التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 01:59 م , بتوقيت القاهرة

ننشر نص كلمة الرئيس السيسى أمام مجلس الفيدرالية الروسي

 

ينشر"دوت مصر" نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام المجلس الفيدرالى الروسى.

وجاء نص كلمة الرئيس كالتالى:

"السيدة "فالنتينا ماتفيينكا" رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي،

السيدات والسادة قيادات ونواب المجلس الموقرين،

اسمحوا لي في البداية ، أن أعرب عن سعادتي البالغة وتقديري العميق ، لدعوتكم الكريمة للحديث من على هذا المنبر ، وإتاحة الفرصة لي ، كي أتواجد بينكم ، كأول رئيس أجنبي في مجلس الفيدرالية ، مخاطباً الشعب الروسي العظيم ، حاملاً له رسالة تحية وتقدير عميقة من شعب مصر ، الذي يعتز بما يجمع بين بلدينا من روابط تاريخية ، لا تزال أصداؤها حاضرة حتى الآن ، وإنني أتطلع لأن يمثل لقائي معكم ، نقطة انطلاق جديدة لإثراء علاقات الصداقة بين بلدينا ، في بعدها البرلماني ، لتتجاوز إطارها الرسمي إلى آفاق شعبية أوسع ، تنميها وتدفعها إلى الأمام.

إن العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا ، التي نحتفل هذا العام بمرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيسها ، دائماً ما تميزت بالعمق والخصوصية ، وهو ما تجلي في وقت الأزمات والشدائد ، فقد كانت روسيا دائماً ، شعباً وحكومةً ، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة ، كما أن مصر لن تنسى مساهمة روسيا في معركتها للبناء والتعمير ، حينما ساعدتها على بناء السد العالي ، وغيره من المشروعات الكبرى ، خلال حقبة هامة من تاريخها الحديث ، وأود أن أؤكد أن هذه المواقف التاريخية الداعمة ، ستظل دائماً عالقة في أذهان المصريين ، وأن هذا الإرث القيم من التعاون المشترك ، سيظل محل تقدير بالغ من الشعب المصري.

إن الزخم الذي تشهده مختلف مجالات التعاون بين مصر وروسيا ، على مدار السنوات الخمس الأخيرة ، لهو خير دليل ، على ما تنطوي عليه علاقاتنا من عمق ورسوخ ، وهو الأمر الذي انعكس في مستوى التنسيق والتشاور المستمر ، بين المسئولين في البلدين ، وفي إطلاق الحوار الإستراتيجي بينهما ، فضلاً عن نمو حركة التجارة إلى أرقام غير مسبوقة ، لا تزال في سبيلها إلى الارتفاع ، كما أنني أتطلع للانتهاء خلال الأعوام المقبلة ، من مشروع عملاق، وهو بناء محطة الطاقة النووية بالضبعة ، والتي أثق أنها ستغدو علامة مضيئة جديدة ، في مسيرة التعاون بين البلدين ، وصرحاً ضخماً في بنيان شراكتنا الممتدة.

وبالمثل ، فإنني أنظر إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق قناة السويس ، كمثال آخر على عمق شراكتنا ، ونقطة انطلاق جديدة ، من أجل تعزيز الاستثمارات الروسية في مصر ، فنحن نتطلع دائماً ، لخبراتكم واستثماراتكم ، في إطار من التكامل بيننا ، من أجل المساهمة في إنجاز ما يتم تدشينه ، من مشروعات عملاقة على أرض مصر ، وأود أن أؤكد لكم ، أن الباب سيبقى مفتوحاً أمام المستثمر الروسي ، للاستفادة من المميزات الكبيرة ، التي تتيحها السوق المصرية ، كبوابة تجارية واستثمارية ضخمة ، للعديد من الدول الأفريقية.. والعربية.. والأسيوية.

السيدات والسادة،

لقد توجت جهودنا بالنجاح في استئناف حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو ، في أعقاب زيارة الرئيس "بوتين" إلى مصر في ديسمبر 2017 ، وإنني على ثقة ، بأنه في إطار الروح الإيجابية التي تسود العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا ، سيعود الطيران قريباً بين المدن الروسية والمصرية الأخرى ، من أجل استعادة تدفقات السائحين الروس ، الذين طالما لاقوا كل ترحاب وتقدير ومودة.. في بلدهم الثاني مصر.

