افتتاح المتحف العالمى لقناة السويس منتصف العام القادم.. فيديو
تواصل هيئة قناة السويس، ترميم المبنى الإدارى الأول للهيئة، والذى أنشأه الفرنسى "ديلسبس" صاحب امتياز حفر قناة السويس عام 1862، ضمن الإنشاءات التى تضمنتها مدينة الإسماعيلية لإدارة شركة قناة السويس من ذلك المبنى، ليتحول إلى متحف عالمى يسرد تاريخ قناة السويس، ويضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة، ليكون أحد أهم المزارات السياحية، ووجهة المهتمين بتاريخ القناة وإحدى آليات دعم السياحة بمنطقة القناة.
ويعد متحف قناة السويس هو مبنى إدارة هيئة قناة السويس الأثرى "مقر الحزب الوطنى سابقًا" بمنطقة شارع محمد على التابعة لحى أول الإسماعيلية، ويقع بين مبنى مديرية أمن الإسماعيلية وفيلا ومتحف الفرنسى "ديلسبس"، والمسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 2004.
وترجع أهمية متحف قناة السويس، إلى أنه المبنى الذى أنشأه ديلسبس صاحب امتياز حفر قناة السويس عام 1862 ضمن الإنشاءات التى تضمنتها مدينة الإسماعيلية لإدارة شركة قناة السويس من ذلك المبنى، وكان مقرًا إداريًا لشركة قناة السويس العالمية، وشهد عملية التأميم عام 1956، ثم تحول إلى مبنى للحزب الوطنى الديمقراطى فى السبعينيات من القرن الماضى، مع نقل إدارة القناة لمقرها الجديد، وعادت ملكيته لقناة السويس فى يناير 2011، بعد حل الحزب الوطنى.
ويتكون متحف قناة السويس من مساحة مستطيلة يتوسطها فناء كبير يفتح عليه وحدات المبنى التى تتكون من أكثر من 100 حجرة، وأهم ما يميزه هو السقيفة التى تتقدم الحجرات وهى محمولة على أعمدة خشبية وتغطيها أسقف خشبية على شكل رفرف، كما يوجد به سرداب يؤدى إلى استراحة ديلسبس.
"دوت مصر"، قضى يومًا مع المهندسين والمشرفين على مشروع ترميم متحف قناة السويس، وتعرف على تفاصيل المشروع، ومتى يتم الانتهاء من المشروع ليكون جاهزًا للافتتاح الرسمى فى 30 أبريل من العام المقبل.
يقول الدكتور محمد أنور، مدير إحدى الشركات المسئولة عن ترميم المتحف، إن مبنى المتحف يضم 99 قاعة و114 بابًا و175 نافذة و303 أعمدة خشبية، ويقع المشروع على مساحة 10 آلاف متر مربع وينقسم إلى الأنفاق الأرضية ودور البدروم بمساحة 1700 متر مربع والدور الأرضى يقع على مساحة 5500 متر مربع والدور الأول علوى 250 مترا مربعا وطرقا وممرات ومسطحات خضراء تصل إلى 4500 متر مربع.
وأضاف الدكتور محمد أنور، فى تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن العمل فى ترميم متحف قناة السويس منذ شهر أبريل الماضى، ومن المقرر الانتهاء من ترميم المبنى فى أبريل المقبل، مشيرًا إلى أن أعمال ترميم المتحف تتم تحت الإشراف الفنى والأثرى لوزارة الآثار بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، ومركز هندسة الآثار بكلية الهندسة، فضلاً عن تنفيذ شركة المقاولون العرب فرع سيناء، مشيرًا إلى المبنى مر عليه أكثر من 150 سنة، وهو مسجل أثرى، ونتعامل مع كل عنصر داخل المبنى على أنها قطعة أثرية ونتبع كل الخطوات المنهجية العليمة التى تتبع فى أعمال ترميم الآثار وفقًا لمواثيق العالمية والدولية.
