خونة حتى فى الكشرى.. الإخوان ينسبون الأكلة الشعبية للثقافة الهندية
يبدو أن إعلام الإخوان يعمل ضد كل ما هو مصرى، حتى على مستوى الطعام، حيث زعمت اليوم قناة الشرق الإخوانية التى تذاع من تركيا، أن وجبة الكشرى المعروفة لدى جميع المصريين ليست أكلة مصرية بل أصولها هندية.
وأسندت القناة خلال برنامج قناة الشرق الذى تقدمه دعاء حسن زوجة أيمن نور، ومحمد إسماعيل، معلومة أن وجبة الكشرى ليست مصرية إلى ما وصفته بـ"كثرة الأقاويل" تشير إلى ذلك، كما زعمت القناة أن الكشرى قد دخل مصر من خلال الاحتلال الإنجليزى لمصر.
وخلال تقريرها عن وجبة الكشرى، ناقضت الفضائية الإخوانية نفسها أكثر من مرة، حيث زعمت أن وجبة الكشرى ليست مصرية، فيما أكدت بعد ذلك أنها مصرية الأمر الذى يظهر تناقض ما تبثه القناة.
مخططات جماعة الإخوان ليست لهدم الدولة المصرية أو لهدم هويتها وإشاعة الأكاذيب داخل البلاد فقط، بل وصلت إلى حد التشكيك من العناصر الثقافية والشعبية المصرية، ويبدو أن قناة الشرق الأخوانية التى دأبت على تزييف الحقائق، واختلاق الأكاذيب، وتلوين الأخبار، وإنتاج الشائعات، بهدف تضليل الرأى العام، وتحقيق أهداف مشبوهة فى المنطقة العربية بأكملها، ليست لديها الآن ما تقدمه إلا نسب واحدة من أهم الوجبات الشعبية المصرية إلى دولة أخرى.
القناة جماعة الإخوان، قاموا بنسب الوجبة الشعبية المصرية إلى الهند، فى الوقت الذى تنادى فيه جهات ثقافية و وزارة الثقافة المصرية بضرورة عمل ملف لإضافة وجبة طبق الكشرى فى قائمة اليونسكو للتراث اللامادى، حيث دعا المركز الثقافى للتراث العربى بفرنسا، مصر بكل مؤسساتها لدعم هذا الملف، خاصة أنه الطبق الأشهر فى مصر والذى تنفرد به المائدة المصرية، وأن غيرها من موائد البلاد العربية تتمنى أن يحظى هذا الطبق الغنى، والذى يدرج تحت قائمة الأغذية النباتية الفريده على الدعم اللازم له.
بدورنا وردا على الأكاذيب الإخوانية، تواصلنا مع عدد من الباحثين والأكاديميين المتخصصين فى الأدب الشعبى، مما لهم من خبرات فى العناصر الثقافية الشعبية التى يمكن إضافتها إلى قوائم التراث اللامادى.
وقال الدكتور سميح شعلان، أستاذ الأدب الشعبى، ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن شعوب العالم تغذى بعضها، فلا تستطيع تحديد هوية وأصول كل وجبة، لكن شعبية أى أكلة فى العالم، تقاس بإقبال الناس عليها واهتمامهم بها، وبقياس ذلك على الكشرى فهى وجبة مصرية جدا.
وأضاف "شعلان" أن الذائقة الشعبية تختلف من مكان لآخر، ودائما تحتاج لتغيير وتنقيح، وتزيد مواد وتزيل أخرى، وحتى الكشرى نفسه يختلف من منطقة لأخرى داخل مصر، والحديث عن عدم شعبية أو أصول الكشرى لمصر كلام لا طائل له، وحدث من قبل بالنسبة لوجبة الطعمية، ولم يكن هناك جدوى فيه.
وأوضح مقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن المشتركات الثقافية بين دول العالم لا حدود لها، ومصر لها عناصر ثقافية مع الجنوب فى السودان، ومع الشرق فى السعودية والشام، ولدينا ما هو مشترك مع دول المغرب العربى.
وشدد الدكتور سميح شعلان، إنه بصفته مقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، ومعد ملف مصر لإضافة "التحطيب بقائمة التراث اللامادى، قدم ملف لتقديم السمسمية للقائمة، ولم يحدث، ولا يعلم إذا كانت الوزارة تعمل على إضافة الكشرى أم لا".
من جانبه قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب بجامعة القاهرة، إن الكشرى وجبة مصرية وارتبطت بمصر والمصريين منذ القدم، فمن الممكن أن تكون تتشابه بعض التركيبات فى الأكلات الشعبية الهندية، لكن أتحدى أن يكون هناك خلطة تتشابه مع خلطة الكشرى المصرى.
وأضاف "أبو الليل" أنه من الطبيعى ألا يكون هناك وجبة تتبع دولة بعينها 100%، لكن التركيبة المصرية للمصرى فريدة، كما أن كل كتب التراث الشعبى عندما تناولت الأكلات الشعبية، تحدثت عن الكشرى باعتباره وجبة مصرية أصيلة.
ولفت أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن منظمة اليونسكو عندما تتعامل مع أى عنصر ثقافى يتم مناقشة إدراجه فى قائمتها للتراث اللامادى، لا تهتم بالجانب التاريخى، بل تنظر إلى مدى انتشار هذا العنصر وارتباطه بالثقافة الحالية لدى الدولة التى تتقدم بإضافة هذا العنصر، فإذا كان العنصر ليس لديه صدى داخل المجتمع فهى لن تعترف به كعنصر ثقاف لا مادى.
وفى السياق ذاته قال الشاعر والباحث فى الأدب الشعبى مسعود شومان، إنه إذا تأملنا مكونات الكشرى سنجد منها البصل والثوم والعدس وهى مكونات مصرية قديمة ولدينا مكونا للكشرى قديما كان مزيجا من العدس والأرز.
وأضاف "شومان" أنه رغم أن مفردة كشرى تعود للغة السنسيكريتية – لغة هندية قديمة-، إلا أن الطعم والتكوين مصرى وإلا لماذا لما لا تشتهر هذه الأكلة سوى فى مصر؟.
وأوضح الشاعر والباحث فى الأدب الشعبى، أن الكشرى مصرى التكوين وورد ذكره فى مؤلفات ابن بطوطة، وكم من أكلات مصرية حاول البعض نسبتها إليه فالكشرى بطقسيته ومكوناته وشهرته مصرى ويمكن إضافاته إلى قائمة التراث اللامادى لليونسكو.
و من جانبنا تواصلنا مع مصادر مطلعة داخل قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، حيث أكدت أن الوزارة كانت تجهز لملف لوجبة طبق الكشرى، من أجل تقديمه فى قائمة التراث الثقافى اللامادى، لكن العمل توقف فى إعداد هذا الملف.