فيديو.. عجائب "شنت مجيال" قلعة الحجيج الفرنسية
عجائب تراثية صنعها تاريخ، كانت الطبيعة لها حجر الأساس، ليتحول من "بقعة" إلى مزاراً سياحياً مقدس، وقبلة للحجيج، وشاهد علي عصور وممالك، ومكان مرموق باليونسكو
جبل القديس ميشيل
شنت مجيال
من صخرة وعرة ووحيدة في قلب الرمال المتحرّكة ووسط المياه والرمال، تحوّل جبل القديس ميشيل إلى أحد مراكز الحجّ والسياحة في العالم. فأكثر من 1300 سنة من الهندسة المعمارية ساهمت في تشكيله وإبراز شكل هذا المكان الذي يحمل اسم “هرم البحار، وتعد القلعة والكنيسة المبنية عليها ثالث أكثر الأماكن السياحية من حيث عدد السياح في فرنسا بعد برج إيفل، وقصر فرساي.
يقع الجبل على بُعد حوالي 0.6 ميل عن الساحل الشمالي الغربي لفرنسا، عند مصب نهر كويسنو افرانش، وتبلغ مساحة الجبل حوالي 247 فدان "100 هكتار"، وتشير إحصائيات فرنسية إلى أن عدد سكان الجزيرة التي يقع فيها الجبل 44 شخصاً فقط.
عقدت الجزيرة تحصينات استراتيجية منذ العصور القديمة في القرن الثامن الميلادي، والجبل هو أحد المعالم الأكثر شهرة في فرنسا، وهو من ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويزوره أكثر من 3 ملايين سائح سنوياً
عام 709
رأى أوّل مبنى النور عندما شاهد القديس أوبار، أسقف مدينة أفرانش، الملاك القديس ميشيل الذي أمره بتشييد مكان عبادة على شرفه، وبمرور الوقت وبدافع الطموحات الملكية وتدفّق الحجيج، تمّ توسيع المصلّى الذي شيّده القديس أوبار ليتحوّل إلى كنيسة ثم إلى دير قوثي
ساهم تشييد دير عمودي يعرف باسم "الأعجوبة" في القرن الثالث عشر وبناء برج الكنيسة في العام 1609 بالإضافة إلى تركيب سهم في قمته في العام 1897 في تكريس الشكل الهرمي لجبل القديس ميشيل
كان التركيز على الشكل المخروطي لجبل القديس ميشيل يتمّ بالتوازي مع تهيئة المناطق المحيطة به، فانطلاقا من القرن العاشر، تطوّرت قرية من القرون الوسطى تحت الدير الحالي لجبل القديس ميشيل، وفي القرن الخامس عشر، تخلت القرية عن الحواجز الخشبية المحيطة بها واستبدلتها بأسوار وأبراج يمكن للزوار مشاهدتها إلى يومنا هذا
تذكّر هذه البناءات بالماضي النضالي لــجبل القديس ميشيل، حيث حاصر الانجليز جبل القديس ميشيل لمدة تقارب الثلاثين سنة خلال حرب المائة عام لكن سدى، ليصبح هذا المكان رمزا حقيقيا للبطولة، وبعد ذلك بحوالي قرن من الزمان، خلال حرب الأديان، أصبح جبل القديس ميشيل الغاية السياسية والرمزية للبروتستانت، وتمكّن من الدفاع عن نفسه، وفشلت محاولات عديدة لاحتلاله ليبقى المعلم كاثوليكيا، محافظاً على سيادته الترابية والسياسية والدينية والثقافية
ايريك فانييه عمدة جبل القديس ميشيل
دافع ايريك فانييه طيلة فترة عمله كعمدة جبل القديس ميشيل، وكعمدة شرفي للقرية عن هذه الاستقلالية الهشة والثمينة في ذات الوقت
حجيج
للحفاظ على استقلاله واستقبال العديد من الحجاج الذين يتوافدون على مدار العام، فتح سكان القرية حانات، وتوفير الماء والمأكل للزوار الذين يجتازون الخليج معرّضين حياتهم للخطر للوصول إلى الدير وأداء صلاة للقديس ميشيل
أقرأ أيضاً
كل ما تريد معرفته عن محمية سانت كاترين في جنوب سيناء
دوت مصر| جبل موسى .. رحلة صعود في سانت كاترين