هديل ماجد صاحبة الصوت الذهبي.. فتاة حديدية قهرت موهبتها الإعاقة
فتاة حديدية لا تعرف المستحيل، عشق كل من حولها صوتها الذهبي، شعرت بموهبتها منذ نعومة أظافرها، فقبل أن تُكمل ربيعها العاشر، بدأت في تنمية موهبة الغناء التي ظهرت جلية أمام الجميع، وشجعتها والدتها التي كانت لها بمثابة الأم والأب الصاحب، فلم تمنعها إعاقتها من تحقيق ما أرادت، وإنما كانت حافزاً دفعها للتوغل في ذلك المجال الصعب الذي مر من خلاله عمالقة الموسيقى والطرب في مصر وخارجها.
هديل ماجد، إحدى الفتيات صاحبات الإرادة ذوات القدرات الخاصة، سارت في درب الموسيقى والغناء عندما كانت في الصف الأول الإعدادي، ولاقت تشجيعاً كبيراً من كل من حولها، واحترفت الغناء في المرحلة الثانوية وأصبحت أحد الأعضاء الفاعلين في كورال المدرسة، بعد أن أولى معلمو الموسيقى اهتماماً واضحاً بها وبموهبتها.
تَدربت هديل في كلية التربية الموسيقية مع الدكتور شريف حمدي، وبعد أن أنهت الدراسة الثانوية، راودها التفكير في الالتحاق بالكلية التي ستثُقل موهبتها وتُنميها، ولكن إحدى الأساتذة المتخصصين نصحوا والدتها بعدم الالتحاق بتلك الكلية نظراً لصعوبتها وعدم قدرة هديل على استكمال التعليم بها بسبب إعاقتها، وبالفعل التحقت بكلية الأداب قسم الفلسفة.
تخرجت هديل من كليتها، واتجهت للتدريب على الغناء بقاعة سيد درويش وهي تضع نصب أعينها أن تحترف الغناء، فاحترفت إلقاء التواشيح وغناء الأغاني الطربية والتراثية والقديمة، كما أنها عشقت كوكب الشرق أم كلثوم، وترى دائما أن غناء الأغاني القديمة هي الاختبار الحقيقي للمطرب، وهي التي تكشف عن معادن المواهب الحقيقية لكل من أراد الغناء.
لُقبت هديل بأم كلثوم أولادنا، بعد أن تم تكريمها في ملتقى أولادنا لذوي القدرات الخاصة، كم أنها حصلت على جائزة سيد درويش للغناء، فضلاً عن تكريمها في أكثر من محفل فني.
شاركت هديل في النسخة السابعة من المؤتمر الوطني للشباب، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الصعود إلى المسرح ومصافحتها، بعدما غنت أغنية الفنانة الراحلة أم كلثوم "مصر تتحدث عن نفسها"، والتي أبهرت الحاضرين بعذوبة صوتها وقدرتها على التنقل بين الطبقات وإلمامها بقواعد الغناء.