التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:41 م , بتوقيت القاهرة

التليفزيون الصينى: مشاركة السيسى بقمة فوكاك تؤكد متانة علاقات مصر وبكين

سلط التليفزيون الصينى الأضواء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين لحضور قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى "فوكاك" التى من المقرر عقدها يومى 3 و4 سبتمبر وستشهد الارتقاء بشراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بين الصين وإفريقيا إلى مستوى جديد وتزيح الستار عن إجراءات جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين على نحو شامل.

الرئيس السيسى قام بزيارته الأولى للصين فى ديسمبر 2014 وتخللها التوقيع على وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة.

تكتسب مشاركة السيسى فى القمة أهمية كبيرة فى ضوء ما تتمتع به مصر من دور ريادى وثقل سياسى وحضارى فى قارة أفريقيا وسعيها إلى توسيع وتنويع مختلف أطر التعاون مع الصين وما يحمله التعاون الصينى الأفريقى من سمات تتضمن التأكيد على المنفعة المشتركة والتركيز على تقوية قدرة القارة على التنمية المستقلة، حيث أكد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصينى وانغ يى قبيل زيارة الرئيس السيسى على المكانة الكبيرة التى تحظى بها مصر لدى الصين وتطلع بلاده إلى مشاركة السيسى فى هذا المنتدى الهام.

فعمق العلاقات الصينية المصرية ليس وليد اللحظة وإنما هو نتاج تفاعلات تاريخية بدأت من تلاقى اثنتين من أقدم الحضارات فى العالم، وهو ما أسس منذ قرون طويلة لعلاقات متميزة على صعيد التجارة والثقافة والفن بين البلدين.

والمتتبع لمسيرة العلاقات وصولا إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956 والتى صارت معها مصر أول بلد عربى وأفريقى يقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وما شهدته هذه العلاقات من تطور مستمر طوال السنين الماضية يجد أن الزيارات الرسمية واللقاءات المتعددة بين قيادتى البلدين فى السنوات الأخيرة ساهمت فى تعزيز مستوى التعاون والتنسيق الثنائي.

وفى هذا الإطار قال وو سى كه المبعوث الصينى الخاص السابق للشرق الأوسط أن "طفرة كبيرة شهدتها العلاقات الصينية المصرية مع تكرار تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين البلدين، حيث قام الرئيس السيسى بزيارته الأولى للصين فى ديسمبر 2014 وتخللها التوقيع على وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة، وفى مطلع عام 2016 قام الرئيس الصينى شى جين بينغ بزيارة هامة لمصر وقع خلالها البلدان البرنامج التنفيذى لتعزيز العلاقات الثنائية للفترة من 2016 إلى 2021 والذى يجرى تنفيذه بسلاسة".

وإن زيارة الرئيس السيسى "هذه المرة تؤكد متانة العلاقات بين الصين ومصر وستعطى دفعة جديدة للتعاون بين البلدين، وهو يمضى بخطى ثابتة ويحقق إنجازات مثمرة فى ظل مبادرة الحزام والطريق"، هكذا أشار داى شياو تشى الباحث فى مركز الدراسات العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين.

فمصر تتميز بموقع إستراتيجى يربط بين قارتى أفريقيا وآسيا ما يجعلها البوابة الآسيوية لأفريقيا وأيضا أحد البوابات الأفريقية لأوروبا عبر البحر المتوسط، وهو ما يؤهل مصر لتكون نقطة محورية فى مبادرة الحزام والطريق التى يقول الخبراء الصينيون أن مصر لاعب رئيسى فيها وضمن النقاط المضيئة فى مشروعات التنمية المستدامة الخاصة بها.

أصبحت "تيدا مصر" الواقعة فى منطقة قناة السويس المصرية، منصة هامة للتعاون الصينى المصرى فى مجال الطاقة الإنتاجية بعد مضى عقد من التنمية والتطوير والبناء.

تتمتع مصر والصين بتبادلات وثيقة رفيعة المستوى وتعاون براغماتى مثمر فى شتى المجالات. فالصين شريك تجارى مهم لمصر حيث بلغ الحجم الإجمالى للتبادل التجارى بين الجانبين 10.8 مليار دولار فى عام 2017، ومن المتوقع أن يرتفع مستقبلا وخاصة أن حجم الصادرات المصرية السلعية للسوق الصينية ارتفع بنسبة 60% خلال عام 2017 ليسجل 408 ملايين دولار مقابل نحو 255 مليون دولار خلال عام 2016.

