هدوء يسود المكان، المرضى ينظرون إلى بعضهم البعض، وأعين كل منهم تحمل قصصا عدة، فما بين مُعانين من مشاكل شخصية، وآخرين كتب لهم القدر أن يرثوا أمراضًا لم تكن بإختيارهم، امتلأت الاستراحة الخارجية للمستشفى، الكل ينتظر دوره للدخول إلى غرفة الكشف.

هنا "مركز الطب النفسي" بمستشفى الدمرداش، 28 عامًا مرت على بناء هذا المبني الذي أسسه الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، ومنذ ذاك الوقت أصبح المركز قبلة لمن يعانون أعراضا نفسية، خاصة بعد تخفيض مصاريف الكشف إلى 5 جنيهات فقط، وتقديم العلاج بالمجان للطبقات الفقيرة.

"دوت مصر" أجرى تجربة ميدانية، للتعرف على تفاصيل أدق عن العلاج النفسي داخل هذا المبني.

2 شاي

ما أن تطأ قدمي داخل المستشفى، تذهب تلقائيًا إلى شباك التذاكر، يأخذ الموظف بطاقتك الشخصية ويدوين بياناتها داخل كشوف المرضى، مقابل الحصول على 5 جنيهات فقط. 

انصرفت لاستكمال رحلة الكشف فإذا بالعامل ينادي "يا أستاذ اتفضل خد الورقة دي كمان"، نظرت إلى الورقة فوجدت  مكتوبا عليها "2 شاي"!!.

سارعت في سؤال العامل، "يعني إيه اتنين شاي؟"، فكان رده: "حضرتك تشرب بالورقة دي 2 شاى فى الاستراحة اللى بره لحد ما دورك يجي، دي خدمة للمرضى". حالة من التعجب سيطرت على بعد سماع هذه الكلمات، فأوضاع المستشفيات الحكومية تطورت كثيرًا عن ذي قبل، فتوجهت إلى استراحة المرضى، لانتظار دوري في الكشف.

5 سنوات 

"أكتر المرضى المترددين على المكان من الشباب ويليهم كبار السن"، كلمات بدأ بها مصطفي محمد، موظف الاستقبال، حديثه معنا واصفًا المشهد اليومي للمستشفى منذ تعيينه بها قبل أكثر من 5 سنوات، فالشباب يمثلون النسبة الأكبر في المرضى، وتعاني أكثر الحالات من صدمات مجتمعية سواء علاقات عاطفية، أو مشاكل أسرية وصلت بالشاب أو الفتاه لحالة من الاضطراب النفسي.

وأضاف "مصطفي": توجد حالات أخرى تعاني من قلة النوم، وآخرين يحاولون الإقلاع عن التدخين، فالمستشفى بها شق مخصص لعلاج هذه الحالات أيضًا.

رحلة العلاج

العلاج يكون في أغلب الأوقات مصدر ذعر، خاصة للطبقات الفقيرة، فما جدوى الكشف المجاني دون وجود ثمن العلاج. 

محمد حسن، أحد الممرضين، أوضح لنا أن المستشفى توفر للمرضى أصحاب الحالات الحرجة علاجًا بالمجان، مع توافر غرف للحجز سواء "كبار سن- شباب - أطفال" تسمى غرف التأهيل، إذا لزم الأمر ، أما عن المرضى أصحاب الحالات غير الحرجة، يحدد لهم الطبيب المكلف بالكشف عليهم ميعاد آخر، لاستكمال رحلة العلاج.

اقرأ أيضًا..

ممارسات "مستشفى العباسية" تثير الجدل.. والنواب: فين وزير الصحة؟

شاهد| «المقابر السويسرية».. 120 عاما من العزف على أجساد الموتى