التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:19 م , بتوقيت القاهرة

تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى لجهودهما فى نشر التسامح والسلام

جانب من التكريم
جانب من التكريم

رئيسة كرواتيا تفتتح مؤتمر رابطة العالم الإسلامية: فرصة مهمة لنتقاسم القيم والمعارف

 د.العيسى: الدول المتحضرة تفتخر بتنوعها الإيجابى وتضيفه لرصيد قوتها وتعزيز وحدتها

 المؤتمر يطالب بتشريعات تُجَرِّم ممارسات الكراهية والعنصرية والتهميش.. وإنشاء مركز عالمى للتواصل الحضاري

 رئيس البرلمان الكرواتي: الأخوّة الإنسانية توحّدنا فى مواجهة الكراهية والتطرف والعنف

 نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تدعو لتعاون أكثر فى مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والإسلاموفوبيا

  

أكد المؤتمر الدولى "الأخوة الإنسانية.. لتعزيز الأمن والسلام"، الذى نظمته رابطة العالم الإسلامى فى العاصمة الكرواتية زغرب تحت رعاية وحضور فخامة رئيسة جمهورية كرواتيا السيدة كوليندا غرابار كيتاروفيتش؛ أهمية تعزيز قيم الأخوة الإنسانية باعتبارها أهم ركائز تحقيق السلام العالمى والوئام المجتمعي.تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (1)

 


 وطالب المؤتمر بسن التشريعات اللازمة لتجريم كل أساليب وممارسات الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء باعتبارها جريمة بحق الإنسانية والوطن والفرد والجماعة، داعيًا إلى إنشاء مركز عالمى للتواصل الحضارى يكون مقره مدينة زغرب ليكون جسرًا للتعارف والحوار والتفاهم والتعاون بين كافة مكونات المجتمع الإنسانى ومكانًا حاضنًا للمبادرات ذات الصلة بتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية وردم الفجوات الدينية والثقافية والعرقية.

تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (2)
تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (2)

 

وكانت فخامة رئيسة جمهورية كرواتيا دشنت فعاليات المؤتمر الدولى، الذى نظمته الرابطة، بالتعاون مع المشيخة الإسلامية فى كرواتيا والأبرشية الكاثوليكية الكرواتية مع تمثيل رسمى من دولة الفاتيكان ممثلًا فى المجلس البابوى للحوار.تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (3)

 


وحضر الافتتاح رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعددا من الوزراء والبرلمانيين الكرواتيين وأركان الجيش وعمدة العاصمة، وطيف واسع من القيادات السياسية والدينية والفكرية حول العالم وأئمة وممثلى الجمعيات الإسلامية فى "دول البلقان"، وكبار القادة الدينيين من مختلف الأديان.

تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (4)
 

 

وشهد المؤتمر تكريم الفعاليات الدينية فى كرواتيا لرئيسة الجمهورية والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى لجهودهما فى تعزيز التسامح والسلام وكان ذلك بحضور نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية من خلال كلمتها المشاركة فى المؤتمر.

تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (5)
 

 

وقالت الرئيسة الكرواتية مخاطبة حضور المؤتمر، إنه لشرف خاص لى رعاية مؤتمر يحمل عنوان "الأخوّة الإنسانية"، فهذه المبادرة من رابطة العالم الإسلامى بالتعاون مع الأبرشية الكرواتية والمشيخة الإسلامية الكرواتية فرصة مهمة لنا جميعًا لبناء عالم تسوده المحبة ويقوم على الأخوة"، مضيفة أن الله خلقنا متنوعين فى ثقافاتنا وأدياننا وأعراقنا وغيرها، حتى يتسنى لنا التعاون فى خدمة الإنسانية، وانطلاقًا من هذه الوحدة الإنسانية التى أرادها الخالق، فإن معاناة كل إنسان هى فى الحقيقة معاناة للإنسانية جمعاء".

تكريم رئيسة كرواتيا وأمين رابطة العالم الإسلامى (6)
 

 

ونوّهت كيتاروفيتش بالحضور الإسلامى الإيجابى فى كرواتيا، مؤكدة أنهم أثبتوا فى كل المراحل والمنعطفات والتحديات انتماءهم للدائرة الوطنية الكرواتية بغض النظر عن انتمائهم القومى أو أى انتماءات أخرى، داعية إلى تعزيز "قيم الحوار والاحترام فى مجتمعاتنا لكى لا نتحول إلى جزر معزولة تقودها المادية وغياب الضمير والانانية، مختتمة كلمتها بالقول: "الله لا يطلب منا المستحيل بل أن نعمل للآخرين ما نعمله لأنفسنا".