السيدات والسادة قادة ونواب المجلس الفيدرالي الكرام،

إن المواقف الروسية الداعمة لإرادة المصريين ، في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو ، وما شهدته العلاقات من تقارب ، قد أتاح متابعة التطورات المتلاحقة على مدار السنوات الخمس الماضية ، التي نجح خلالها المصريون في استعادة أمنهم واستقرارهم ، والحفاظ على كيان دولتهم العريقة ، ومؤسساتها الوطنية الراسخة ، ليجنبوا بلادهم نيران الفوضى ، حيث استطاع الشعب المصري استحضار مخزونه الحضاري العميق ، ليفرض إرادته ، وينقذ هويته ، ويحقق قفزات هائلة على صعيد تمكين الشباب والمرأة ، ويمضي في تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة ، ليصبح ما تحقق من إنجازات ، واقعاً حياً شاهداً على قدرة المصريين على تخطي الصعاب ، والعبور إلى المستقبل.. بثقة وتفاؤل.

إن مصر بينما تمضي في طريقها إلى هذا المستقبل ، تتطلع إلى تعزيز مستوى التنسيق والتواصل مع روسيا ، وفتح آفاق جديدة للتعاون ، لاسيما في مواجهة التحديات المشتركة ، وعلى رأسها خطر انتشار وتمدد الإرهاب ، الذي يتشح زوراً باسم الدين ، بحثاً عن أهداف خبيثة ، ومصالح ضيقة ، لفئات لا تعرف أدياناً ولا أوطاناً ، فأصبحت عدواً للإنسانية بأسرها ، إلا أن القضاء على هذه الآفة الخطيرة ، يستوجب منا مواجهة جماعية من منظور شامل ، نخوض من خلاله ، معركة العقول والقلوب ضد أفكار التطرف والانغلاق ، مع إيلاء الاعتبار اللازم للبعدين الاقتصادي والاجتماعي ، بجانب الإجراءات العسكرية والأمنية.

وأود في هذا السياق ، أن أشير إلى مبادرة تجديد الخطاب الديني ، التي تم إطلاقها من مصر منذ سنوات ، من أجل مواجهة خطاب التطرف والأفكار المغلوطة والتفاسير الملتوية ، التي تجافي صحيح الدين ، وتنافي قيمه الحميدة ، منوهاً بالدور المقدر الذي يقوم به الأزهر الشريف في هذا الشأن ، كمنارة للإسلام المعتدل ، الذي يعلي من قيم التسامح وقبول الآخر ، كما أود أن أشير إلى العملية الشاملة سيناء 2018 ، وما حققته القوات المسلحة وقوات الأمن المصرية من نجاحات باهرة ، من أجل حصار بؤر الإرهاب والسيطرة عليها بشكل كامل ، فضلاً عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمن مصر وحدودها ، وتأمينها من مخاطر تسلل المقاتلين الأجانب ، وتهريب المخدرات والاتجار في البشر ، فضلاً عن التصدي لموجات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية إلى أوروبا.

وكما يمثل الإرهاب تهديداً خطيراً على الإنسانية بأسرها ، فإن تفكيك مفهوم الدولة الوطنية ، تحت وطأة الأزمات المتلاحقة ، يشكل خطراً وجودياً على أمن المنطقة والعالم كله ، فلا يكفي أن منطقتنا العربية لاتزال تعاني من أقدم وأعقد أزمة في التاريخ المعاصر ، متمثلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بعدما عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع الممتد ، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ، بل وتلاحقت باقي أزمات المنطقة ، لتؤجج الصراعات الطائفية ، وليخيم شبح تفكك وانقسام الدولة ومؤسساتها الوطنية ، ليفرض مزيداً من التحديات والأخطار الجديدة ، الأمر الذي يستدعى منا العمل معاً ، وتسخير الطاقات وشحذ الهمم ، لمواجهة الأخطار المشتركة.. التي تحيق بنا.

لقد أصبحنا جميعاً في خندق واحد ، فلم يعد أحداً بمنأى عن الخطر ، ولم يعد بالإمكان تخطى تلك الأزمات فرادى ، أو بدون تحمل كافة أعضاء المجتمع الدولي لمسئولياتهم ، سواء عبر الإسراع بتحقيق التسوية السلمية للنزاعات ، أو التصدي بحزم للأطراف التي تقف وراء الإرهاب ، وتُغذيه بالقول أو الفعل.. أو المال.

