اليوم العالمي للمرآة .. علا ونرمين حكايات لـ "ستات قادرة"
حين تقف بنا الحياة وقت الأزمات، نشعر أننا لم نأخذ حظنا من حلاوة الدنيا، لكن دائما ما تعود بنا الأيام لتفتح ذراعها وتعطينا الأمل، ولأن حظوظ الست المصرية في العمل قليلة، ولأن العمل الحر دائما يعطيها دافعا أكبر للحرية والانطلاق والنهوض بعائلتها ومجتمعها، فكثيرات منهن تحاربن للانطلاق نحو تأسيس عمل حر خاص، يجعلهن سيدات أنفسهن وبيتها وعملها.
فى السطور التالية نعرض قصتي نجاح لسيدتين تخطيا أزمتهما وطورا من أنفسهما.
"سنجل مامى"
"أسست حضانة عشان تصرف على ابنتها"
"علا أحمد" استطاعت أن تعبر أزمتها بعد طلاقها من زوجها، فطورت نفسها وأسست مشروعا خاصا، الحياة توقفت بها بعد طلاقها وشعورها بالوحدة كأي أم وعودتها مرة أخرى في منزل والدها بعد رفضهم أن تعيش بمفردها هي وطفلتها ذات الـ 4 سنوات، إلا أن عزيمتها وقوتها كانا وقودها لجمع مبلغ لتأسيس مشروع خالص. اقترحت إحدى صديقاتها عليها مشروع شراكة في حضانة فوافقت "علا" واقتنعت أن بداية نجاحها من هنا، ونظرا لشعورها بظروف أى سيدة مطلقة وليها طفل "سنجل مام" قررت تدعيمهن بتحفيض 15? على رسوم الاشتراك للحضانة للطفل الواحد.
حكت علا: "أنا أتجوزت من 6 سنين عن قصة حب وانفصلت من حوالى سنة ونصف بعد مشاكل بين وبين طليقى كان لازم ننهيها بالشكل ده، وللأسف انفصلت بقضية خلع لرفضه دفع المؤخر، إلا أنى بعد ما كسبت القضية رفعت بعدها قضايا نفقة لي ولابنتي ورغم كده مكنش ملتزم بالدفع، فقررت أنى لازم أنزل اشتغل عشان يبقى عندى قدرة للعيش أنا وابنتي ".
وأضافت، وفعلا نزلت اشتغلت فى شركة محاسبة ومنها بدأت أتنقل من مكان لمكان وجمعت فلوس وشاركت أحد زميلاتى فى مشروع الحضانة فى مدينة نصر، واستكملت : "أقل حاجة أقدر أقدمها لأى سنجل مام زيى ومطلقة بتصرف على أطفالها هى خصومات فى اشتراك طفلها فى الحضانة وهو نوع من الدعم ليها ولتعليم طفلها".
"الأسطى نرمين".. وقفت بجوار زوجها المريض وأصبحت "نقاشة"
"الأسطى نرمين" حكايتها تختلف عن "علا" إلا إنها نفس "دماغ" الست المصرية الأصيلة بعد إصابة زوجها بمرض النقرس المزمن، ونظرا لظروف عمله "نقاش" أصيح ممنوعا من الوقوف.
قالت: "أمي علمتنى أنى أقف جنب جوزى فى السراء والضراء، ولما تعب افتكرت كلامها، واتعلمت مهنته فى النقاشة ولزق ورق الحائط ودهان "الأويما" ووقفت فوق السقالة ونزلت أجيب الخامات واشتغلت بدلا منه لحد ما ربنا يعافيه.
واستكملت الأسطى نرمين حكايتها مع مهنة النقاشة التي لم تتخيل أبدا أنها ستصبح واحدة من أمهر الأسطوات في دهان الخشب وبراويز الديكور داخل شقق الزباين، مضيفة: "أنا لدى 31 عاما أم لثلاث بنات وولد، بدأت العمل فى ورشة زوجى "عاطف" من سنتين بعد مرضه بالنقرس المزمن، الذي أدى إلى تآكل مفاصله وصعوبة في التحرك والوقوف على قدميه لفترة طويلة.
وأضافت: " لم استسلم لهذا الوضع بعد أن علمت أن المرض سيأخذ وقتا طويلا في العلاج ويحتاج لمصاريف أكثر هو وبيتي وأولادي ، وقتها اتخذت قرار تعلم مهنة زوجي والعمل في ورشته، وبالفعل أقنعته بأنه الحل الوحيد لإنقاذ الأسرة وبعد التدريب أصبحت الأسطى الكبير في الورشة وصاحبة الإيد الشغالة في المنطقة".
وتكمل نرمين، لازم أرد الجميل لعاطف زوجي، تزوجته في سن صغيرة 16 سنة، ولم يبخل علي أنا وأولاده طوال سنوات زواجنا وأكرمني على قد ما قدر من شغل إيده وورشته، وبعد مشوار طويل بين الدكاترة ومعامل التحاليل تم تشخيص مرضه بالنقرس وطلب الدكاترة منه الراحة التامة، بعد أن تسبب المرض في عجزه عن الوقوف لمدة طويلة، وأنا أهلي علموني أني لازم أقف جنب زوجي في شدته".
وتابعت: "بعرف أقرأ وأكتب علشان أحاسب الزباين، وحبيت الشغلانة واتشطرت فيها خلال سنتين، اتعلمت أدهن الصالونات والأنتريه وأقوم بلصق ورق الحائط، وتركيب أسقف (جبسوم بورد) وأقف على سقالة وأدهن الكرانيش".
وخلال فترة عملها ذاعت شهرتها وتنقلت ما بين 50 شقة للعمل بها بصحبة زوجها الذي قرر ملازمتها في كل عمل تقوم به خارج الورشة، وتعاملت مع ناس بسيطة في مناطق شعبية وناس من مناطق راقية واستطاعت التعامل معهم.
وتمنت نرمين أن يوفقها الله في مهنتها، وأن تؤمن مستقبل أولادها وعلاج زوجها، وأن يساعدها أحد رجال الأعمال بشقة تمليك، نظرا لرفع سعر إيجار الشقة التى تعيش فيها والورشة التى تعمل بها شهريا.
اقرا ايضا:
فيديو.. قومي المرأة: "الستات مسؤولة عن تكريس ثقافة سي السيد"