لا زالت الانهيارات الأرضية كابوسا يؤرق اليابان والغرب بصفة عامة، حيث لقي مؤخراً شخص واحد حتفه، فيما اعتبر 5 آخرون على الأقل في تعداد المفقودين إثر وقوع انهيار أرضى في جنوب غرب اليابان.

 

وذكرت هيئة الإذاعة اليابانية "إن إتش كيه" اليوم أن المفقودين تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 90 عاماً، موضحة أنه جرف ثلاثة منازل، مشيرة إلى أنه لم تتضح بعد أسباب وقوع هذا الانهيار الأرضي.

الانهيارات الأرضية، عرفها الدكتور عباس بن عیفان الحارثي بقسم الجیولوجیا الهندسیة والبیئیة بكلیة علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزیز، بأنها انهيارات مفاجئة تتمثل في حركة وانزلاق جزء من التربة أو الصخور المفككة المكونـة للأسـطح المائلـة في المناطق الجبلية أو الميول الترابية الصناعية، التي هي من فعل الإنسان لأغراض عديـدة مثـل "ميـول الحفـر"، والتي تستخدم للوصـول الي مناسـيب تأسـيس المنشآت بمختلـف أنواعهـا، أو "ميـول الردم" للوصـول إلى مناسيب تأسيس الطرق وغيرها من الأغراض الأخرى.

الناتج الكارثي للإنزلاقات الارضية يتمثل في خسائر «بشرية، وأضرار، ودمار» لكثير من المنشآت، والمرافق منها، «الجسور، والطرق، والمباني، وخطوط السكك الحديدية، والأنابيب» وغيرها.

 

في أغلب الأحيان تكون الصخور والتربة متزنة ومستقرة مـا لم تـستجد عوامـل خارجيـة تـؤثر فيهـا مثـل «هطول الأمطار، أو تغير سريان منسوب المياه الجوفية، والهزات الأرضية، أو عمليات الحفر، والقطع للأغـراض الهندسية » الأمر الذي يؤدي الي انهيار تلك المواد و عدم ثبات واستقرار الميول.

وتعد «الانزلاقات الأرضية» من الظواهر التي تهم العاملين في هندسة التصميم والتنفيذ، و في مجال الأمـن والسلامة في كل المشاريع الهندسية، خاصـة في المنـاطق ذات الطبيعـة الجبليـة، مثـل «جنـوب غـرب المملكة العربية السعودية، وسويسرا، واليابان، وإيطاليا» وغيرها من الدول التي تتوفر فيها نفس مظاهر السطح.

الانهيارات الأرضية من العمليات «الجيومورفية» الهامة التي لها أثر كبير في تشكيل سطح الأرض، ولكن دراستها على الرغم من هذا، لم تلقي عناية إلا في السنوات الأخيرة، ويرجع الفضل في إبراز أهمية هذه العملية إلى الجيومورفولوجي الأمريكي "شارب" الذي كان أول من قام بدراستها دراسة تحليلية وفقاً لأسس علمية ثابتة.

كما كان «شارب» أول من قسم أنواع الإنهيار الأرضي إلى أقسام واضحة ذاعت وانتشرت بعد ذلك بين الجيومورفولوجيين، على الرغم مما يوجه إليها من نقد واعتراض من بعضهم، وهي «التدفق الطميي، تدفق الصخور، انهيار الكتل الصخرية».

اقرأ أيضاً

ارتفاع حصيلة قتلى انهيار أرضي في موقع بناء بماليزيا إلى 11 شخصا