نتائج حاسمة
فى أول أيام بدء العملية الشاملة " سيناء 2018 " حاولت بعض التقارير الصحفية المنتمية لأطراف خارجية من خلال صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفه إشاعة أخبار مغلوطة عن أن هناك إنتصارات يحققها الإرهابيين فى مواجهة القوات المسلحة والشرطة المدنية، وإنها قد نجحت في صد العملية الشاملة.
وفي ذات التوقيتات التي روجت تلك التقارير وصفحات التواصل الإجتماعي المختلفة لتلك المزاعم، شهدت سيناء أطول فترة إنقطاع للإتصالات زادت عن إثنى عشر ساعة متواصلة، وهو الأمر الذي يعد بمثابة المؤشر على عدم صدق تلك البيانات والتقارير التى تطلقها بعض الحسابات المنتمية للتنظيمات الإرهابية، نظرا لأنها كانت تطلق بالتزامن مع تنفيذ العملية وإنقطاع كافة الاتصالات، مما يعنى أن هذه الحسابات يتم إدارتها من مناطق خارج سيناء ولكنها قد تكون قريبة منها مثل قطاع غزة على سبيل المثال.
أكاذيب الإرهابيين لم تستطع الاستمرار حتى اليوم الثالث للعملية، ففى ظهر اليوم الثالث بدأت تطلق نفس الحسابات الإستغاثات لدعم الإرهابيين المحاصرين والمقطوع عنهم الاتصالات وكافة خطوط الدعم والإمداد، وتنوعت استغاثتهم بين طلب العون وتقديم الدعم مباشرة للارهابيين المحاصرين فى سيناء وبين الدعاء لهم، وثم بدا الحديث مباشرة عن وقوع خسائر فى معداتهم وفقدانهم كثير من عناصرهم رغم مرور ثلاث أيام فقط على بدء العمليات.
توقيت تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2018 مثالي للحفاظ على الحدود المصرية
ومع إصدار البيان الرابع والخامس بدأت تعلن القوات المسلحة المصرية عن الخسائر التى يتعرض لها الإرهابيين فى سيناء، وزيادة عدد البؤر التى تم استهدافها سواء أوكار أو مخازن للسلاح والمواد المتفجرة وأجهزة الاتصالات اللاسلكية، فى نفس التوقيت تقريبا كانت تحقق قوات المشير حفتر فى ليبيا مساحات جديدة من السيطرة على المدن الليبية وتقوم بكسح الإرهابيين من المدن ودفعهم الى الصحراء، واغلاق مراكز التدريب والعمليات التى كانوا يستخدمونها فى إدارة وتنفيذ عملياتهم الإرهابية سواء داخل الدولة المصرية أو أوربا.
وقبل اطلاق العملية الشاملة بأيام كانت قد اعلنت قوات التحالف الدولية فى سوريا عن تحريرغالبية الأراضى السورية من عناصر داعش وجبهة النصرة.
لاشك أن كل هذه الترتيبات على الأرض فى المنطقة تشير بدقة إلى أن توقيت تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2018 توقيت مثالي للحفاظ على الحدود المصرية والحفاظ على وحدة الأراضى المصرية، والوقوف فى وجه تحويل سيناء لقاعدة انطلاق العناصر المتطرفة فى المنطقة أو بؤرة يهربون اليها بعدما ضاق عليهم الحال فى سوريا والعراق وليبيا.
إن الإستغاثات التى تطلقها حسابات الإرهابيين على مواقع التواصل الاجتماعى هى بلا شك أكبر وأهم وسام على صدر كل ابنائنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية المشاركين فى العملية الشاملة سيناء 2018.
المؤكد أن اجتثاث الارهابيين من أرض سيناء لن يحدث فى ليلة وضحاها ولكنه قد يستغرق شهور خاصة مع التهديدات المتكررة والمتزايدة التى يطلقها الأتراك فى شمال شرق المتوسط للحصول على حصة من الاكتشافات الغازية فى البحر، وأصبحوا يمثلون تهديد حقيقي على مناطق نفوذ اليونان، وهى منطقة ليست بعيدة كثيرا عن الحدود البحرية المصرية.
وهو ما يعنى أن التهديد القائم بتسهيل تسلل الإرهابيين للأراضى المصرية بدعم تركى سيظل قائم، لاستغلالهم للضغط على جمهورية مصر العربية واشغالها عن دورها الريادي في المنطقة.
المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع