التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 03:39 ص , بتوقيت القاهرة

27 عاما في تربية بنت اختها المعاقة.. ورد الجميل مفاجأة

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

"لمسة يديها وهى تعقد ضفائر صغيرتها...حضنها الدافئ ونظرة عينياها المليئة بالحب والحنان..نبرة صوتها وهى تناديها.. صوت ضحكتهن الهادئ"، جميعها مشاهد لخصت معنى الأمومة والحنان، ولخصت الترابط الروحى بين شيماء وخالتها لتثبت خالتها المقولة المعروفة "الخالة والدة".

أم شيماء واحدة من السيدات الملهمات التى أثبتت بفطرتها وتصرفاتها العفوية أن الأمومة شيء داخلى ليس لها علاقة بالحمل والولادة، ولكنه نابع من القلب والعشرة،حيث تولت مسئولية وتربية بنات شقيقتها بعدما انفصلت الأم عن زوجها وتزوجت مرة أخرى.

 

لم تترد لحظة واحدة في تربية البنات مع أبنائها الـ 6 فأصبحت أما لـ 8 أبناء من ضمنهن ثلاثة من ذوى الاحتياجات الخاصة، وهم شيماء بنت أختها وولدين من أبنائها.

 

"انا وشيماء روح واحدة مقدرش أعيش من غيرها ولا هي تقدر تعيش من غيرى"، هو ما قالته  الحاجة هدية أحمد، خالة شيماء أو أم شيماء كما يطلق عليها الجيران والمعارف عن علاقتها ببنت أختها التي تبلغ من العمر 30 عاما وتعانى من إعاقة بصرية وذهنية.

 

وعن بداية رحلتها وتربية بنات أختها قالت أم شيماء لـ اليوم السابع: "من 27 سنة انفصلت اختى وزوجها وكان معها طفلتين، "دعاء وشيماء" وبعد فترة انفصالهم قررت تتجوز، وسابت لى شيماء 3 سنين واختها دعاء في اعدادى، والحمد لله زوجى كان متفهم الموضوع جدا وقالى هنربيهم مع ولادنا وخصوصا ان شيماء تعانى من إعاقة بصرية وذهنية زى ولادى الاثنين، فصعب عليا إنى اسيبها تتبهدل".

 

وتابعت: "انا عندى 6 صبيان وكان نفسى في بنت عشان كدا ربنا كرمنى بشيماء واختها وكنت بعاملهم زى ولادى واحسن كمان لأنهم بنات ومحتاجين لرعاية واهتمام، الحمد لله كبرتهم ودعاء اتجوزت وشيماء هي اللى فاضلة معايا، وهى أحلى حاجة في حياتى".

 

"كأنى موظفة كل يوم بصحى الساعة 8 الصبح أودى شيماء المركز ونرجع على الساعة 1 الظهر أأكلها واسرحلها ونقعد نتكلم مع بعض"، هو ما قالته أم شيماء عن أمومتها ويومياتها مع شيماء، حيث تذهب بها لإحدى مراكز التأهيل لتدريبها على الحركة والكلام والاستيعاب.

 

 

وقالت أم شيماء: "ماما هي أحلى كلمة بسمعها من شيماء أنا بحس إنى أمها وهى كمان مش بتقولى غير يا ماما وبتقول لـ أمها يا خالتو صفية زى ما ولادى بيقولولها، حتى تعاملاتها مع ولادى زى الاخوات بالظبط".

 

وتابعت: "توفى زوجى بعد معاناة 12 سنة من الشلل الرباعى وعشت أنا وابنائى زوجت معظمهم ورامى وشيماء لسا معايا وعايشين على  معاش والدى والحمد لله الحال متيسر، ببركتهم ودعاء الناس ليا أنا طلعت عمرة مرتين بسببهم وبسبب بركتهم في البيت، يمكن ربنا ما ارادش إنهم يكونوا طبيعين لكن أكيد شايلهم نصيبهم في الجنة، كان حلم حياتى أشوف شيماء عروسة وأكيد ربنا هيخلينى في الجنة هتبقى عروسة حلوة".

 

وأضافت: "أنا عندى 63 سنة لما حد بيشوفنى مش بيصدق، لكن السر في كد هو الرضا والقوة اللى ربنا مديهالى عشان ولادى وعشان أفضل جمبهم وفى ظهرهم وسنداهم، اكتر حاجة ممكن تزعلنى أن حد يضايق شيماء أو يبصلها بصة سخرية أو تريقة عشان إعاقتها، لإنها بنتى وروحى وجميلة جدا وروحها حلوة".

 

"زى أى أم في العيد اشترى لبس العيد واسرحلها وألبسها ونخرج نتمشى،  انا بتباهى بيها قدام الناس، مهى دى البنت اللى حلتى كلهم صبيان، اللى قال الخالة والدة فعلا ماكدبش انا بحس أنها بنتى اللى ولدتها"،هذا ما قالته الحاجة هدية عن علاقتها القوية بشيماء.

 

 

واستطردت قائلة: "أنا مش بنام غير وشيماء فى حضنى، لما بكون زعلانة هي اكتر واحدة بتحسب بيا وبترفض الأكل والشرب وأى حاجة، لو خدوها منى أموت، من المواقف اللى فعلا اتأكدت إنى مقدرش أعيش من غيرها لما زعلت أنا وامها أخدتها منى وتعبت جدا وجالى هيستريا وحالة نفسية وشيماء كمان كانت بتكسر في كل حاجة في البيت وعاوزة ترجعلى تانى، ساعتها حسيت أن اللى بينى وبينها أكبر من الأمومة".

 

وأضافت: "في عيد الأم شيماء بتبقى عارفة عشان الاحتفالات وبتسمع أغانى الأمهات ولما بنروح حفلة في المركز بتحضنى جامد وتقولى يا ماما، كان نفسى أشوفها عروسة كبيرة ومتعلمة بس يمكن ربنا حرمها من الحاجة دى عشان شايلهالها في الجنة وهتبقى عروسة حلوة ومتعلمة أنا متاكدة إن شيماء هي اللى هتسحبنى للجنة بإذن الله"