أنت أقوى من الاكتئاب.. "مروى" تحكى تجربتها فى هزيمة أزمات الحياة بالرياضة
حين يتملك الاكتئاب من شخص ما غالبًا ما يتحول مع الوقت لشخص منطوى، يدخل فى دوامة لا تنتهى من الوحدة والأدوية لدرجة تجعل الجسد يفقد قدرته على الحركة، وقد يتحول الألم النفسى إلى ألم جسدى، تعانى من ألم فى الظهر والعنق وتصبح الحركة ثقيلة، وهى الحالة التى تأخذ صاحبها لحائط مسدود، لكن الشخص الذى يقرر استعادة حياته مرة أخرى ويقف من جديد على قدميه، بالتأكيد يكون هو الأقوى وهذا ما فعلته مروى مجدى الشابة التى لم يتجاوز عمرها الـ 31 عاما، وقررت أن تكون أقوى من اكتئابها.
كانت حياة "مروى" مثالية لدرجة تجعلها مثار حسد من الآخرين، تخرجت فى كلية "تجارة إنجليزى" وعملت فى مجال المكياج والموضة وانتظرت فارس الأحلام كغيرها من الفتيات، حتى تزوجت وأنجبت طفلتين، وقالت مروى: "حياتى كانت زى أى بنت عايزة تتجوز وتخلف وبس، كانت حياتى طبيعية ومافيهاش أى مشاكل لدرجة إن الناس تقريبًا كانت بتحسدني عليها".
بشكل غير متوقع انقلبت حياة مروى رأسًا على عقب بتحطم صورة الحياة الهادئة المثالية، فانفصلت وانتهت تجربة زواج أثمرت عن طفلتين لم يتجاوز عمرهما 3 و5 سنوات.
وأضافت مروى لـ"دوت مصر": "تغيير حياتى أثر فيا جدا وما كنتش عارفه المفروض أعمل ايه.. ما كنتش عارفه إيه الصح ومش عارفة القرارات اللى أنا كنت باخدها فى حياتى قبل كده كانت فى حاجة غلط هى اللى وصلتنى لهنا؟"، طب ايه اللى المفروض ما عملهوش ايه اللى المفروض اتعلمه"، عشرات الأسئلة والكثير من الحيرة نهشت السلام النفسى لمروى.
الوحدة والأدوية زادت عصبيتها، حتى تحولت لشخص صعب منطوى على نفسه تنهر طفلتيها وتجلس بالساعات وحيدة حتى أن محاولات العلاج لم تعد مجدية، قائلة: "قررت أبطل أروح لدكاترة وأركز مع جسمى وألعب رياضة وأعلى مناعتى"، بناءً على نصيحة إحدى الصديقات بزيارة أحد مراكز الجيم لتحضر جلسة يوجا.
وكانت كالقشة التى تعلقت بها لتنجو من الغرق، فمع انتهاء الجلسة الأولى شعرت مروى بالحياة تدب مرة أخرى فى اركان جسدها، شعرت بالروح تسرى فى عروقها، فغمرها شعور روحانى جعلها تغير مسار حياتها بالكامل، قائلة: "حسيت إن دماغى فاضية وجسمى حر وحاسة بنفسى، كان إحساس حلو أوى وبقالى كتير ما حسيتوش كل الوجع فى جسمى فجأة اختفى".
مع الوقت تغلبت مروى بالكامل على اكتئابها وأصبحت أكثر قدرة على السيطرة على حياتها، قائلة: "بقيت عارفة أتحكم فى مشاعرى ودى حاجة مهمة قوى".
هذه المشاعر دفعت مروى للتعمق فى عالم اليوجا ودراسته ودراسة علاقته بالنفسية لتعرف السر وراء هذه الرياضة وتقرر أن تكون مدربة يوجا تمنح الأخريين نفس شعورها فى المرة الأولى، وتساعد كثيرات غيرها لتجاوز محنتهن النفسية والجسدية، حين يعلن جسدهن رفض الواقع بالمزيد من الألم وتقول "بحاول أساعد الناس إنهم يغيروا حياتهم زى ما أنا حياتى اتغيرت".