التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:49 م , بتوقيت القاهرة

قصة الاسراء والمعراج .. رحلة تدل على معجزات النبى محمد

قصة الاسراء والمعراج
قصة الاسراء والمعراج

قصة الاسراء والمعراج أحد دلائل قدرة الله تعالى كما أنها إحدى معجزات النبى محمد صلى الله عليه وسلم، الذى أسري به من مكة إلى المدينة المنورّة، ثم عُرج به إلى السماوات العُلا، ثمَّ رجع إلى بيت المقدس، ثم العودة إلى مكة المكرمة، فى جزء قليل من الليل.

يروى النبى تفاصيل الإسراء والمعراج - بِقدومِ ثلاثةٍ من الملائكةِ الكِرامِ، بينَهم جبريلُ وميكائيلُ، فجعلوا جَسدَ رسولِ اللهِ لِظهرهِ مستقبِلًا الأرضَ وهو نائم، ثمَّ شقُّوا بطنَهُ، فغسَلوا ما كانَ بهِ من غلٍّ بماءِ زمزمَ، ثمَّ ملؤوا قلبَه إيمانًا وحِكمةً، ثمَّ عَرَضَ له لبنًا وخمرًا، فاختارَ الرَّسولُ الكريمُ اللَّبنَ فشَرِبهُ، فبشَّرهُ جبريلُ بالفِطرة، ثمَّ أركبَهُ جبريلُ دابَّةً يُقالُ لها البُراقُ، فانطَلَق بهِ البُراقُ إلى المسجدِ الأقصى يسوقُهُ جبريل، فأنزَلَهُ طيبَةَ، فصلَّى بها، وأخبرهُ ما يكونُ من هجرتِه إليها، ثمَّ أنزلَهُ طورَ سيناءَ؛ حيثُ كلَّمَ الله موسى عليهِ السَّلامُ، فصلَّى بهِ، ثمَّ أنزَلهُ بيتَ لحم مولِدَ عيسى عليهِ السَّلامُ، فصلَّى فيها، ثمَّ دنا بهِ إلى بيتِ المقدِسِ فأنزَلهُ بابَ المَسجِدِ، ورَبَطَ البراقَ بالحلقةِ التى كان يربط بها الأنبياءُ، ثمَّ دخلَ المسجد ليَلتقى أنبياءَ الله المبعوثينَ قبلَه، فسلَّموا عليهِ، وصلّى بهم ركعتَين.

 

ثم أحداثُ رحلة المعراجِ بصعودِ الصَّخرة المُشرَّفة؛ إذ سارَ جبريلُ بالرّسول "صلى الله عليه وسلم" إليها، ثمَّ حملَهُ منها على جناحِهِ؛ ليصعَدَ بهِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، ويتجلَّى بها بعدَ أن استفتَح واستأذن، فاطَّلعَ الرَّسولُ على بعضِ أحداثِ السَّماءِ الأولى، ثمَّ ارتقى بهِ جبريل إلى السَّماء الثَّانيةِ، فاستفتحَ، فأُذِنَ لهُ، فرأى فيها زكريا وعيسى بن مريمَ عليهم سلام الله جميعًا، ثمَّ ارتقى به جبريلُ إلى السَّماءِ الثَّالثةِ، فرأى فيها يوسف عليه السَّلام، ثمَّ ارتقى به جبريلُ إلى السَّماءِ الرَّابعةِ وفيها إدريسُ، ثمَّ إلى الخامسةِ وفيها هارون، ثمَّ ارتقى بهِ إلى السَّادسةِ وفيها موسى، ثمَّ إلى السّابعة وفيها إبراهيمُ عليهم صلواتُ الله عليهم جميعًا وسلامه، ثمَّ انتهى بهِ جبريلُ إلى سدرةِ المُنتهى.

 

 جبريلُ تقدَّمَ بالرّسول "صلى الله عليه وسلم" إلى الحِجابِ وفيهِ مُنتهى الخَلق، فاستَلمَهُ مَلَكٌ، وتخلَّفَ عنه جبريل، فارتقى بهِ المَلَكُ حتَّى بَلَغَ العرشَ، فأنطقَهُ اللهُ بالتَّحيَّاتِ، فقال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: (التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ)، وفيهِ فُرِضت الصَّلاةُ خمسينَ صلاةً على النَّبى وأمَّتِهِ كلَّ يومٍ وليلةٍ.

 

ثمَّ صَحِبهُ جبريلُ فأدخلهُ الجنَّةَ، فرأى من نَعيمها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ثمَّ عرضَ عليهِ النَّارَ، فَنَظَرَ فى عذابِها وأغلالِها، ثمَّ أخرجَهُ جبريلُ حتَّى أتيا نبى اللهِ موسى، فأرجَعهُ إلى ربِّهِ يسألهُ التَّخفيفَ على قومه فى الصلاة، فخفَّفَ عنهُ عشرًا، ثمَّ أرجَعهُ موسى فسألهُ التَّخفيفَ، فخفَّفَ اللهُ عنهُ عشرًا، ثمَّ لم يَزلْ بينَ ربِّهِ وموسى حتَّى جَعلَها الله خمسَ صلواتٍ فى اليومِ واللَّيلَةِ، ثمَّ أرجَعَهُ موسى إلى ربِّهِ يسألهُ التَّخفيف، فأعرَض الرَّسولُ عليه الصَّلاة والسَّلامُ عن ذلكَ؛ استحياءً من الله تعالى وإجلالًا، فناداهُ ربُّه: (إنِّى قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ، وَقَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِى وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي).

 

وبعدها عادَ بهِ جبريلُ إلى مضجَعِهِ، وكلُّ ذلِكَ حدث فى ليلةٍ واحدةٍ.

 

ماذا رأى النبى فى رحلة المعراج

 

من أجمل ما رأى النّبى "صلى الله عليه وسلم" خلال رحلته المباركة نهر الكوثر، وهو النّهر الذى اختصّه الله لنبيّه "صلى الله عليه وسلم" وذلك تكريمًا له، فعن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أنّ النّبى "صلى الله عليه وسلم" قال: (بينما أنا أسير فى الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذى أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخارى .

 

وقد رأى النّبى - "صلى الله عليه وسلم" - الجنّة وما فيها من النّعيم، وفى المقابل رأى أيضًا بعض أحوال النّاس الذين يعذّبون فى نار جهنّم، ومنهم من يقعون فى الغيبة، والذين يخوضون فى أعراض المسلمين، فعن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (لما عُرِجَ بى مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون فى أعراضهم) رواه أبوداود. وقد رأى كذلك "صلى الله عليه وسلم" أقوامًا وقد تقطَّعت ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟) رواه أحمد وصحّحه الألباني.