فيديو .. أكبر سوق في العصر المملوكى يقع فريسة الإهمال .. قصبة رضوان لم يبقى منه غير أطلال
محنة تمر بها أثارنا الإسلامية منذ زمن بعيد؛ فأكثرها تعانى الإهمال وتكاد أن تسقط في أي لحظة، ولا أحد يعرف الأسباب الحقيقة لهذا الإهمال، علمًا بأننا المصريين طالما تشدقنا بعظمة أثارنا الإٍسلامية التي تحاكى أثار العالم من الدول الكبرى.
قصبة رضوان آثر عمره 368 سنة
في حي الدرب الأحمر وبالتحديد داخل منطقة الخيامية تجد باب أثري خشبي الصنع ضخم عندما تدخل منه تجد الكارثة التي حلت بأثر يبلغ من العمر 368 عامًا وجعلته شبيه بقصر كبير للأشباح يكاد أن ينقض على مستغليه وواضعي اليد في أي لحظة، ففي عام 1650 ميلادي أنشأ الأمير رضوان بك الفقاري "قصبة" على مساحة ٢٦٠٠ متر مربع، وهى قطعة أرض مربعة كبيرة وجعل بها دورًا وحوانيت وذكر أهل السلف أنه كان بها أثنتا عشر ألف حانوتًا، ما جعلها أكبر أسواق مصر في العصر المملوكى، ولذلك سُميت بـ"قصبة رضوان" وكانت تحاكى قصبة القاهرة القديمة .
استغلال أصحاب ورش الأرابيسك للأثر
ولكن ما حل بـ" بقصبة رضوان " يذهل من يراها "أكوام من التراب، غرف بداخل غرف سقطت وتهدمت استغلها أصحاب ورش الخشب وصناع الأرابيسك في منطقة الخيامية، نقشات أسقف اندثرت وحل محلها أسقف ساج، مشربيات لبيوت قديمة داخل "القصبة" تآكل خشبها وضاع جمالها ودقة صنعها، تجار الجملة لم يرحموا الأثر فتخذوا ما تبقى منه مخازن لبضاعتهم، مباني كادت أن تسقط ولم يتبقى منها سوى هيكل أثرى لبيت صاحب القصبة وكان يطلق عليه "بيت مجد والرئاسة ".
شاهد عيان: الأثر كان آية جمالية والإهمال أضاع جماله
يقول محمد عبد الله أحد سكان الدرب الأحمر، وقد ولد في إحدى منازل قصبة رضوان حينما كانت مؤجرة من قبل الحي للمواطنين وعاش فيها طفولته حتى ثمانينيات القرن الماضي بعدما هلك الأثر وآل للسقوط، أن الأثر كان عبارة عن آية جمالية رائعة تشمله الزخارف والعمدان والمشربيات في جميع ربوع أثر قصبة رضوان، ولكن طالته يد الإهمال حتى تهدم معظمه ضاع جماله.
وأكمل : الأثر يشمل كافة الحوانيت التي تحيط به من الخارج والتي تعمل حاليًا بصناعة الخيامية، فهو على مساحة شاسعة تشمل أيضًا البيوت، وقد خضع الأثر إلى الترميم من قبل وزارة الآثار في الثمانينيات ولكن يتوقف العمل فجأة بعد تسليم الجزء الأول الخاص بالمحلات الخيامية الخارجية عام 1990، أما المرحلة الثانية فقد استعانة الوزارة بأعمدة خشبية استخدمتها كشداة لصلب سقيفة رضوان بدل ترميمها، وظل المكان هكذا يأتي إليه بعض المسئولين من الوزارة كل فترة وينتهي الأمر على ذلك.
الآثار : بعد سقوط إحدى شدات الأثر وغلق الطريق سنعيدها مكانها
في الواقع ما يحدث لذلك الأثر يُحزن القلب؛ فمنذ ما يقرب من أسبوع في فجر يوم الأحد سقطت أحد الشدات الخشبية المستخدمة فى صلب جزء من سقيفة رضوان المواجهة لباب زويله؛ وكان تصريح جمال مصطفي رئيس قطاع الآثار الإسلامية و القبطية بوزارة الآثار قوله: عدم حدوث أيه خسائر للسقيفة و أن ما سقط هو فقط احد الشدات وكان نتيجة لارتطام سيارة تحمل بضائع بها، مما تسبب في سقوط الشدة وسد شارع قصبة رضوان.. وأشار انه جارى الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الشدة إلى مكانها.
خبير معماري: الأثر ذات قيمه عالية وإذا ترميميه واستغلاله سيدر دخلاً كبيرًا
أما الخبير المعماري الدكتور صلاح زكى الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الخيامية تتكون من شارع أو قصبة رضوان لصفين من المحلات أعلاها سكن فندقى قديم للتجار الغرباء، وقصر أبو بيت رضوان الذى يضم مقعد وفناء كبير وسكن لأهله، وله مدخل عملاق لباب متميز جدا مازال موجود حتى الآن، وكانت تصنع وكالة رضوان خيام موكب الحج، وكسوة الكعبة المباركة.
وأشار زكى، إلى أنه يوجد نسخة مماثلة للخيامية بنفس الاسم والشكل فى لبنان تم استثماره وتنميته ويدر دخلا كبيرا، بعد ترميمه للحفاظ على القيمية الأثرية والتاريخية.
أثريون: أيه عواصف أو تغييرات مناخية قد تهدد الأثر وتعرضه للإنهيار
وقد حذر مجموعة من الأثريين من قيام أيه عواصف أو تغييرات مناخية قد تهدد الحالة الإنشائية للأثر وتعرض ما تبقى منه للإنهيار، بعد أن اكتفت وزارة الآثار بوضع الشدادات الخشبية منذ الثمانينيات لتحميه من السقوط استعدادًا لترميمه وظل كما هو طول هذه الفترة وحتى الآن .