متشددون يحرمون الاحتفال بيوم اليتيم.. ودار الإفتاء ترد
فضحت دار الإفتاء فتاوى السلفيين وكشفت أخطاءها بعدما أقدم دعاة سلفيون على تحريم الاحتفال بيوم اليتيم ضمن سلسلة فتاوى التحريم السلفية.
البداية كانت بفتوى للشيخ حسين مطاوع الداعية السلفى الذى حرم الاحتفال بيوم اليتيم قائلا إن الإسلام اعتنى عناية عظيمة باليتيم وحث على رعايته وكفالته وقد جعل لكافل اليتيم ثوابا عظيما حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار باصبعيه الوسطى والسبابة ) وكفالة اليتيم والعناية به ليست يوما واحدا بل في أي وقت وفي كل وقت ولذلك فإن اتخاذ يوم معين من السنة يعتاد الناس الاحتفال فيه بمناسبة معينة يعتبر بدعة مهما سمي ذلك اليوم.
وأضاف الداعية السلفى فى بيان له أن الأعياد من أبرز شعائر الدين، ولا يجوز استحداث ما لم يرد له دليل منها، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (رواه البخاري) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة عن يومين كان الأنصار يلعبون فيهما فقال "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر" (رواه أبو داوود (
والقاعدة عندنا هي فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو قوله أو اقراره ولما لم يحدث هذا منه صلى الله عليه وسلم فلماذا نفعل ما لم يفعله فهل نحن أعلم بمصلحة اليتيم منه؟
بدوره قال الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى إن الاحتفال بيوم اليتيم بدعة مستوردة من الغرب ، ورغم أن النبى صلى الله عليه وسلم نشأ يتيمًا، فإنه لم يحتفل بيوم اليتيم، ولا احتفل به الصحابة ولا التابعون ولا العلماء، وكفالة اليتيم عبادة ، والشرع يحضنا على المعاملة الطيبة لليتيم، ولم يحضنا على عمل عيد له.
وأضاف فى بيان له أن كل هذه تقاليد غربية ليست من الإسلام فى شىء، ولو فتحنا المجال لهذه الأعياد الشكلية خالية المضمون، سيكون من المفترض أن نحتفل بعيد الفقير، وعيد المسكين، وعيد المريض، وعيد المديون، وعيد المُطلقات، وعيد الأرامل، وعيد ضحايا العنف الأسرى، وغير ذلك من البهرجات غير العقلية.
فى المقابل أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بيوم اليتيم ليس بدعة؛ لأن الشريعة الإسلامية أمرت بالاهتمام باليتيم، والحقُّ تباركت أسماؤه وتعالت صفاتُه جعل كفالةَ اليتيم ورعايتَه من أوجهِ البرِّ التي يُثاب عليها المسلمُ في الدارِ الآخرةِ؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ .
وأضافت أن الحقُّ جلَّ وعَلَا أمر في قرآنه نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأمتَه من بعده أن لا يقهرُوا اليتيمَ ولا ينهرُوه؛ فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ ،كما أمرَ بالإحسانِ إلى اليتيمِ والأخذِ على يديه حتى يكون عضوًا نافعًا في المجتمعِ؛ فقال: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾.