التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:36 م , بتوقيت القاهرة

هل يفقد الدولار سيطرته على الاقتصاد العالمي؟

 إسلام سعيد
إسلام سعيد
تعرض الدولار لهزات عدة منذ بداية عام 2020، أفقدته جزء من هيمنته وسيطرته على الاقتصاد العالمي، وهنا نطرح السؤال البديهي إلي أي مدى يؤثر هبوط الدولار على مكانته عالمياً، وهل تفقد العملة الأمريكية سيطرتها على اقتصاد العالم.
 
 
 وتستعرض حلقة جديدة لبرنامج" أسواق" الذى يقدمه الزميل إسلام سعيد على تلفزيون اليوم السابع، عدد من المشكلات والهزات التي تعرضت لها العملة الأمريكية هذا العام، إضافة إلى آراء بعض كبار الاقتصاديين حول مستقل الدولار
 
وتقول الكاتبة رنا فوروهار في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز الأميركية إن عصر العولمة التي لا تخضع لأي قيود قد ولى، وهذا ليس أمرا مثيرا للجدل في هذه المرحلة لأسباب واضحة تشمل تقلص سلاسل الإمداد الدولية المعقدة في فترة ما بعد كوفيد-19، وفك الارتباط بين الولايات المتحدة والصين.
 
 
وترجح فوروهار أن يصبح العالم ثلاثي القطب، أو على الأقل ثنائي القطب، مع توجه الكثير من الدول نحو تبني المزيد من السياسات الإقليمية فيما يتعلق بمجال التجارة والهجرة وحتى تدفقات رأس المال في المستقبل، وتقف العديد من الأسباب وراء ذلك، منها ما هو مثير للقلق، مثل تصاعد النزاعات القومية، والبعض الآخر حميد، حيث ترغب بعض الدول في إنشاء اقتصادات محلية أكثر مرونة وشمولية، حسب الكاتبة.
 
وذكرت الكاتبة أن هذا يطرح سؤالا كان ينظر إليه على أنه مثير للجدل: هل ندخل إلى عالم ما بعد الدولار؟ قد يبدو هذا سؤالا مخادعا، نظرا لأن أكثر من 60% من احتياطيات العملات العالمية بالدولار الذي يستخدم في الأغلبية العظمى من المعاملات التجارية العالمية.
 
كما قدم دعم بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي لأسواق الدولار خارج الولايات المتحدة استجابة لأزمة فيروس كورونا المستجد زخما إضافيا لسيادة الدولار على الصعيد العالمي، ونتيجة لذلك، يجادل الكثير من الناس بأنه لا يمكن محاربة النظام الاحتياطي الفدرالي.
 
و تقول فوروهار، إن هيمنة النظام المصرفي الأميركي وحجم السيولة المتوفرة من عملة الدولار المدعومين من قبل النظام الاحتياطي الفدرالي سيعطيان الدولار سيادة لا جدال فيها في النظام المالي العالمي وأسواق رأس المال إلى أجل غير مسمى.
 
 
ومع ذلك، لا يمكن مقارنة الدولار باليورو الذي يمثل حوالي 20% من الاحتياطيات العالمية من حيث السيولة، كما لا تزال هناك الكثير من الشكوك بشأن مستقبل منطقة اليورو، ناهيك عن أن سوق الذهب يعد ضيقا للغاية.
 
 
وأشارت فوروهار إلى أن الصين اشترت كميات كبيرة من الذهب في الآونة الأخيرة كإجراء احتياطي ضد قيمة مخزوناتها من الدولار، كما اختبرت بكين نظام العملة الرقمية الخاص بها "الرنمينبي" الرقمي، لتصبح أول دولة ذات سيادة تطرح عملة مشفرة مدعومة من البنك المركزي.
 
 
 
وأشارت إلى أنه يمكن أن تصبح خطة المفوضية الأوروبية لتعزيز ميزانية التعافي المخصصة لإنقاذ الاتحاد بعد أزمة كوفيد-19 عن طريق إصدار سندات الديون -التي سيقع سدادها من خلال جمع الضرائب من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي- قوام تأسيس اتحاد مالي حقيقي، وفي نهاية المطاف فإن من المحتمل أن يشهد العالم قيام الولايات المتحدة الأوروبية وتنامي شعبية اليورو.