فى يوم المرأة العالمى تحية حليم مبدعة فى بلاد الدهب
استطاعت ان تعزف بفرشاتها أروع أنشودة للحب والسلام والتلقائية فى الفن وتتسم لوحتها بديناميكية الأشياء بداخلها وهى متعة التلوين تهتم باللون الأسود بعيداً عن مفهوم الحزن والتشاؤم ولصيقا بمفهوم الكمال
يعرض " دوت مصر " أبرز معلومات عن الفنانة تحية حليم التى اشتهرت بحبها للنوبة وعرضها لكل تفاصيلها عن طريق لوحاتها الفنية المميزة.
تحية محمد حليم (9 سبتمبر 1919 - 24 مايو 2003) فنانة تشكيلية مصرية اشتهرت بعاشقة النوبة .
ولدت في السودان فيما كان يعرف باسم سلطنة مصر، وهى الدولة المصرية تحت الحماية البريطانية بين عامي 1914 و1922.
عاشقة الفنون
و اكتسبت تحية حليم الرقة والحس المرهف وعاشت فى مرسمها بعيدة عن الضوضاء .
وحققت معادلة السهل الممتنع . وأهم مفردات تلك المعادلة "العنصر القومى" الذى اهتمت به فى أعمالها إيماناً منها بالاهتمام بكل ما هو محلى وقومى وإبرازه ، فوصلت للعالمية بقوميتها .
الخطوط الرأسية والعرضية
وتهتم الفنانة تحية حليم بالبناء فى اللوحة مستخدمة كل ما درسته أكاديميا مع إجادتها لتفاعل الخطوط الرأسية والعرضية والتنويع فى الخط واللون لخلق توازنات محسوبة يضاف إلى ذلك عنصر مهم وشديد الفاعلية وهو عنصر التلقائية لتخرج معادلتها الفنية ممزوجة بلا نشاز أو تفكك (قوة + بناء معمارى + تلقائية + فن سهل ممتنع ).
فنها ممزوج بالصدق الكامل والإنسانية المتمثلة فى لوحاتها مع الإحساس بالحرية والانطلاق المتمثل فى الرغبة فى تذويب الحدود والخطوط المتصلة فهى تبنى اللوحة وتحررها ليطيرا معاً .
ترسم انفعالاتها الجياشة
غادرت تحية حليم القاهرة بصحبة زوجها الفنان حامد عبد الله ليستقرا في الإسكندرية عروس البحر المتوسط يرسمان معالمها ويقيمان معارضهما وسرعان ما تفجرت طاقة الفنانة التشكيلية تحية حليم وهي كانت تقف على صخور شواطئ الإسكندرية تتأمل الأفق وتتشرب روح الوجود وتمسك فرشاتها لترسم انفعالاتها الجياشة وكان أول ما رسمته فرشاتها هو البحر الممتد إلى مالا نهاية بزرقته الداكنة وأمواجه المتدفقة وعلى الصخرة المطلة على سكون الماء كانت عينا الجميلة السمراء و تنتقل بين الحركة والسطح الأبيض بين صخب البحر وصمته وبين أدوات رسمها وفضاء الكون الممتد أمامها.
النوبة
وسافرت الفنانة إلى الجنوب حيث النوبة بكل أسرارها وغموضها فوقع العشق عندما كانت في الأقصر مع بعض صديقاتها تزور الآثار الفرعونية القديمة وصممت على أن تكتشف النوبة التي لم تكن قد قرأت شيئاً عنها من قبل وهكذا بدأت رحلة الفنانة تحية في النوبة عام 1962 عندما انضمت لبعثة الفنانين التشكيليين التي نظمتها وزارة الثقافة المصرية والتي قضت شهراً على مركب تتجول بين القرى النوبية الممتدة على ضفاف النيل لتعش مع أهلها وساكنيها.
البساطة والجمال
وقالت الفنانة تحية عن انطباعاتها عن بلاد النوبة "وجدت أناساً طيبين في غاية النظافة والبساطة والجمال يتحدثون بهدوء ويسلكون سلوكاً راقياً كرماء ودودين ومحبين للخير ، عطوفين على صغارهم وكبارهم وهذا هو الرقي في أنبل صورة ، إخاء ، أمانة ، محبة ، أخلاق عالية ورفيعة ، هذه هي الحضارة ليست عندهم تكنولوجيا أو أية منجزات عصرية ، لكنهم راقيين ، لذا أحببتهم وقلت : هؤلاء الناس متقدمين ومتمدينين في كل شيء " .
وكان نتاج رحلة تحية حليم إلى النوبة ومعايشتها لأهلها وما تلتها من رحلات أخرى في حقبة الستينات على فترات مختلفة لوحات عديدة رسمتها فرشاة هذه الفنانة المبدعة لوحات عديدة امتلأت وتشبعت شكلاً وموضوعاً نخامات النوبة وطبيعتها الفطرية .
ومن أبرز هذه اللوحات : قرية نوبية – 1962 ، سيمفونية النوبة – 1962 ، الماشطه – 1963 ، السيدة والمصباح – 1965 ، عازفان من النوبة – الخبز من الصخر- 1964 ، وهذه اللوحة الأخيرة كانت تصوير من خيال الفنانة تحية حليم ونالت عنها جائزة الدولة التشجيعية عام 1964 . وحول هذه اللوحة التي تعتز بها تحية كثيراً تقول
السد العالي
أما لوحة “أفراح السد العالي” التي رسمتها الفنانة تحية عام 1965 فكانت عملاً ضخماً من ذهب وألوان زيتية فريسك وتقترب من الرسوم الحائطية عند الفراعنة .. ترى فيها مركبين على النيل تلاقت يوم الاحتفال بافتتاح السد العالي في إحداهما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرتدياً جلباباً أبيض مع أربعة من صحبة ويقدم لأهالي النوبة الذين خرجوا لاستقباله مرحبين ومبتهجين سنابل القمح رمزاً للخير .
من الجوائز التي نالتها: جائزة “جوجنهايم” التي فازت عام 1958 عن لوحة "حنان" وهى الآن محفوظة بمتحف جوجنهايم بنيويورك، جائزة الدولة التشجيعية عام 1968 عن لوحة “خبز من الصخر” 1966 وهي لوحة من حصاد تجربتها النوبية وتوفيت في 24 مايو 2003
اقرأ ايضا :
الحفار كينتنج الاسرائيلى.. مهمة الحاج التى نفذتها القوات البحرية سنة 1976