فيديو| "الخليفة" يهمس لرواده عن كنوز الفاطميين
في قلب منطقة الخليفة، بجوار رحاب السيدة نفيسة، تزدهر المدينة العتيقة بالآثار القديمة، تحمل من كنوز العهد الفاطمي مساجد وأسبلة ومؤسسات خدمية، كان اهتمام مؤسسة "مجاورة" أو جمعية الفكر العمراني، المكونة من شباب طلبة العمارة والمعماريين، التي أطلقت مبادرة "الأثر لنا"، لتدعو لاحتفالية "اقضي يومك في الخليفة".
نقطة البداية.. مسجد ابن طولون
من نقطة الانطلاق أمام مسجد ابن طولون، تجمع عدد من المتطوعين لينضموا لمنسقي الحدث، استعدوا من أجل اصطحاب مجموعة من الشباب والكبار، كما انضم إليهم صغار من الجنسين من أطفال المنطقة، يحملون خرائط ملونة ممهور عليها كلمة الخليفة، وفيها الطريق الذي تتبعه القوافل من أجل اكتشاف آثار مصر القديمة.
من أجل انسيابية الحركة، اختارت المبادرة أن تتحرك من نقاط مختلفة، فبجانب مسجد ابن طولون، هناك مجموعة انطلقت من مستوصف الخليفة بمنتصف الشارع الرئيسي، وأخرى من مسجد السيدة نفيسة، في كل مجموعة يتحرك الزوار بصحبة منسقين ومتطوعين من الحملة، يتعرفون على آثار المنطقة.
الخليفة.. كنوز السياحة الداخلية
تهدف المبادرة لـ"رفع الوعي بالقاهرة التاريخية، خصوصا التراث المملوس وغير المملوس بالمشاركة مع أهالي المنطقة".. وتقول أحد منسقي المشروع، هدير سعيد، الذي يتم تنظيمه تحت رعاية وزارة الآثار، إنه يهدف أيضا إلى تشجيع السياحة الداخلية، ونشر الوعي بين أبناء المنطقة بتاريخ الآثار المصرية القديمة، التي تقوم "مجاورة" بترميم عدد منها منذ عامين.
لا تزال حارات شارع الخليفة تحمل روح مصر القديمة، تكشفها المبادرة في أعين روادها، وذلك للمرة الثانية لإنطلاق اليوم بعد تنفيذه للمرة الأولى العام الماضي، يضم الخليفة 14 شياخة من أشهرهم "الأباجية والإماميين والتونسي"، كما يضم عددا من معالم مصر الفاطمية مثل قبة شجرة الدر، جامع صرغتمش، ومنزل سكنة باشا، كما تضفي ظلال روحانية على المنطقة من عدد من بيوت آل البيت مثل مسجد السيدة رقية والسيدة سكينة، بجانب مقام الجعفري والسيدة عاتكة.
أنشطة أطفال وعزف شعبي
"يوم الخليفة" لم يقتصر فقط على جولة إرشادية لمعرفة تاريخ الآثار، بل تفرقت أنشطة "الأثر لنا" للأطفال، من أجل الرسم والتلوين، اختار فيها المنسقون طباعة صور تحكي آثار القاهرة الفاطمية، لكي تصل إلى الأطفال بصورة مبسطة، بجانب عرض لفرقة النيل الشعبية، التي اختارت أن تصحب الجولة بعزف المزمار الشعبي.
قهاوي ومحلات طعام.. شير في السياحة
أعلى كل محل من شارع الخليفة، علقت المبادرة بالونات ملونة، كعلامة لتعاون ذاك المحل مع المبادرة، منها ما يقدم الطعام، ومنها القهاوي الشعبية، التي رحبت بأصحاب المبادرة، ابتسامات متفرقة توزعت على المارة من الجولات، بجانب أصوات من القرآن الكريم الخارج من المساجد، لتحكي الجولات لروادها آثار المكان، تاريخه وحكاية بناءه، ليحظى رواد المبادرة بعروض التنورة الشعبية وعرض الأرجوز في نهاية اليوم.