قانون الرمال السوداء نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى
تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسى ، على القانون رقم 8 لسنة 2019 بالترخيص لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة في التعاقد مع هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء، بشأن البحث عن استكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية والمنتجات الثانوية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها علي مستوى الجمهورية ، يؤكد اعتزام مصر البحث عن المقدرات الثمينة من الرمال السوداء التي تحمل في طياتها العديد من المعادن النفيسة ، وانطلاق التوجه نحو الاستفادة من تلك الثروات ، التي تدر عوائد اقتصادية ضخمة ٠
استراتيجية مصر للاستفادة من الرمال السوداء تعد من الأفكار المتميزة لاستثمار تلك " الثروة المنسية " وتعظيم الاستفادة منها ، حيث سيتم الاستفادة من الرمال السوداء فى إطار ما لدى الدولة من رؤية واضحة للنهوض بقطاع التعدين وزيادة مساهمته فى الدخل القومى بما يتناسب وحجم الثروات التعدينية التى تزخر بها مصر ، والرؤية الاستراتيجية للتعدين التى تتوافق مع رؤية 2030 لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير مشروعات تعدينية ذات قيمة مضافة أعلى يترتب عليها توفير فرص عمل ، وإضافة حلقات صناعية ، وجذب استثمارات جديدة مباشرة ، خاصة وأن مصر تمتلك ميزة تنافسية هامة وهى توافر بنية تحتية قوية تعمل مصر على تطويرها باستمرار ، ومرونة للمستثمرين فى النشاط التعدينى سواء فى أعمال النقل والتصنيع والإنتاج وتوافر الطرق والكهرباء والموانىء.
والرمال السوداء ، هي رمال ذات لون أسود، لامع ممغنط جزئيا يتكون عادة من الرمال الناعمة، وتوجد كجزء من الرواسب الغرينية ، و يوجد نوع آخر من الرمال السوداء، موجود في الشواطئ القريبة من البراكين، وتتكون من شظايا دقيقة من البازلت ، وفي الوقت الذي تكون فيه بعض الشواطئ غالبتيها من الرمال السوداء، فالشواطئ ذات ألوان الرمال الأخرى (مثل الذهبي والأبيض) تحتوي عادة على ودائع من الرمال السوداء، خاصة بعد العواصف. ويمكن أن تكون الأمواج الضخمة مصدرا لقذف الغرين الرملي تاركة رواسب الفلزات الثقيلة ظاهرة على سطوح المنحدرات المتآكلة.
وتتركز الرمال السوداء على الشواطئ بفعل تيارات المياه التي تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة، وخاصة معدني "الماجنتيت والألمنيت"، وتستغل كخامات للحديد ، كما تحتوي عادة على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن.
وتستغل هذه الرمال السوداء فى استخراج معادن الحديد والمونازيت، وأهم البلاد التي تستغلها الهند، والبرازيل، ومصر، وهو متوافرة في مصر عند منطقة الرأس السودا بالقرب من رشيد ، وهناك 11 منطقة استغلال لها في مصر، وجاري دراسة استغلالها في محافظة كفر الشيخ .
ويأتي القانون الجديد ليفعل هذا الملف الذى واجه إهمالا كبيرا لسنوات طويلة ، وهو مدرج ضمن قانون الثروة المعدنية الذي يتيح تعظيم الاستفادة من استغلال المعادن، ورغم أنه يعد من مقدرات الدولة الثمينة وحال استغلاله بالشكل الصحيح والأمثل سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة ، وسيضخ للدولة مليارات الجنيهات سنويا ٠
وتمتلك مصر احتياطيا ضخما من الرمال السوداء فى منطقة ساحل البحر المتوسط ، بمساحة تمتد من ساحل منطقة البحيرة بـ“البرلس“ مرورا بالإسكندرية حتى رفح بالعريش بما يصل لحوالي 425 كيلومترا ، أي أنها تمتد على السواحل المصرية من البحيرة شمالا حتى رفح شرقا ، وتتكون نتيجة ترسيب الرمال بين المياه العذبة والمالحة ، وتحتوي تلك الرمال على العديد من المعادن ذات القيمة الاقتصادية ، ويتم فصلها من خلال تكرير الرمال واستخدامها في الصناعات التحويلية.
وتنقسم الرمال السوداء إلي نوعين ، هما الداكنة والرمادية وتدخل المعادن الموجودة فيهما في صناعة هياكل الصواريخ والسيراميك والبويات والزجاج عالي الجودة، وبعض المعادن منها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد المشعة كالسيريون واليورانيوم بنسبة تصل من 2 إلى 4 فى المائة ، وأيضا مادة الزركون التي تدخل في صناعة الأغلفة الخاصة بصناعة وقود اليورانيوم والخزف والسيراميك والجرانيت الذي تستخدم حبيباته في صناعة الغراء وحبيبات تنقية المياه من الشوائب.