الملكة تودع الأمير فيليب.. قصة حب من النظرة الأولى دامت لأكثر من 70 عامًا
وكانت الأميرة إليزابيث ألكسندرا ماري ولدت عام 1926 وهي الأبنة الكبري للابن الثاني لملك إنجلترا الحاكم، وبالتالي لم يكن لديها أي اعتقاد بأنها ستصبح ملكة. بينما وُلد فيليب أميرًا لليونان والدنمارك في عام 1921، وهو ابن شقيق ملك اليونان الحاكم، ولكن بحلول الوقت الذي كان يبلغ من العمر عامين، كان عمه قد أطيح به ونُفيت أسرته إلى فرنسا. على الرغم من أنهما كانا أبناء عمومة لكن حياتهما كانت مختلفة تماما عندما التقيا للمرة الأولى عام 1934، في حفل زفاف الأميرة مارينا من اليونان والدنمارك إلى الأمير جورج، دوق كنت.
اللقاء الأول ...
عندما التقيا أول مرة كانت إليزابيث تبلغ من العمر 8 سنوات، وتعيش في قصر مع والديها وأختها المحبوبين وتتلقى تعليمها في المنزل، بينما بلغ فيليب من العمر ثلاثة عشر عامًا، على الرغم من أنه ينحدر من الدم الملكي من كلا الجانبين، كان يفتقر إلى الاستقرار، فقد تخلى والده عن العائلة للعيش مع عشيقته في مونت كارلو، وكانت والدته ملتزمة بمستشفى للأمراض العقلية مع مرض انفصام الشخصية، وكان فيليب يتلقى العطف من أفراد أسرته الأثرياء الذين نقلوه إلى مدرسة داخلية اختاروها لأنها كانت الخيار الأقل تكلفة.
بعد ثلاث سنوات من لقاءهما الأول وتحديدا في مايو من عام 1937، حضرت إليزابيث وفيليب تتويج الملك جورج السادس، والد إليزابيث، الذي وجد نفسه بشكل غير متوقع ملكًا بعد وفاة والده الملك جورج الخامس، وبعد ذلك بعام، تنازل شقيقه الملك إدوارد عن العرش من أجل الارتباط بالممثلى والمطلقة الأمريكية واليس سيمبسون، في تلك المرحلة، بدأت حياة إليزابيث وفيليب في التباعد أكثر، فقد وجدت إليزابيث نفسها وريثة أولى للعرش، كما تحولت حياة فيليب إلى الأسوأ مع وفاة أخته سيسيل (مع زوجها، ولديه طفلان، والطفل الذي لم يولد بعد، وحماته) في حادث تحطم طائرة ووفاة ولي أمره، اللورد ميلفورد هافن، بسرطان العظام.
إليزابيث تقع في حب فيليب...
التقى الأميران مرة أخرى في يوليو 1939، كانت إليزابيث، البالغة من العمر وقتها 13 عاما، تزور الكلية البحرية الملكية في دارتموث، ديفون مع والديها وأختها، وفيليب،البالغ من العمر 18 عامًا، قد التحق بالمدرسة لمدة عامين في وقت سابق، أصبح مرشدهم السياحي الوحيد، ولكن فقط لأن اثنين من الطلاب الآخرين أصيبوا بوعكة صحية ولم يتمكنوا من مصاحبة الملك وابنتيه.
وقعت إليزابيث في حب فيليب من النظرة الأولى ، وبدأت في كتابة الرسائل إلى ذلك الشاب الوسيم الذي يتمتع بشعر فاتح وعيون زرقاء، كما احتفظت بصورة له بجوار سريرها، واستمرت المراسلات بينهما، وبحلول عيد الميلاد عام 1943، كان فيليب ضيفًا على إليزابيث في احتفال العائلة المالكة بعيد الميلاد في قلعة وندسور.
التغلب على العقبة
كما هو الحال مع أي قصة أسطورية فقد احتاج الأميرين للتغلب على عقبة قبل أن يعيشوا معا في سعادة، فقد واجهت قصة إليزابيث وفيليب عقبة فعلى الرغم من أن الملك جورج السادس لا يريد أكثر من سعادة ابنته، إلا أنه كان لديه الكثير من الشكوك بشأن فيليب، فلم يكن فيليب يفتقر إلى الاستقلال المالي فحسب، بل كان يُنظر إليه أيضًا على أنه " صعب المراس "، أي أن أخلاقه وتصرفاته لا تناسب العائلة فقد عرف بالتمرد، وأنه دائم الدعابة وهو ما لا يتوافق مع تقاليد العائلة.
ومع ذلك، بحلول عام 1947، طلب فيليب من الملك جورج الزواج من إليزابيث في اسكتلندا وقدم لها خاتمًا كان قد صممه بنفسه، لكنه تخلى عن ألقابه وأصبح فيليب مونتباتن، وأصبح من الرعايا البريطانيين المتجنسين، وذلك حتى يتمكن من الزواج بالأميرة إليزابيث.
حصول فيليب على لقب دوق إدنبرة
في الليلة التي سبقت الزفاف، منح الملك جورج السادس فيليب ألقاب دوق إدنبرة، وبعد أكثر من 70 عامًا، وأربعة أبناء، وعدد كبير من الأحفاد وأبناء الأحفاد، احتفظ الأمير فيليب بنفس اللقب ورغم اعتلاء إليزابيث العرش منذ عام 1952 إلا أن اللقلب لم يتغير، ربما يرجع ذلك إلى القلق من أصوله غير الإنجليزية.