كما من المتوقع أن يطرح التعاون الاقتصادى باعتباره مقوما هاما للتفاعل بين البلدين مزيدا من الثمار مستقبلا تعود بالفائدة على الجانبين وعلى القارة الأفريقية مع بلوغ إجمالى حجم الاستثمارات الصينية فى مصر أكثر من 5 مليارات دولار فى نهاية 2017، لتحتل الصين بذلك المرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر استثمارا بمصر. وفى الوقت ذاته، تقوم شركات صينية عدة بأنشطة أعمال ناجحة فى مصر وتساعد فى التصنيع ونقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل للمجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المشتركة، ما يعد دليلا على حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية ذات المنفعة المتبادلة.

هذا ويأتى تطور العلاقات الصينية المصرية من ناحية أخرى فى ضوء المشروعات القومية التنموية التى تنفذها مصر ومنها تنمية منطقة قناة السويس التى توفر فرصا كبيرة أمام الشركات الصينية للاستفادة من الموقع الإستراتيجى لمصر كمحور للإنتاج والتصدير إلى دول العالم وخاصة الأفريقية منها ولا سيما أن مصر تتمتع بمزايا نسبية فى إطار الاتفاقيات التجارية الموقعة بينها وبين السوق الأفريقية وتفاعلها بشكل وثيق مع التجمعات الأفريقية الثلاثة "الكوميسا" و"السادك" و"شرق أفريقيا".

الدورة الـ30 لقمة الاتحاد الافريقى انعقدت فى العاصمة الإيثيوبية أديس أبابا يناير عام 2018 حيث تتولى مصر الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقى ويتولى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى رئيسا دوريا له.

وثمة توافق فى الرؤى تجاه أفريقيا بين الصين ومصر، فقد قال الرئيس الصينى شى جين بينغ خلال رابع زيارة له لقارة أفريقيا فى يوليو الماضى "فى كل مرة أزور فيها أفريقيا أرى حيوية القارة وطموح شعوبها من أجل التنمية"، مؤكد أن الجانبين الصينى والأفريقى شريكان مخلصان على طريقهما للتنمية وأن التنمية فى الصين ستحقق المزيد من الفرص لأفريقيا، فيما يضع الرئيس السيسى أفريقيا ضمن أولوياته فى السعى لتحقيق التنمية المستدامة لدولها من خلال تعميق العلاقات المشتركة والعمل على إقامة المشروعات.

ومع نمو قوتها الاقتصادية وبروزها على الصعيد العالمي، تلعب الصين دورا أكثر حيوية فى التنمية بالقارة الأفريقية وبدأت بلدان القارة تتجه إلى تعزيز علاقاتها مع الصين فى شتى القطاعات وأخذت الاستثمارات الضخمة، التى تساهم بها الصين فى أفريقيا، تشكل مفتاحا هاما لمعالجة النقص فى البنية التحتية بالقارة وتؤكد على صحة الحكمة الصينية القائلة بأنه "مثلما تختبر المسافة قوة الخيل، يكشف الزمن عن إخلاص المرء" وخاصة أن البنية التحتية تمثل السبيل الأساسى لتحقيق التنمية طويلة الأمد.

وإنه لمن خلال الجمع بين مبادرة الحزام والطريق التى تعد مسارا للتنمية المشتركة عبر تحسين البنى التحتية وربط الإستراتيجيات التنموية، وبين أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقى 2063 وخطط التنمية الوطنية للدول الأفريقية، ستخلق القمة المرتقبة أرضيات جديدة للتعاون فى هذا الإطار الذى من المتوقع أن يدفعه أيضا تولى مصر للرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقى عام 2019 فى ضوء علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.

ومع انعقاد قمة بكين 2018 لمنتدى فوكاك تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذى مصير مشترك عن طريق التعاون المربح للجانبين"، تبدو أن هناك أحلاما متشابهة ومصيرا مشتركا يجمعان بين الصين وأفريقيا وتكمن المهمة الآن فى تحقيق التلاحم من أجل التعاون متبادل المنفعة لجنى مزيد من الثمار.

 

 

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..

 

https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true