ما هو أول ما يجذب انتبهاك لمشاهدة فيلم ما.. الممثلون في دور البطولة أم المخرج؟ هذه إجابة شائعة لكن أهم شيء في فيلم Molly's Game هو أرون سوركين، كاتب السيناريو، والذي يقوم أيضا بالإخراج لكن نحن نشاهد هذا الفيلم من أجل سوركين الذي يعد من أفضل كتاب السيناريو حاليا في هوليوود حتى لو لم يكن أفضل مخرج، ولكن ربما نكون متسرعين، فهذه هي أول تجربة إخراج له.

Molly's Game مستوح من قصة حقيقية حول لاعبة أولمبية سابقة تنتهي مسيرتها في الرياضة ولعبة التزلج على الجليد لتتحول بعدها لملكة لعبة أخرى وهي البوكر.. مولي بلوم "جيسيكا شاستين" تقع في مشكلة مع FBI التي يتهمها بقائمة طويلة من الاتهامات، منها التعامل مع المافيا وخرق قانون لعبة القمار في أمريكا.. من ثم تسعى هي للحصول على مساعدة المحامي شارلي جافي "إدريس إلبا" حتى تبرأ نفسها.

الفيلم قد يكون ملخصه عاديا لكن ما يجعله رائعا هو طريقة تناول سوركين للقصة، ليس كمخرج بل ككاتب سيناريو .. من اللحظة الأولى يجذبك أسلوبه المعتاد.. الجمل القصيرة السريعة التي تبدو كلكمات في الوجه لكنها مع ذلك تعطيك أكبر قدر معلومات في وقت قصير.. هذا لا يعني أن الفيلم كله يسير بأسلوب السرد هناك العديد من النقاد يرون أنه من الأفضل مشاهدة القصة وليس أن يحكيها شخص ما.. ولكن مع سوركين تشعر بأن هذا السرد غير مخل بروح الفيلم إطلاقا.. فحتى لو لم تعرف ما هي قواعد البوكر فإن السرد في الفيلم لن يجعلك تشعر بالضياع في القصة.

جيسيكا شاستين من أفضل الممثلات حاليا ولم تخيب الظن بها أبدا في Molly's Game، فهي مناسبة جدا لشخصية امرأة طموحة تحقق أعلى قدر من الثروة والنجاح في وقت قصير وتحاول الثبات والاحتفاظ بقوتها رغم أنها تواجه مشاكل قانونية كثيرة تكفي لسجنها.

وهي في الحقيقة تلعب شخصية يمكن للكل التعاطف معها، فهي ابنة عائلة ناجحة ووالدها يطالبها بنفس القدر من النجاح مثل شقيقها البطل الأوليمبي، وهو موقف يشعر به الكثير في الحقيقة فربما تشعر بالضغط من عائلتك إذا لم تحقق نجاحا في الدراسة أو العمل خاصة لو كان في هذه العائلة فردا ناجحا أو مشهورا تتم مقارنتك به طوال الوقت.. والسبب في هذا الشعور يعود في الواقع للنجم كيفن كوستنر الذي نكتشف في مشهد واحد أنه في النهاية مجرد أب يريد لأبنائه التفوق.

هذا يخلق دافعا لدى مولي للنجاح فهي تنتقل من كونها مجرد مساعدة لصاحب شركة عقارات لإدارة لعبة بوكر لا تشارك هي فيها، بل تحصل على "البقشيش" منها، وحتى خطتها في النجاح في هذه اللعبة وكيف تصبح هي نجمة فيها من خلال البقشيش.. هنا يبدأ الفيلم في إظهار ما هي المشكلة وما الذي تريده مولي وما الذي يريده مكتب التحقيقات الفيدرالي.

الفيلم إيقاعه سريع بفضل سيناريو سوركين، لكن مشكلته الحقيقية كانت في بعض مشاهد البداية، فقد تجد نفسك في حيرة للحظات "هل هذا المشهد في الماضي أم الحاضر؟".. هناك أيضا بعض المشاهد التي كان يمكن عدم الإطالة فيها لأنها أصبحت متكررة أو كنا فهمناها في أول الفيلم.

كذلك Molly's Game مأخوذ من قصة مولي بلوم الحقيقية وكانت تذكر في كتابها كيف أنها عانت الإدمان لفترة وهذا تم ذكره أيضا في الفيلم، ولكن لم يتم استغلال هذه المعلومة كما يجب بل كانت مجرد جملة في الفيلم وانتهت بدون أن نشعر بتأثيرها.

أما الغموض الحقيقي في الفيلم كان في شخصية "اللاعب إكس" Player X الذي ذكرته مولي في كتابها بدون أن تحدد من هو.. كل ما نعرفه أنه نجم شهير في هوليوود حاليا وكان أحد أهم أسباب نجاحها في البداية قبل أن يتحول لعدو لها.. هناك العديد من التلميحات والتخمينات حول شخصيته.. فالكتاب يتحدث عن نجوم كثر كانوا على طاولة البوكر وزبائن لدى مولي منهم "بن أفليك وليوناردو ديكابريو وتوبي ماجواير" .. وأغلب التخمينات تتحدث عن كون توبي ماجواير هو اللاعب إكس لأن مولي لا تتحدث عنه بلطف كما تتحدث عن باقي الممثلين والنجوم من زبائنها كذلك كانت تصفه بأنه لاعب نهم عدواني وكان السبب في جلب العديد من اللاعبين الكبار للمشاركة في اللعب لديها.

وهذه مشكلة بعض الشئ فشخصيات الفيلم ما زالت حية في أرض الواقع ولذا نشعر بأن هناك جزء منها لم يتم الكشف عنه.. مع ذلك الفيلم جيد جدا ويستحق ترشيح الأوسكار لجائزة أحسن سيناريو.

اقرأ أيضا..

فيلم The Shape of Water .. قصة خيالية للكبار فقط

Black Panther.. الشرير كان يمكن أن يكون البطل

Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا

Darkest Hour يفوز بـ"بافتا" رغم السياسة والبريكست

فيلم The Post.. خلطة أوسكار تقليدية بنكهة سبيلبرج السياسية

شاهد.. جيسيكا شاستين تحضر العرض الأول لـ"Molly’s Game"