من جانبه دعا الشيخ الدكتور محمد العيسى إلى "التفاف حقيقى حول قيم الأُخوة الإنسانية" التى تلغِى الحواجز السلبية وتردم فجواتها، وتبنى فى المقابل الجسور وتُسهل الحوار والتفاهم والتعاون، وتُقوى من عزيمتنا للعمل على مشتركاتنا التى تُمَثل قانوننا الطبيعى الموحَّد، مؤكدًا أن الإنسانيةُ تمتلك قيمًا مشتركة تكفيها لإحلال السلام والوئام فى عالم اليوم، ونبَّه على أن مشتركات المحبة والتعايش والسماحة والتسامح تُصبح أقرب وأقوى وأكثر مسؤولية عندما تكون مشتركًا وطنيًا، مع قوة وأهمية مشتركنا الإنسانى بوجه عام.

وشدد على أن عالم اليوم سيكون أكثر وعيًا إذا استفاد من عظة التاريخ التى تدعوه إلى خيار الحكمة المتمثل فى الحوار الإيجابى والفعَّال فى كافة الموضوعات، مع العمل دومًا على تعزيز الاحترام المتبادل، والتأكيد فى هذا على أهمية تفعيل قيم المحبة والسماحة والتسامح، مع استيعاب الطبيعة الكونية فى حتمية الاختلاف والتنوع والتعدد بين البشر.

وأضاف: "لا بد أن يكون تَنوُّعُنا الإنسانى فى إطاره الإيجابى، وإذا كان كذلك فسيُصبح مصدر إثراء كبير وشامل فوحدة وقوة عالمنا فى ذلك التنوع"، مضيفًا أن "الدول المتحضرة تفتخر بتنوعها الذى يُعَزِّز من قوتها ويَزيدها مناعة، لكن بشرط أن تكون حَذِرَةً من أى تدخلٍ يستهدف أيًا من مكوناتها الوطنية بدافع دينى أو إثنى أو غير ذلك.

ولفت معاليه إلى حرص رابطة العالم الإسلامى وباسم آلاف العلماء والمفكرين المسلمين وملايين الشعوب الإسلامية المنضوية تحت مظلتها على منع تصدير الاجتهادات الدينية خارج ظرفيتها المكانية؛ وذلك لأن لكل بلد صيغتَهُ الدينيةَ الاجتهاديةَ التى تناسب ظرفيته الخاصة، كما أكدنا على ضرورة احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التى نعيش أو نقيم على أراضيها، وأن المطالبة بالخصوصية الدينية تتم وفق الإجراءات القانونية".

وتطرق إلى "مبادرة الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب.. من أجل عالمٍ أكثرَ تفاهمًا وسلامًا، ومجتمعاتٍ أكثرَ وئامًا واندماجًا"، فقال: "لقد أطلقنا هذه المبادرة وقمنا بتفعيلها مباشرة ببرامج عملية مع شركائنا حول العالم من جميع الأديان والثقافات"، مؤكدًا أن أساس هذه المبادرة يرتكز على المبادئ الإنسانية المشتركة ولاسيما قيم عدالتنا التى لا تزدوج معاييرها مطلقًا.

وشدد الأمين العام قائلًا: (من المهم ألا يقتصر قادة الأديان على مخاطبة الروح والعاطفة فحسب، بل عليهم أن يخاطبوا "المنطق" و"الواقع" ليُسهموا بفاعلية فى سلام عالمهم ووئام مجتمعاتهم).

وختم بتقديم الشكر رئيسة جمهورية كرواتيا التى رَعَت وتحدثت إلى هذا المؤتمر، كما شكر حضور رئيس الوزراء ورئيس البرلمان والمفوضية الأوروبية وعمدة زغرب وكافة الحضور من عموم كبار الشخصيات السياسية والدينية والفكرية والأكاديمية وسائر الفعاليات العالمية والمجتمعية.

من جانبه، حيا رئيس البرلمان الكرواتى غوردن ياندروكوفيتش، رابطة العالم الإسلامى وشركاءها على مبادرتهم بعقد هذا المؤتمر الذى يعزز القيم الإنسانية المشتركة، مؤكدًا أن "الأخوّة الإنسانية تدعو للحب والسلام والخير للجميع، وتوحّدنا فى تحقيق صالح الإنسانية، ومواجهة الكراهية والتطرف والعنف".

وتناول الوجود الإسلامى فى كرواتيا بقوله: "نحن فى كرواتيا من أوائل الدول التى نظمت علاقتها مع المسلمين فهم يعيشون فيها وهم منها ويساهمون فى بناء قيمنا الوطنية والإنسانية النبيلة".

