فيديو..المنشد محمود الحديوى يكشف سر خلع الطربوش وارتداء العمامة
بعمامة كبيرة يطلق عليها عمامة الأشراف، يطل على جمهوره فى أقصى الجنوب من صعيد مصر بمحافظة الأقصر، وهنا فى القاهرة، لينشد لهم فى حب الله ورسوله، من كافة ألوان المديح، خاصة سيرة رسول الله التى برع فيها.
فى حلقة جديدة من سلسلة "المدّاحون"، التقينا المنشد محمود الحديوى، ذلك الشاب الذى ترك العمل فى مجال السياحة والفنادق حيث دراسته، وفضل عنه الدعوة بالإنشاد الدينى من خلال قصص وسيرة رسول الله، مؤكدًا أنه لم يبتعد كثيرًا عن مجال السياحة والإرشاد، فالتعريف برسول الله وصحابته هو أيضا سياحة وإرشاد وإلى نص الحوار..
حدثنا عن بداية تعلقك بالإنشاد الدينى؟
نشأت فى مدينة أخميم، بمحافظة سوهاج، وحرص والدى على تربيتى أنا وأشقائى الثمانية تربية دينية، كما ألحقنا جميعا بالتعليم، وكان شقيق والدتى من أشهر المداحين فى الصعيد، فتأثر به شقيقى الأكبر "أيمن"، وتشبع منه بكل ألوان المديح والابتهالات، وكان يحيى ليالى الأهل والأقارب فقط، وكنت أذهب معه لهذه الليالى وتأثرت به كثيرًا، وكنت أنشد أمام الأسرة وفى الإذاعة المدرسية كنت أقدم الابتهالات والقرآن الكريم، لكن والدى كان يرفض أن أمتهن هذه المهنة وكان يوجهنا بأن نركز أكثر على دراستنا، وكنت أذهب لكل مجالس الذكر فى بلدتنا، وفى إحدى المرات التى كان من المفترض أن يذهب شقيقى لإحياء ليلة مرض مرضًا شديدًا فما كان أمامه سوى أن يرشحنى للذهاب بدلا منه، وبالفعل ذهبت للحفل وكان عمرى وقتها 13 عامًا وارتديت عمامة أزهرية أو "الطربوش" كما كنا نطلق عليها فى الصعيد، وأنشدت قصيدة كان مطلعها "يا مَكة سُورِك مَتين فيكى الرِضا فيكى فيكى مقام الخليل حِجر إسماعيل فيكى لما أراد ربُنا يا مِكة يرضيكى أسبل عليكى الرضا وُلِدَ النبى فيكى"، وأعجب الناس كثيرًا بى وأعطانى صاحب الحفل يومها جنيه كمكافأة ومازلت أحتفظ به حتى الآن.
لكن أنت الآن لا ترتدى العمامة الأزهرية.. لماذا لم ترتديه الآن؟
فى الحقيقة أنا لست أزهرى، فقد تخرجت فى كلية السياحة والفنادق وبالمناسبة أنا لم أعمل فى هذا المجال وتفرغت للإنشاد وهو أيضا إرشاد لكن دينى، وأنا أعتز كثيرًا بالأزهر الشريف والزى الخاص بأبنائه، لذلك كنت أرتديه أثناء ذهابى لحفلات المديح، وفى أحدى الأيام قال لى صديق من علماء الأزهر، إنه رآنى فى المنام وأنا أصعد منبر رسول الله، ولكنك كنت ترتدى العمامة الكبيرة أو عمامة الأشراف"، وحينها وجدت أن ذلك تصريح وإذن من رسول الله لمدحه بارتداء العمامة، كما أن نسبى من الأشراف بالفعل، حيث أننى أنتمى لعائلة شيخون فى سوهاج وهى من نسل سيدنا الحسن.
كيف أصقلت موهبتك وعلى يد من تعلمت؟
فى بداية حياتى كنت أحب أداء ابتهالات الشيخ نصر الدين طوبار، كما تأثرت بخالى وشقيقى، ثم بدأت أحاول عمل مدرسة جديدة لنفسى، وأنا أصقل موهبتى دائما بالقراءة والسماع لكل المنشدين والمدّاحين.
هل يجب أن يكون المداح صوفيًا؟
أتصور ذلك لأن المداح إذا كان صوفيًا أدرك ما يقول، كما يجب أن يبتعد عن الماديات وأن يكون مديحه ابتغاء لإرضاء الله ورسوله، ولن يكون كذلك إلا إذا كان صوفيًا.
البعض يحرم الإنشاد الدينى.. كيف ترد عليهم؟
واجهت أناس كثيرون من هذه النوعية، ودائما أرد عليهم ردًا واحدًا فيه الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب الإنشاد، وهو أن سيدنا حسان بن ثابت كان شاعر الرسول وهناك أكثر من حديث وقصة تدل على أن الرسول كان يطلب منه أن يشدو، كذلك سيدنا كعب بن زهير، حينما مدح رسول الله أهداه الرسول بردته "عباءته" تقديرًا له.
ومن أين تأتى بكلمات المديح التى تقدمها؟
أنا دائما أبحث وأقرأ كثيرًا فى كتب السيرة والقصص الدينى، كما استعين ببعض الشعراء، واستعين بشعراء التراث.
هل ترى أن المديح يمكن أن يكون وسيلة من وسائل تجديد الخطاب الدينى ومواجهة التطرف؟
بالتأكيد، وأٌدلل لك بمثال على ذلك، وهو أن الخطيب يخطب على المنبر ساعة مثلا للتحدث فى موضوع واحد فقط، ولكن المنشد يمدح ويقول قصص دينى وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأسلوبه فى التعامل من أصحابه وزوجاته، كل ذلك بأسلوب شيق وممتع لكى تصل المعلومة للمستمع.
حدثنا عن موقف لا تنساه؟
فى عام 2014 شاركت فى مسلسل تفاحة آدم، حيث تلقيت قبلها اتصالا من مخرج العمل، وأعطانى بيتًا من الشعر وقال أنشده الآن وبالفعل أنشدته فى التليفون وبعدها تلقيت اتصالا آخر منه يؤكد أننى سأكون معه فى العمل، وكان دورى أن أنشد من أبيات:" يا خالق كل شئ بميزان و لا مره الميزان اختل ... يا قابل توبة الإنسان ولو كانت ذنوبه تل"، وفى الأثناء تأتى البطلة وقد كانت متبرجة فتستمع للإنشاد ويهديها الله، المصادفة أنه بعدها بثلاثة أعوام أى فى عام 2017، كنت فى حفل بإحدى الأماكن الثقافية بشارع المعز خلف مسجد سيدنا الحسين، وكان من بين الحضور أجانب وعرب، وفوجئت فى الحفل بإحدى الفتيات تأتى إلى وهى مرتدية النقاب وتقول لى إنها حضرت الحفل الماضى وكانت متبرجة وهداها الله بعد سماعها سيرة رسول الله.
هل دٌعيت لسفريات إلى الخارج؟
سافرت إلى السعودية وتركيا 4 مرات، وفرنسا.
وجه رسالة لشباب المنشدين؟
أنصحهم ونفسى بالتواضع ثم التواضع ثم التواضع، لأنه لو مرة اغتر بنفسه سيسقط فورًا، كما أنصحهم بألا يتخذوا المديح كمهنة ينتظرون منها عائد مادى ولكن أن يكون المدح لأجل إرضاء الله ورسوله.
ما رأيك فى نقابة الإنشاد الدينى؟
طالما ذكرنا النقابة يجب أن نذكر الشيخ محمود ياسين التهامى الذى سعى لإنشائها، ونتمنى أن يستكمل المسيرة فى تحويلها إلى نقابة مهنية، وفى الحقيقة النقابة تهتم بالإنشاد والمنشدين وبها جنود مجهولة فى ذلك مثل الشيخ طه الإسكندرانى والشيخ إيهاب يونس والملحن مصطفى الجندى، والشيخ أحمد سعيد عمران الدح.
وماهو طموح الشيخ محمود الحديوى مستقبلا؟
أن أرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أكون مداحًا للحبيب ليس بلسان الخلق، ولكن بقبول من الله ورسوله.