في اليوم العالمي للمرأة..لماذا لا توجد جائزة أدبية للكاتبات؟
لا توجد جائزة أدبية للكاتبات..هذا ليس خبرا، بل الحقيقة التي لا تشغل بال الكثيرين، في ظل الانحياز إلى أن الكتابة لا يجب أن تُكرم تبعا لجنس كاتبها، بل وفقا لجودة الكتابة نفسها، وفنيتها، ولكن، لماذا لا نخصص جائزة أدبية تتقدم لها الكاتبات فقط، وتحصل عليها صاحبة الكتابة الأجود فنيا؟
في العام 1996، حينما لم تصل كاتبة روائية إلى القائمة الطويلة لجائزة المان بوكر البريطانية، انطلقت جائزة أخرى في فن الرواية، تذهب فقط للكاتبات، وبالطبع لا يتقدم لها إلا الروائيات اللاتي يكتبن بالإنجليزية.
الحديث عن جائزة أدبية بحسب "الجندر"، يستجلب معه كافة أنواع الجدل، الذي خاضته الجماعات الأدبية المصرية عن الكتابة النسوية، وكذلك عن الكاتبات، وظلمهن وتقديرهن أدبيا، ولعل من تذكر الكاتبات المصريات المظلومات، ووضع عنهن كتابا، كان الشاعر السبعيني شعبان يوسف، مؤسس ومدير ورشة الزيتون النقدية، إذ وضع كتابا بعنوان " لماذا تموت الكاتبات كمدا؟ "، ونشره قبل ذلك في حلقات صحفية، عدد خلاله أسماء كاتبات تعرضن للتهميش، والظلم، والإقصاء الأدبي، وممن عرض لهن الشاعر شعبان يوسف، شاعرة العامية، فريدة إلهامي، ونازك الملائكة، كما كتب يوسف عن كاتبات أخريات، تعرضن للتهميش والإقصاء، في مجالات السرد الأخرى، مثل الكاتبة الكبيرة الراحلة نعمات البحيري.
ولكن موضوع هذه السطور، ليس الكاتبات اللاتي متن كمدا، وهو الموضوع الذي غطاه جيدا الشاعر شعبان يوسف، بل أمر الجائزة الأدبية، التي يستحوذ عليها الرجال، الروائيون، والشعراء، وإذا تذكرنا مثلا جائزة مثل الجائزة العالمية للرواية العربية، أو جائزة البوكر العربية، سنجد أنه لم ينلها منذ انطلاقها عام 2008/2007 سوي روائية واحدة، هي السعودية رجاء عالم.
وفي مصر، فزن بجائزة ساويرس الثقافية، التي تمنحها مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، قرابة 17 كاتبة، منذ انطلاق الجائزة عام 2005، هن نسمة يوسف إدريس دورة 2005، ومريم نعوم – أفضل سيناريو- مناصفة عام 2007، وبسمة عبد العزيز عن مجموعتها "علشان ربنا يسهل" عام 2008، وريم بسيوني عام 2009 عن روايتها "الدكتورة هناء" المركز الأول فرع شباب الأدباء، وفي 2010 فازت منال موسى عن روايتها "غنا المجاذيب" وأميرة حسن الدسوقي عن مجموعتها "بس يا يوسف" عام 2012، كما فازت هدى حسين بالجائزة مناصفة مع محمود الورداني عام 2013 فرع كبار الكتاب، وفي دورة عالم 2014 نالتها منى الشيمي مناصفة أيضا في مجال الرواية مع ياسر عبد الحافظ، عن روايتها "بحجم حبة عنب" ودنيا القلش نفس الدورة عن روايتها "سيجارة سابعة" فرع شباب الأدباء، واقتسمتها سهيلة محمد حسن المركز الثاني فرع الرواية، كما فازت رانيا هلال بالمركز الثاني في المجموعة القصصية نفس الدورة، وفي عام 2015 حصدت أمل رضوان جائزة أفضل مجموعة قصصية فرع كبار الأدباء مناصفة مع عمرو العادلين وفي فرع الشباب فازت إيمان عبد الرحيم في فرع المجموعة القصصية مناصفة مع مصطفى ذكي، كما فازت وسام سليمان في مجال السيناريو فرع الكبار، وفي دورة 2016 نالتها هند جعفر مناصفة مع طه عبد المنعم، فيما حصدت سمر نور الجائزة عام 2017، مناصفة مع سعيد نوح، فرع المجموعة القصصية لكبار الكتاب، وفازت شيرين فتحي بالمركز الثاني مناصفة مع كاتب آخر في فرع شباب الأدباء في المجموعة القصصية.
أي أن جائزة ساويريس ظلمت الكاتبات بنحو أو بآخر، وطبعا لم تضع لائحة الجائزة شرطا أن تحصل كاتبة على الجائزة كل مرة، ففي بعض السنوات لم تظهر كاتبات مطلقا في قوائم الفائزات، مثل دورات أعوام 2006، و2011، بينما في دورة عام 2014، فزن 4 كاتبات دفعة واحدة، وفي دورة 2015 فزن 3 كاتبات.
ومن جائزة ساويرس، إلى جائزة نجيب محفوظ للرواية، التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة، سنجد أن الحاصلات على الجائزة، 9 كاتبات، هن حزامة حبايب 2017، ميرال الطحاوي 2010، أمينة زيدان 2007، سحر خليفة 2006، عالية ممدوح 2004، وسمية رمضان عام 2001، وهدى بركات عام 2000، وأحلام مستغانمي عام 1998، ولطيفة الزيات عام 1996 مناصفة مع الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد.
فيما فاز بالجائزة 14 روائيا، أي أن الغلبة للروائيين الذكور في هذه الجائزة، ولن يختلف المشهد كثيرا إذا ما حصرنا الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية، أو التقديرية منذ انطلاقها، وحتى الآن.