فيما شدد رئيس وزراء كرواتيا أندريا بلينكوفيتش على أهمية المؤتمر الذى تنظمه رابطة العالم الإسلامى وشركاؤها، مؤكدًا أنه "فرصة لنا جميعًا أن نتقاسم القيم والمبادئ والمعارف التى تعزز أخوّتنا ومشتركاتنا الإنسانية وسلامنا العالمي".

كما شاركت نائبة رئيسة لجنة المفوضية الأوروبية دوبرافكا شويتسا فى مؤتمر رابطة العالم الإسلامى فى كرواتيا، داعية إلى تعاون أكثر لمواجهة عدم التسامح والخوف من الإسلام، وخطابات الكراهية والتطرف والإرهاب، وأكدت فى كلمتها على المسؤولية التاريخية الكبيرة للقادة الدينين لإيصال رسالة ترفض استغلال الدين لأغراض سلبية.

من جانبه قال عمدة مدينة زغرب ميلان بانديتش: "عندما قرأت وثيقة مكة المكرمة وجدتها تركز على أن الأسرة أصل الإنسانية وان الهجوم عليها من أكبر تحديات حاضرنا ومستقبلنا، وهذه حقيقة نؤكد عليها، فالحفاظ على علاقات الأسرة الإيجابية هو أساس الاخوة الإنسانية".

كما أكد رئيس المشيخة الإسلامية فى كرواتيا الشيخ الدكتور عزيز حسانوفيتش، على أن التزام رابطة العالم الإسلامى بمسؤوليتها العالمية فى الإسهام فى صناعة السلام كما هى قيم الإسلام الداعية لذلك هو واقع ملموس يتعزز باستمرار وهو محل تقدير كبير، مثمنًا كافة الجهود المبذولة فى مواجهة كل أشكال الصراع والتطرف وازدراء أتباع الأديان من أى طرف كان.

فى حين شدد فضيلة مفتى الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقى علاّم على أن المؤتمر يأتى فى وقت بالغ الأهمية، حيث يمر العالم أجمع بتحديات كثيرة تتطلب تعاون جميع أتباع الأديان للتعامل معها، مؤكدًا الحاجة الماسة للتذكير بأننا أسرة واحدة لا مجال فيها للعيش فى عزلة أو انعزال.

وكان المؤتمر اختتم فعالياته بإعلان زغرب الذى دعاء المؤسسات الفاعلة والمؤثرة فى المجتمع الدولى والداخل الوطنى إلى تعزيز مفاهيم الأخوة الإنسانية والوطنية، وتعميق المشتركات الجامعة، والتعاون فى مواجهة كافة التحديات، وتحويل المبادرات الإيجابية إلى برامج عملية مؤثرة.

كما دعا إعلان زغرب القادة الدينيين إلى الإسهام الفاعل فى التصدى للمظاهر السلبية العابثة بالسلم والأمن الدولى والمجتمعى، مع العمل على استثمار الرصيد الروحى والقيمى للدين بتعزيز ثقافة السماحة والتسامح والثقة بالآخر.

كما طالب الفعاليات الأممية والوطنية بتغليب مصلحة السلم والأمن العالمى والمجتمعى، والتسامى على المصالح الضيقة، والبعد عن خطاب العنصرية والكراهية ضد أى دين أو عرق أو إثارة النعرات التاريخية التى هى فى ذمة أصحابها.

ودعا المؤتمر إلى تعزيز قيم العدالة المجتمعية واحترام التنوع الدينى والثقافى والإثنى، ونبذ الإقصاء والتهميش باعتبار ذلك مدخلًا مهمًا لحل النزاعات الدينية والطائفية والاجتماعية، والتخلص من التحريض والكراهية والتخويف غير المبرر من الآخر، مع دعوة شركاء الوطن الواحد إلى تعزيز الثقة بين مكوناته المختلفة، ودعم مبدأ "الوحدة فى التنوع"، ودعوة المؤسسات التعليمية إلى تعزيز القيم الإنسانية والوطنية فى وجدان الأطفال وصغار الشباب من خلال مناهج دراسية تفاعلية تخاطب "الوجدان" و"المنطق" معًا، وتحفّز الشعور الإنسانى والوطنى بكافة قيمه، وتعمل جنبًا إلى جنب مع "الأسرة" لصياغة عقول الأجيال القادمة صياغة سليمة.

كما طالب المؤتمر بتمكين المرأة من خلال تعزيز دورها الكامل والمساواة العادلة بينها وبين الرجل، باعتبار ذلك حقًا مشروعًا ينطلق من المفهوم الحقيقى لمعنى الأخوة الإنسانية بشراكاتها الفاعلة.