقوا بها بعيدا. وقالت "لوجان"، عن الحادث، إنها تعرضت للضرب لدرجة أنها خشيت أنها لن تبقى على قيدة الحياة.
اللقلق الفرنسي
لم تسلم الطيور أيضا من اتهامات المواطنين. فقد وقع طائر لقلق فرنسي ضحية اتهامات رجل بمحافظة قنا في أغسطس 2013.
عثر مواطن باحدى قرى مراكز الوقف بمحافظة قنا على طائر اللقلق وتوجه به إلى قسم الشرطة، وقال إنه ضبطه وبحوزته "جهاز تنصت" يحمله على ظهره. واحتجزت قوات الأمن الطائر حتى قررت السلطات اطلاق سراحه.
خبراء البيئة والطب البيطري كشفوا أن الجهاز المعلق على ظهر الطائر هو آلة إرشاد يستعملها خبراء فرنسيون لتقفي أثر الطيور المهاجرة وأنه من دولة فرنسا ويحمل الجهاز رقم الفاكس والتليفون والبريد الإلكترونى الخاص بالهيئة الباحثة للتواصل معها حول مصير الطائر.