التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:53 ص , بتوقيت القاهرة

سماح من جمع البصل في الغيطان لطالبة باقتصاد وعلوم سياسية

رحله من الألم والكفاح ،  تركها والدها وهي مازالت  داخل رحم الأم وقام بتطليق والدتها بعد سنه واحدة من الزواج  فجائت الأم بها من الأسكندرية للبحيرة لتعمل داخل الحقول في جمع البصل من الأرراضي الزراعية  وعاشت الام والابنة في منزل جدها لأمها بعد ان تركت الزوج وتركت له جميع حقوقها  ونفقتها وأكدت له انها ستربي الجنين القادم من مالها بالشقي والتعب

وبعد 3 سنوات تزوجت الأم وتركت الطفلة أمانة في منزل أخيها وقررت أن تعتني بابنتها والأهم أن تتعلم حتى لا لتذوق مرار الحياة كما حدث لها

بدأت الطالبة سماح  هاني محمود حسن سليمان  من عزبة جويد بمحافظة البحيرة حديثها بالدموع قائلة : أكرمني الله بالتفوق في الثانوية العامة وأصبحت الأولي علي الجمهورية والإدارة علي القسم الأدبي بمجموع 98%  وأمي لها كل الفضل في ذلك التفوق  وتلك المكانة بعد الله رغم ان ظروفنا لا تتحمل أي عبء إلا انها صممت علي دخولي ثانوي عام وكان الجميع  يقول  أامي لم تتحملي عبء الدراسة وتوقفي عند  الإبتدائية أو الإعدادية  ورغم  أن أمي لم تتعلم وليست لها مهنه غير جمع  المحاصيل في الأراضي  في عز الشتا وعز الصيف والحر وكانت تمشي من الفجر علشاني  وعلشان تثبت لأبويا اللي سبني وماعرفش عنه ولا يعرف عننا حاجه إنها عرفت تربي وتعلم   وبتصميمها  وجهدها وصلت لتلك المرحلة  فأنا الابنة الوحيدة لها ومالناش غير ربنا غير خالي ومع الوقت والعمر بدأت أساعدها في جمع المحاصيل علشان أساعدها وخفف عنها ورغم السنين كانت بتمر بصعوبة بس ربني كرمني

 وتضيف الطالبة سماح حديثها قائلة: كانت أمي تصمم أن أعطي للمدرسين فلوسهم علشان ماحدش يبقي كاسر عيني وأني لازم أكون في المقدمة وأن الإنسان الذي يولد بظروف صعبه يجب ان يكون قد الظروف دي ليكون شخص أفضل  وان الاحترام ليس للمال ويجب ان يصنع الإنسان نفسه بنفسه وساعدنا أنا وامي بعض وووقف ربنا معانا وقدمت في كليه سياسه  وإقتصاد جامعة إسكندرية لأن امي خرجت منها مكسورة وانا لازم أرجع ليها واكون حاجه منها رغم اني عارفه اني ظروف الطالبة اللي يدخلوا الكلية دي ظروفهم غيرنا بس عارفه اني ربنا هيكمل معايا

 وتمنت  الطالبة سماح أن تجد من يعاونها علي مصاريف جامعة الاقتصاد والعلوم السياسية ، معلنة أن حلمها أن تصبح  سفيرة ، لتشرف أمها ، وتسعدها بأن تعبها لم يذهب هدر .

 

وتستكمل القصة والدة سماح، الحاجة مباركة قائلة : انفصلت عن زوجي منذ 19 عاما ولا يوجد لدي أي دخل غير الفلاحة أقوم بتقشير الثوم وقطع رؤوس البصل  وتساعدني ابنتي في الشغل وليس لي علم بمصاريف تلك الكلية  وأنا معاها للنهاية بس نتمنى ان نجد مساعدة  وان تأخذ فرصتها في الحياة