إن ما يزيد من حدة الأزمات الراهنة في المنطقة ، هو تصاعد حدة الاستقطاب ، الذي لن يؤدي في النهاية ، إلا لتفاقم الواقع المضطرب من حولنا ، وأقولها بصراحة ، لم يعد هناك مجالاً للاصطفاف في محاور ، لفرض رؤى بعينها ، أو الانضمام لتكتلات ، هدفها الانطواء على نفسها ، والادعاء بأن تلك المخاطر لا تعنيها ، فلا سبيل للوصول لمستقبل أفضل ، إلا بتحقيق مزيد من التعاون ، وتنسيق المواقف في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل ، وتفهم الاختلاف والتنوع وثقافة الآخر ، والالتزام بالقانون الدولي وبمبادئ الأمم المتحدة ، التي يجب أن تظل كياناً جامعاً لنا ، من أجل نظام دولي فعال يسوده السلام والأمن ، بما يساعد على التركيز على تحقيق التنمية والرخاء ، وتلبية تطلعات شعوبنا ، وصولاً لنظام عالمي أكثر استقراراً.

وكما ذكرت في كلمتي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي ، فإنه لا مجال للحلول الجزئية للنزاعات والصراعات الداخلية.. أينما كانت ، وإنما المعالجة الشاملة ، التي تضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدول ، وسلامتها الإقليمية ، وتُعيد لم شمل أبناء الوطن الواحد ، بما يسمح بإعادة البناء والإعمار ، مع ضمان عدم إفلات المفسدين والمخربين والإرهابيين من المحاسبة.

ولعلكم تشاركونني الرأي ، بأن تلك المعالجة الشاملة للأزمات ، لن تتسنى بدون توافر الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي ، وبحيث يكون الخيار الأممي هو مظلتنا الجامعة لتحقيق هذا الغرض ، ففي سوريا على سبيل المثال ، لا بديل عن تحريك العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ، إلا بالإطلاق الفوري لأعمال لجنة صياغة الدستور ، كخطوة أولى نحو استئناف المفاوضات وإنهاء الأزمة في سوريا ، بشكل يحفظ وحدة هذا البلد الشقيق وسلامة مؤسساته.. ويلبي طموحات أبنائه.

وفي ليبيا ، فإن رؤيتنا للحل تقوم على ضرورة الالتزام بالحل السياسي ، وما يتطلبه من تحقيق تقدم، في تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي للحل السياسي الشامل في ليبيا ، بكافة عناصرها ، والتي تم تبنيها منذ أكثر من عام ، ولا تزال ترواح مكانها ، وذلك جنباً إلى جنب مع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، كي تتمكن من القيام بمهامها بفاعلية ، والمتمثلة في الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب ، وهو المسار الذي تقوم فيه مصر بدور محوري.

السيدات والسادة قادة ونواب مجلس الفيدرالية الموقرين،

ستظل روسيا الصديق الوفي ، الذي يمكن دائماً الاعتماد عليه ، لاسيما في ظل تقارب الرؤى والدعم المتبادل في مختلف المحافل الدولية ، حتى وإن تباينت وجهات النظر حيال بعض القضايا ، فإن ذلك يعد حافزاً على إثراء الحوار ، وتأكيداً للحاجة لمزيد من التنسيق والتعاون ، وصولاً للسُبل المُثلي لمواجهة التحديات المشتركة.

وإنني على ثقة ، في أن لقائي مع رئيس الوزراء "ميدفيديف" ، ومباحثاتي غداً مع صديقي الرئيس "بوتين" ، ستسهم في تحقيق نقلة جديدة ، في مستوى التعاون والتنسيق والتقارب المشترك ، إزاء مختلف القضايا الثنائية والتحديات الإقليمية والدولية.. الراهنة.

وختاماً ، السيدات والسادة ، قيادات ونواب مجلس الفيدرالية الموقرين ، أود أن أجدد شكري الخاص لكم ، لاستقبالي في مجلسكم الموقر اليوم ، وأن أعرب عن خالص امتناني لحفاوة اللقاء وكرم الضيافة ، الذي لمسته منذ وصولي إلى الأراضي الروسية ، وأن أؤكد تفاؤل مصر ، قيادةً وحكومةً وشعباً ، بمستقبل العلاقات المصرية الروسية ، في ظل القيادة الحكيمة للرئيس "بوتين".

أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

وصول الرئيس السيسى بعد زيارة رسمية لموسكو وسوتشى

السفير الروسى: قمة "السيسى - بوتين" مرحلة جديدة بين البلدين

تعليق صحفى روسى على استضافة بوتين لـ"السيسى" بسوتشى

الإبراشى: قمة "السيسى بوتين" بداية لحل مشاكل المنطقة

أبرز تصريحات السيسي وبوتين في المؤتمر الصحفى المشترك

فتح الصالة الرئاسية بمطار القاهرة استعدادا لوصول السيسي

السيسي يغادر روسيا عائداً إلي القاهرة بعد زيارة رسمية لموسكو

فيديو.. السيسي يتفقد حلبة "فورمولا 1" بسيارة بوتين

بوتين يقيم مأدبة غداء للرئيس السيسى فى "سوتشى"

شاهد.. أبرز بنود اتفاقية التعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا

فيديو.. نص كلمة السيسى فى المؤتمر الصحفى مع نظيره الروسى

السيسى وبوتين يتفقان على تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب

فيديو.. السيسى وبوتين يغادران مقر المؤتمر الصحفى بسوتشى

السيسى يتقدم بالتعازى لروسيا فى حادث انفجار القرم

السيسي: الشراكة مع روسيا تدشن فصلا جديدا فى علاقة البلدين

السيسى: اتفقت مع الرئيس بوتين على اعتبار 2020 عاما ثقافيا

بوتين: اتفاقية بمليار و300 مليون لشراء 1300 عربة قطار لمصر

السيسى وبوتين يوقعان اتفاقية الشراكة الشاملة

بوتين: المباحثات مع الرئيس السيسى شملت أوضاع العالم كله

السيسي وبوتين يشهدان مراسم توقيع اتفاقيات بين مصر وروسيا

شاهد .. مؤتمر صحفى للرئيسين السيسى وبوتين

بعد قليل.. السيسى وبوتين يتحدثان إلى وسائل الإعلام من سوتشي

السيسى: ناقشت مع بوتين عودة الطيران المباشر لشرم والغردقة

فيديو.. السيسى وبوتين يبدآن جلسة مباحثات بـ سوتشي

فيديو.. السيسى وبوتين يصلان مقر انعقاد القمة في سوتشي

فيديو.. تفاصيل قمة الرئيس السيسى وبوتين من سوتشى

السيسى: سعادتى بالغة بلقاء صديقى الزعيم الروسى بمنتجع سوتشى

شاهد.. ماذا كتب السيسى بدفتر ضيوف الشرف بمجلس الفيدرالية الروسى

شاهد.. أهم 12 تصريحا للرئيس السيسى فى مجلس الفيدرالية الروسى

رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى:نشكر السيسي على علاقته المخلصة

مبعوث بوتين للشرق الأوسط: نريد الاستفادة من حكمة السيسي

إنفوجراف.. السيسي فى روسيا.. زيارة "الملفات الكبرى"

صحف روسيا تبرز "نزهة" السيسي وبوتين في "سوتشي"

خالد أبو بكر: نزاهة السيسى جزء من مصداقيته أمام المجتمع الدولى

"بوتين" يقيم مأدبة عشاء للرئيس السيسي فى "سوتشي"

فيديو.. بوتين يصطحب الرئيس السيسي فى جولة على كورنيش سوتشي

شاهد.. كلمة الرئيس السيسي أمام المجلس الفيدرالي الروسي

شاهد.. رئيسة "الفيدرالي الروسى": كلمة السيسي حدث تاريخي

فيديو.. السيسي يغادر "الفيدرالي الروسي" بعد إلقاء كلمته

فيديو.. انطلاق أعمال مؤتمر دار الإفتاء برعاية الرئيس السيسي

السيسى: روسيا ستظل الصديق الوفى الذى يمكن الاعتماد عليه

ننشر نص كلمة الرئيس السيسى أمام مجلس الفيدرالية الروسي

فيديو.. تصفيق أعضاء المجلس الفيدرالي الروسي بعد كلمة السيسي

السيسى: لابد من محاسبة الدول الممولة للإرهاب

السيسى: القضاء على الإرهاب يتطلب بذل الكثير من الجهد

نائب: زيارة السيسى لروسيا تزيد من قوة علاقة البلدين

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية