كيف نفهم الصراع الدموى بين البوذيين والمسلمين فى سريلانكا ؟
تصاعدت حدة التوتر من جديد بين البوذيين والمسلمين فى سريلانكا التى أسفرت عن سقوط 5 مصابين على الأقل بجروح إثر اشتباكات عنيفة بين الأغلبية السنهالية البوذية والأقلية المسلمة فى شرق البلاد، مما تسبب فى تدمير مسجد وإلحاق الضرار فى عدة متاجر، الأمر الذى يعيد للأذهان أعمال العنف التى اندلعت ضد المسلمين العام الماضى.
الأقلية المسلمة فى سريلانكا
يبلغ إجمالى نسبة المسلمين فى سريلانكا 9 % تقريبا من سكان الدولة التى تقع في جنوب آسيا، البالغ عددهم نحو 21 مليون نسمة، فيما تمثل الأغلبية البوذية 70 % تقريبا، أما الهندوس فتصل نسبتهم إلى 13%، ومن حين لآخر تندلع اشتباكات العنف ضد المسلمين من قبل البوذيين الذين يستخدمون خطاب الكراهية ضد المسلمين المسالمين، وفى كثير من الأحيان تتشكل جماعات بوذية غوغائية لممارسة العنف المسلح ضد الأقلية المسلمة، مما يسفر عن سقوط عشرات القتلى فى نهاية المطاف.
أسباب مهاجمة البوذيين للأقلية المسلمة فى سريلانكا
فى الفترة الراهنة، زعمت جماعات بوذية متشددة أن المسلمين، يجبرون السكان على اعتناق الإسلام وتخريب مواقع أثرية بوذية، وبعد نشر هذه الادعاءات المحرضة هاجم البوذيون، المسلمين مما تسبب فى إصابة 5 أشخاص وإلحاق الأذى فى 4 متاجر ومسجد.
وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، حيث تعود أحداث مشابهه لذلك، حينما أثارت قضية ذبح الدواجن والماشية على الطريقة الإسلامية فى سريلانكا، جدلا واسعا هناك، ومن ثم نظم الرهبان البوذيين مسيرات تحريضية ضد المسلمين، مع انتشار دعوات بوذية بمقاطعة أنشطة الأعمال التى يديرها المسلمون إلى جانب الشكوى من زيادة حجم الأسر المسلمة.
كما أن الحركات البوذية تستغل حالة التذمر الاقتصادى التى تشهدها سريلانكا ضد المسلمين، كما يحدث فى بورما التى تشن حملة تطهير عرقى واسعة ضد أقلية الروهينجا المسلمة، على الرغم من أن التعاليم البوذية ترفض العدوانية والاعتداء على الآخرين رفضا مبرما.
تاريخ العنف ضد المسلمين فى سريلانكا
شهدت سريلانكا حربا أهلية بعد اندلاع توتر عرقى هز أراضيها فى عام 1983، حيث قُتل 60 ألف شخص فى مذبحة كبرى، حينما سعى تمردت جماعات انفصالية تاميلية عن الحكومة التى تهيمن عليها أغلبية سنهالية، من أجل الحصول على موطن للتاميل في شمال وشرق البلاد.
ونمور التاميل تُعد منظمة سريلانكاية مسلحة تأسست فى عام 1976، بهدف إقامة دولة تاميل إيلام مستقلة في شمال وشرق سريلانكا، وهى من القوى الفاعلة التى شاركت فى الحرب الأهلية التى تعتبر أطول الصراعات المسلحة فى آسيا.
تلك الحرب الأهلية الدموية التى وقع فيها جرائم حرب ضد المسلمين على يد متمردى التاميل، وعلى الرغم من انتهاء هذه الحرب فى الماضى القريب عام 2009، إلا أن غضب البوذيين عاد بقوة مرة أخرى ضد الأقلية المسلمة فى الآونة الأخيرة.
اقرأ أيضا..