في ذكرى انتهاء حرب فلسطين.. "فأر" إسرائيل يثير غضب "تل أبيب"
فأر يستوطن جحرا لا يمتلكه، يعلم جيدًا أنه إذا خرج للنور سينكشف أمره، وتكثر "سكاكينه"، فما به إلا أن يبقى مختبئا عن أعين الجميع، على الجانب الآخر يحاول سكان المكان اصطياد الفأر بكافة الوسائل، لكنهم دائمًا ما يفشلون إما لمشاكل داخلية، أو "قلة حيلة"، على نفس الوتيرة السابقة، تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو، لإعلان دنماركي، شبه ممارسات الاحتلال الإسرائليي داخل الأراضي الفلسطينة بفأر "يلبد في جحر" غيره، فيحاول ممثل الإعلان اصطياد الفأر وإخراجه إلى مكان آخر بطريقة ساخرة، ما يغضب "تل أبيب" وسكانها بالكامل.
المثير هنا أن التوقيت الذى يتداول فيه نشطاء "فيس بوك" مقطع الفيديو، يأتي متزامنًا مع انتهاء حرب فلسطين عام 1948، والتي نشبت بين كل مصر، والأردن، والعراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين، والتي تشكلت من "البلماخو، الإرجون، والهاجاناه، والشتيرن، والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين"، عقب إنهاء المملكة المتحدة انتدابها على فلسطين.
ففي الوقت الذي كانت القوات البريطانية تنهي انتدابها الكامل لفلسطين، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لزرع شوكة جديدة في ظهر الشرق الأوسط تدعى إسرائيل، حيث صدر وعد "بولفور" وعرف فيما بعد باسم "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، وأقر بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية، وأخرى عربية، الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجومًا عسكريًا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو عام 1948 وحتى مارس 1949، لكنها باءت بالفشل لتهزم القوات العربية، وتبدأ معها رحلة معاناة فلسطين مع اغتصاب الكيان الصهيوني.
بداية الحرب
وصلت الجيوش العربية من مصر، وسوريا، والعراق، والأردن، والسعودية، ولبنان إلى فلسطين، وهاجمت القوات العربية المستعمرات الصهيونية المقامة في القدس، فيما هاجمت القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب، أما عن الجبهة الأردنية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948، ثم ازدادوا إلى أربعة مع مضي الحرب، بالإضافة إلى عدة كتائب مشاة.
استطاعت القوات العربية الحفاظ على القدس والضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب، وكانت خسائر الإسرائيليين في هذه المعارك ضخمة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ومؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون، عام 1948 أثناء خطابه أمام الكنيست: "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
وعلى الجبهة الشمالية استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية، واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخل مجلس الأمن، وفرض قراره بوقف إطلاق النار في 10 يونيو 1948، مع حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية، لكن إسرائيل كعادتها اخترقت القرار وواصلت القتال في ظل احترام القوات العربية قرار مجلس الأمن، لتنقلب الطاولة لصالح اسرائيل خاصة بعد تزويدها بالعتاد والسلاح الحديث من قبل الموالين لها.
معارك الجيش المصري
خاض الجيش المصري معارك حاسمة في فلسطين لعل أبرزها الفالوجة، وهناك أبلى الجيش المصري بلاء حسنًا، لكن النهاية لم تكن كالمتوقع، حيث وقعت القوات المصرية في حصار من قبل العصابات الصهيونية وسط صحراء النقب، وكان جمال عبد الناصر، ومعه عبد الحكيم عامر، من الضباط المحاصرين، داخل كتيبته جنوب فلسطين، والذين شكلوا مع زملائهم فيما بعد تنظيم الضباط الأحرار.
اقرأ أيضًا..
الجامع الأزهر..تاريخ الترميمات..أول أثر فاطمي عاصر تأسيس القاهرة وظل باقيا