مسجد فرنسا الكبير و130 مسجد تابعة يقررون تغيير القيادة الدينية الأكبر بعد 28 سنة
كتب - إسماعيل رفعت
الأحد، 12 يناير 2020 06:22 م
أصدر مسجد فرنسا الكبير، والذى يتبعه جميع مساجد فرنسا، قرارا اليوم الأحد، بتغيير أقدم عمدة للمسجد بعد 28 سنة من العمل فى رئاسة المسجد وقيادة 130 مسجدا رئيسية تابعة، بصفته القيادة الدينية الرسمية الكبرى والذى تعتمده الدولة، ليتولى شمس الدين حفيظ العميد الجديد لمسجد باريس؛ و رئيس الفدرالية الوطنية للمسجد الكبير لباريس منصبه خلفا للعمدة السابق الدكتور دليل بوبكر، وكلاهما من أصول عربية.
قالت الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، إن مسجد باريس الكبير يجسد العلاقة الطيبة بين قيادة فرنسا ومسلميها حيث بنته الدولة كهدية للمسلمين منذ عقود، ويزوره قادة فرنسا لفتح ابا التواصل والاستماع لمطالب المسلمين، كما يستضيف هذا الكيان الإسلامى الأكبر والرسمى كافة فعاليات العمل الإسلامى والحوارى، حيث نظمت الهيئة بالتعاون مع المسجد الكبير لباريس دورة تدريبية للأئمة و مدراء المراكز الإسلامية في رون ألب حول كيف نفكك أفكار التطرف و الإرهاب.
وأضافت الهيئة، فى بيان تعقيبا على القرار، أن مسجد باريس الكبير يشبه الوزارات الدينية فى الدول الإسلامية ويعد حلقة حوار مهمة ترعاها فرنسا، مهنئا شمس الدين حفيظ العميد الجديد لمسجد باريس؛ رئيس الفدرالية الوطنية للمسجد الكبير لباريس، داعيا الله أن يوفقه و يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على القيام بهذه المهمة النبيلة، مضيفا أن عدد من قادة المسجد الكبير أعضاء للمجلس الاستشارى للهيئة، كون المسجد أحد أهم دعائم الاستقرار فى فرنسا وأوربا، كما أن إمام مسجده الشيخ العربي عضو المجلس الاستشاري للهيئة.
ومسجد فرنسا الكبير هو أكبر المساجد الفرنسية، حيث تأسس في 15 يوليو 1926بهدف تخليد ذكرى الجنود المسلمين الذين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى، دافعاً عن فرنسا، ليصبح المسجد الكبير من وقتها قبلة مسلمي فرنسا والمنارة العلمية الأولى بالعاصمة الفرنسية باريس، والذى يقع فى الحى اللاتينى بين حديقة النباتات وجامعة السوربون العلمية، بباريس، وفكرة تأسسيه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وإشادة الكثيرين من المفكرين والسياسيين والعسكريين بفرنسا بدور الجنود المسلمين بالحرب، وإخلاصهم في الدافع عن فرنسا أثناء المعارك وبذلوا أرواحهم فداء بلادهم، ليطالب أحد الصحفيين الفرنسيين، "بول بوردارى" فى 1842، بضرورة تخليد وتكريم ذكرى هؤلاء الجنود بتشييد مسجد في العاصمة، وبعد هذا الاقتراح بنحو 4 سنوات، وافق البرلمان الفرنسي عام 1920 على قرار مشروع إنشاء المسجد الكبير بباريس في منطقة هامة تبرعت بها بلدة باريس، للتأكيد على تقدير الدولة والحكومة الفرنسية أيضاً لدور الجنود المسلمين بالحرب، بميزانية قدرت بحوالي 500 ألف فرنك لعملية البناء والتأسيس الأولى.
ويمتد المسجد على مساحة قدرت بحوالي 7500 متر مربع، بالدائرة الخامسة القريبة من المؤسسات الحكومية ومجلس الشيوخ الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي ومعهد العالم العربي، ويحمل محلامح الفن الأندلسى الذي يظهر في أغلب مبانى المدن المغربية والجزائرية، وبمئذنة طولها 33 متراً تشبه طراز مئذنة مسجد الزيتونة في تونس، وبمدخل حديقة كحديقة قصر الحمراء بغرناطة في المغرب، تم الانتهاء من عملية تأسيس المسجد بعد 6 سنوات من العمل.وقام الرئيس الفرنسى فى 1926، بافتتاح المسجد، كما افتتح المعهد الملحق بالمسجد ليتناوب أشهر العلماء والشيوخ المسلمين على إدارة المسجد، وتولى مسؤولية الخطبة والصلاة بالجموع، و يمثل المسجد الكبير دوراً كبيراً بالمجتمع الفرنسي، فهو أكبر المؤسسات الإسلامية التي تقدم الدعوة الدينية لمسلمي فرنسا، وأكثر الأماكن التي تقوم بالدور الرعوي والخدمات المباشرة لهم.وبجانب الدور الديني الذي يقدمه المسجد الكبير، واهتمامه بإقامة محاضرات ودورس متعلقة بتوضيح المعنى الصحيح للإسلام، والشرح المفصل لأصول الدين وتاريخ وحضارة الإسلام وتأثيره في العالم، يهتم علماء وشيوخ المسجد على حث المترددين عليه من الفرنسيين والسياح للبحث والقراءة في جميع فروع وشرائع الدين، والاطلاع على حقائق الإسلام، كما تتبنى إدارة المسجد توجهاً إنسانياً عالمياً خيرياً ثقافياً مستقلاً محايداً سياسياً.كما يقوم المسجد وإدارته بالإشراف على الجمعيات التابعة له، وتوفير الأئمة للمساجد المحيطة، وتنظيم التجمعات الدينية في مختلف المناطق، والإشراف على جمعيات مساعدة الشباب من خلال توفير فرص عمل ونفقات لزواج غير القادرات، وتقدم الخدمة يومياً من يوم الإثنين إلى الجمعة، ويقدم أيضاً عدة أنشطة ثقافية منها: تنظيم المؤتمرات، المكتبة، دورات تعليم الإسلام للأطفال والكبار، تحفيظ القرآن، دورات تعليمية مدفوعة للأطفال مقسمة أسبوعياً حسب السن، دورات تمهيدية للمسلمين الجدد، معرض كتب، رحلات سياحية داخلية، رحلات حج وعمرة، دورات تفسير وغيرها من علوم القرآن وخدمة مجانية للإفتاء ومعرفة الحلال والحرام.
لا يفوتك