تحمل منابر المساجد القديمة تاريخ عريق ، حيت تتجلى مهنية وحرفية صناع المنابر على مر العصور فى إنجاز تلك التحف الفنية النادرة ،حيث تذخر مساجد مصر بالكثير من المنابر ذات الطابع الفنى والأثرى . 

 وجنوبى مصر وتحديدا بقرية أبو غلاب بمركز إدفو بمحافظة أسوان يضم المسجد العتيق بين جنباته منبر خشبى يحمل عبق الماضى ، حيث يعد المنبر والمسجد بشكل عام من أوائل المسجلة بالأوقاف فى ادفو وأسوان 

و يقول الأهالى ل " اليوم السابع " أن آبائهم ،أخبروهم بأن المنبر إشتراه أبناء القرية المقيمين فى القاهرة ،فى بداية القرن العشرين بعد صنعه فى ورش مشايخ صناع المنابر فى تلك الفترة ، حيث تبرع الأهالى بثمنه وتم شحن المنبر المزين بقطع الأرابيسك بأحجامها المختلفة فى مركبة نيلية من القاهرة حتى إدفو ومعه الألواح والعروق الخشبية لزوم سقف المسجد و بعض مستلزمات بناء المسجد العتيق بقرية أبو غلاب والذى تم إنشائه تقريبا سنة 1923م.

كما يقول الحاج " أبو زيد إسماعيل وشهرته حسن طاحون " من أهالى قرية أبو غلاب بمركز إدفو شمال غرب محافظة أسوانل " اليوم السابع " أن المسجد العتيق بالقرية تم إنشائه حوالى عام 1922 و1923 ، وتم عمل إحلال وتجديد وعمل توسعة له على مدار العقود المتتالية ، ولكن ظل المنبر الخشبى الذى تم وضعه فى المسجد بعد سنوات من الإنشاء كما هو حيث حافظ عليه الأهالي

عبر السنين وحالوا دون إستبداله بمنبر أخر نظرا لقيمته . 

 ولفت الى أن المنبر تم نقله على هيئة قطع خشبية منفصلة من القاهرة وتم تركيبه 

بدون مسامير

ويسترسل فى ذكريات إنشاء ووصول المنبر أن المنبر وصل لبلدتهم عام 1932م وإستقبله أهالى القرية وقتها بحفاوة ، وتكلف إنشاء المنبر وقتها ثلاثة 

جنيهات فيما تكلف سعر عِرق الخشب جنيها واحداً .

وأضاف أن أهاليهم وأعمامهم من أهالى قريةأبوغلاب المقيمين فى القاهرة وقتها ، قاموا بشراء حوالى 200عرق خشبى ، و تم سقف المسجد مرة أخرى بالألواح والعروق ، و فى فترة تالية تم ضم المسجد لوزارة لأوقاف

وأشار الى أنه سنة 1982م تم إحلال وتجديد المسجد ، حيث رفض الأهالى أن يزال المنبر أو يستبدل بمنبر أخر باعتباره إرث حضارى