تحل اليوم الذكرى 207 على مذبحة القلعة التي أطاح بها محمد علي باشا بالمماليك من الحكم قاضيا على مسلسل المنازعات بينه وبينهم ومنفردا بحكم مصر تماما.. ولكن هل لاحظت أن أحداث مذبحة القلعة تتشابه كثيرا مع مذبحة الزفاف الأحمر في Game of Thrones وبأكثر مما ظهرت في الرواية الأصلية.. سواء في الأحداث أو السبب وحتى النتيجة.

تخلص من أعداءك في ضربة واحدة

التشابه الواضح .. المماليك عدو قوي لمحمد علي وخطته لإنشاء إمبراطورية كما إنهم الحكام القدامى ويرون أنفسهم أحق منه بالحكم ولذا كان من الضروري بالنسبة لمحمد علي التخلص منهم ولكن كيف يتم هذا بدون استنفاذ قوته في محاربتهم في معارك منفردة.. الحل كان التخلص منهم كلهم مثلما فعل تايوين لانيستر.

الحفلة 

تشابه واضح أخر.. ففي 1 مارس 1811 أقام محمد علي حفلا لتوديع الجيش المصري الذاهب للحجاز بقيادة ابنه طوسون .. وكانت تلك مناسبة جيدة يمكن استغلالها للتخلص من المماليك.. بنفس الطريقة كانت خدعة الزفاف الأحمر في Game of Thrones حيث تجمع عدد كبير من النبلاء الشماليين أنصار روب ستارك لحفل زفاف ولقوا جميعا مصرعهم في الحفل الدموي.

لا يهم إن كرهك الناس

هدف محمد علي كان السيطرة المطلقة على مصر وصنع امبراطورية حديثة وكان لا يمكنه أن يسمح للمماليك بمنافسته في الحكم فهو كجندي جاء لمصر لمحاربة الحملة الفرنسية رأى مدى قوة وتطور الجيش الفرنسي مقارنة بالمماليك الذين في نهاية الأمر من بقايا العصور والوسطى.

ولكن تحقيق هذا الهدف جلب الكراهية والخوف والغضب لمحمد علي فحتى زوجته أمينة هانم نصرتلي كانت في حالة صدمة شديدة من خبر المذبحة وخافت من زوجها وامتنعت عنه طوال حياتها حتى مماتها، وحتى المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي يروي إن ما حدث كان النقطة السوداء في سجل محمد علي وقال عنه "وأشيع في الناس في الأمصار والقري بأنه تاب عن الظلم وعزم علي إقامة العدل، ففرح أكثر المغفلين بهذا الكلام".. هذا يدل على حجم الكراهية التي حصل عليها محمد علي في أعقاب المذبحة.

وهو نفس الشئ الذي حدث بعد مذبحة "الزفاف الأحمر" حيث ارتبط اسم عائلة لانيستر كلها بالمذبحة لكنهم في النهاية كانوا حققوا ما يريدون.

اقرأ أيضا

القاهرة تحتفل بالذكرى الـ1048على إنشائها.. قصور المماليك المنسية