وقالت سارة محمد عبد الحميد، أخصائية ترميم، فى تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، إن العمل فى ترميم المبنى بدأ منذ شهر أبريل الماضى، وبدأنا بنزول الأبواب والشبابيك وبدأنا الترميم بمعرفة اللون الأصلى للأخشاب، ونعمل حاليًا على إعادة حالة المبانى الخشبية إلى أصلها، حيث استمد الطراز المعمارى للمبنى من التراث الإسلامى والفرنسى، فى استخدام الأخشاب والمظلات الخشبية والقرميد الملون.
وقال المهندس مبارك منصور مبارك، رئيس قطاع القناة وسيناء بشركة المقاولون العرب، والتى تتولى ترميم مبنى متحف قناة السويس، إن شركة المقاولون العرب تقوم بأعمال الترميم لمتحف هيئة قناة السويس تحت الإشراف الأثرى والهندسى الكامل لوزارة الآثار، مشيرًا إلى أن المبنى يجمع فى تصميمه ما بين الطابع العربى الإسلامى والأوروبى، ويتكون من دور بدروم ودور أرضى ودور أول علوى، وأهم ما يميزه المظلات الخشبية المحيطة بالمبنى ومغطاة بالقرميد، كما يشمل على شبكة أنفاق أرضية متصلة بالبدروم، مؤكدًا أن أحد أسباب تهالك المبنى قلة أعمال الصيانة، واستخدامه من أكثر من جهة، وتعرض أجزاء منه للحريق.
أضاف رئيس قطاع القناة وسيناء بشركة المقاولون العرب، فى تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن مشروع متحف قناة السويس عبارة عن أعمال إنشائية وترميم المبنى وإعادته لسالف عهده إبان الافتتاح التاريخى لقناة السويس عام 1869، وتأهيله ليكون متحفًا عالميًا يحكى تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لقناة السويس الجديدة، كما يشمل المشروع أيضًا إدراج استراحة فرديناند ديلسبس داخل المتحف، كما يتضمن أيضًا عمل جدارية تذكارية تحكى تاريخ قناة السويس، مشيرًا إلى أن المتحف يشغل مساحة 10000 متر مسطح تشمل مساحة المبانى المشغولة منها 5500 متر مسطح وبدروم بمساحة 1200 متر مسطح، والعمل بدأ بترميم الأعمال الخشبية بالكشف عن اللون الأصلى للأخشاب ودهانات الحوائط الذى أنشئ بها المبنى وإعادتها لأصلها وإزالة قواطع الأخشاب المستحدثة، كما يشمل المشروع أعمال مدنية وترميم أثرى للحوائط والشبكات الأرضية وإزالة المبانى المستحدثة وإقامة إنشاءات جديدة بجانب ترميم وتركيب واستبدال التالف من القرميد المبنى بمسطح 6000 متر مربع وتحويل المبنى من 145 قاعة إلى 85 قاعة بجانب الأعمال الكهروميكانيكية، وذلك بقيمة مبدئية للمشروع 200 مليون جنيه.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة تسعى إلى الحفاظ على التراث الحضارى والثقافى للأحياء القديمة والمنشآت التاريخية ذات الطراز المعمارى الفرنسى من خلال عمليات الترميم والصيانة المستمرة، مشيرًا إلى أن تحويل المبنى الإدارى الأول للهيئة فى مدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمى يسرد تاريخ القناة ويضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة، ليكون أحد أهم المزارات السياحية، ووجهة المهتمين بتاريخ القناة وأحد آليات دعم السياحة بمنطقة القناة.
أضاف رئيس هيئة قناة السويس، أنه خلال احتفال هيئة قناة السويس بمرور 150 عامًا على افتتاحها، أهدت جمعية أصدقاء ديلسبس الفرنسية نموذجًا مصغر للسفينة الملكية التى عبر على متنها الملكة أوجينى، إمبراطورة فرنسا، والخديوى إسماعيل، وفردينان ديلسبس، قناة السويس، فى افتتاح القناة عام 1869، مشيرًا إلى أن تجهز قاعات متحف قناة السويس الجديد يأتى لاستقبال مقتنيات أصلية لرؤساء الهيئة السابقين، ووثائق الحفر، والمخاطبات الرسمية، وإهداءات من جمعيات فرنسية.