رعب الفيمنست.. دولة قاطع فيها الرجال النساء بسبب #MeToo
انطلقت حركة #MeToo كوقفة عالمية ضد حالات التحرش والاعتداء الجنسي التي تتعرض لها النساء عالميا، وذلك بعد تفجر الهاشتاج ردا على فضائح التحرش في هوليوود.. ولكن لم تتخيل النساء في كوريا الجنوبية أن تتسبب الحركة في تعرضهن لموجة مقاطعة في أماكن العمل من زملائهن الرجال.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة سلطت صحيفة "التليجراف" البريطانية، الضوء على الظاهرة الجديدة التي اشتكت منها الكوريات على مواقع التواصل الاجتماعي ومكتب العمل الكوري.
قاعدة بنس
مقاطعة الرجال للنساء في أماكن العمل أصبحت ظاهرة لها اسم خاص بها وهي "قاعدة بنس" .. إذا كان الاسم ليس غريبا عليك فربما لأن الاسم مستوحى فعلا من اسم مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الذي وضع قاعدة لنفسه وهي ألا يتناول الطعام أبدا مع أي امرأة منفردا أو يحضر لمناسبة رسمية أو اجتماعية يتم تقديم الكحول فيها بدون أن تكون زوجته حاضرة لتشهد على حسن سلوكه.
وتروي "شيو سن إلبو" الموظفة في إحدى الشركات الكروية إنها لم تحضر مناسبة مهمة كان يمكنها أن تحصل على أرقام هواتف شخصيات مهمة لتوسيع قاعدة علاقتها الاجتماعية والمهنية وذلك لأن الشركة أعلمتها أن الموظفات النساء لن يحضرن المناسبة التي سيتم تقديم خمور فيها لتواجد زملائهن الرجال ورؤسائهن الرجال.
وقالت الموظفة البالغة من العمر 29 عاما "أنا لم أفعل شيئا خاطئا ولكني شعرت أنه يتم التعامل معي وكأني أخطأت".
حملة #MeToo
كوريا الجنوبية من الدول الأسيوية القليلة التي اجتاحتها حركة #MeToo أواخر العام الماضي.. وكان السبب في ذلك هو القصة التي نشرتها وسائل الإعلام الكورية عن امرأة كانت تشغل منصب المدعي العام ولكن تعرضت حياتها المهنية للتخريب بسبب تعرضها للتحرش الجنسي على يد مسؤول حكومي رفيع المستوى تعمد لمسها والإمساك بها على غير رغبتها في مكان العمل.
وكانت قصتها التي وصفتها وسائل الإعلام بالشجاعة سببا في تعاطف الكثير من النساء معها وانطلاق الهاشتاج لفضح قصص التحرش في البلاد.. وتسببت الحركة في استقالة نجم سياسي صاعد يدعى "أن هي- جونج" بعد اتهامات ضده بالاغتصاب.
بينما المخرج الكوري الشهير "كيم كي-دوك" الذي تم تكريمه في مهرجانات دولية كبرى مثل كان وبرلين والبندقية أصبح أحدث الرجال الذين دمرت سمعتهم في حركة #MeToo.. وذلك عندما اتهمته امرأة بالاغتصاب بينما هو يصر أنه كان على علاقة بها برضاها وموافقتها.
وسط كل هذا الجدل لم تتوقع الموظفة المحافظة "شيو سن إلبو" أن تضرب الحملة حياتها المهنية ووظيفتها في مقتل.. خاصة وأن مجال الأعمال والاقتصاد في كوريا الجنوبية تحت سيطرة الرجال.. فلا توجد كثير من الشركات الكبرى تترأسها النساء.. والأن هي وزميلاتها يتم استبعادهن عمدا من أي رحلات خارجية تخص العمل أو أي اجتماعات لمسؤولي الشركة مع الموظفين.
الرجال يخافون
كان هذا تعليق من أحد الموظفين الرجال حيث قال رافضا الكشف عن اسمه في أحد التعليقات على فيسبوك "كيف تضمن إن كانت زميلتك لن تتهمك بالتحرش أو الاغتصاب لو تحدثت معها أو اختلفت معها وحاولت هي الانتقام منك".
وقالت موظفة أخرى في شركة شحن كورية مؤكدة على كلامه إن رئيسها في الشركة اعتاد أن يكون "شخصا ودودا يتحدث معها ومع باقي الموظفات كثيرا بشكل عادي والأن أصبح يرسل لهن تعليمات العمل في رسائل نصية" والأكثر من هذا إنه قال لعدد من زملائه إنه "لا يريد أن يتم فهمه بشكل خاطئ".
عزلة اليوم العالمي للمرأة
تعليقات الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي على هذه القصص جاءت في أغلبها مؤكدة والبعض رفض التصديق أن الأمر بهذا السوء.. ولكن الغالب في موقع "ريديت" هي قصص الرجال التي تؤكد أن على النساء الأن تقبل العزلة إذا كانت تريد يوم عمل بلا مشاكل للزملاء الرجال الذين توقفوا عن الحديث معهن.
وقال أحد مستخدمي الموقع "قرأت قصص مثل هذه قبل نصف ساعة وعند وصولي للعمل فوجئت بتحذير من رئيسي في الاجتماعي الصباحي اليومي ينصحنا فيه بالحذر من حركة #MeToo".
وقالت امرأة أخرى "كنت أظن أن هذا هراء ولكن بعض الشركات والمديرين يفعل هذا حقا إنهم خائفون".
وقاد هذا لفتح الحديث بين أعداء الحملة الذي قالوا إنها لم تساهم في حماية النساء بل عزلتهن عن المجتمع والأكثر من هذا هو أن هذه الحركة تروج لأخلاقيات العصر الفيكتوري حيث هناك حدود لتعامل الرجال مع النساء وتفرقة بين الجنسين.
وكان هذا ما ذكرته 100 شخصية نسائية في فرنسا بينهم الممثلة الشهيرة كاثرين دينوف حيث وقعن خطابا مفتوحا يقول إن #MeToo تهدد العلاقات بين الرجال والنساء وأنها حركة معادية للرجال، والأكثر من هذا فإنها تقضي على أي فرصة للرجل للتقرب من امرأة لمحاولة التغزل فيها أو المزاح معها أو حتى تكوين صداقة معها.
اقرأ أيضا
بعد هارفي واينستين.. "Me too#" ينفجر بقصص التحرش على تويتر