التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:37 ص , بتوقيت القاهرة

رشف من كوب ماء.. هكذا نعى "محمد على " المماليك فى مذبحة القلعة

كيف كان شعور محمد على باشا وهو يجلس في قصره، يسمع صوت طلقات السهام والرصاص التي انهالت على المماليك بمذبحة القلعة..؟


سؤال ظل يراود خيالنا ونحن نطالع كتب التاريخ كلما ذكرت مذبحة القلعة المذبحة، التي نفذها مؤسس مصر الحديثة ليتخلص من أعدائه المماليك بعد فشل الحكام السابقين في التخلص منهم لما يقرب من 600 عاما ظل فيها المماليك يحكمون قبضتهم على الشعب المصري.



الإيطالى ماندريتشى، طبيب محمد على، والشاهد على مذبحة القلعة يحكى في مذكراته شعور محمد على باشا إبان حدوث المذبحة قائلا:" كان الباشا جالساً في قاعة الاستقبال، وقد ظل هادئاً إلى أن تحرك الموكب فساوره القلق والاضطراب، وساد صمت عميق، إلى أن سمع صوت أول رصاصة، فوقف وامتقع لونه، وظل صامتاً، إلى أن حصد الموت معظم المماليك".


مشهد آخر يصفه طبيب محمد على فور الانتهاء من المذبحة وهو يؤكد أنه فور دخوله على محمد على وهو يقول له : "لقد قضى الأمر واليوم يوم سعد لسموكم" حينها صمت "الباشا محمد" طويلا وطلب كوب ماء شربه جرعة واحدة.


مذبحة القلعة


مذبحة القلعة رافقت طموح محمد على باشا الذي أراد أن يسيطر على الحكم بعد 6 سنوات من ولايته، فوجد أن المماليك يمثلون عقبة كبيرة أمام إحكام سيطرته على مصر، نظرا إلى النفوذ الذي كانوا يملكونه، فقرر أن يدبر مكيدة لهم داخل أسوار القلعة للتخلص منهم، ضمن خطته للتخلص من كل أطراف المواجهة الداخلية، حتى لا يترك لأحد منفذا لأن ينافسه في سلطاته، أو يبسط نفوذه معه، فكان مشهد الدماء يسيطر على رأسه.


مذبحة القلعة


لكن المذبحة يلزمها مناسبة لجمع عدد كبير من الحضور، ففكر محمد على أن يستغل طلب السلطان العثماني محمود الثاني (1808- 1839م) بإرسال حملة عسكرية لمواجهة التمرد الوهّابي ببلاد الحجاز، لتكون زريعة لدعوة المماليك، وهو ما استغله محمد علي لدعوتهم على مأدبة بالقلعة للاحتفال بتنصيب ابنه على رأس الجيش الخارج للحجاز، ثم تدبير المكيدة والتخلص منهم في غضون ذلك.


دعوة المماليك لحفل


وفى مارس من عام 1811م أرسل محمد علي في دعوة المماليك لحضور حفلة بالقلعة، ونادى المنادي في شوارع القاهرة بالأمر، فصعد كبار الأمراء المماليك، وقد استقبلوا الأمر بحفاوة وتقدير بالغين.


ولكن حين هموا بالمغادرة وجدوا الطرق ضيقة للغاية يستحيل فيها العودة إلى الخلف، ليصبح الحصار محكما، ما ساهم في قتل ما بين 400 إلى 500 أمير مملوك، أما في الأيام التالية للمذبحة وصلت الضحايا إلى حوالي 1000 مملوك، وبعدها أرسل إبراهيم باشا ابنه لمحاربة فلول المماليك، ليقتل عددا كبيرا من الهاربين.


هروب الناجى الوحيد من مذبحة القلعة


 وكان من أبرزالهاربين من المذبحة، أمين بك الذي قفز بحصانه من فوق سور القلعة الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 20 مترا ، ولما صار على مقربة من الأرض قفز هو مترجلا ، ومات الجواد من شدة السقوط.


هروب الناجى الوحيد من المذبحة


 وتقول الرواية التاريخية أن بعض البدو رأوا أمين بك مغشياً عليه ، فأسرعوا إلي سرقة سلاحه ونقوده وضربوه بالسيوف فأصابوه إصابة بليغة في عنقه، ولكنه لم يمت، وعثر عليه آخرون فقاموا بإخفائه ومعالجته حتى شفي واستطاع اللجوء إلى سوريا.


إقرا ايضا 


بالفيديوجرافيك.. تعرف على 7 أكلات شعبية أصولها مش مصرية