التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 04:02 م , بتوقيت القاهرة

جائزة البوكر العربية في عامها العاشر..مكافأة العمر الواحدة

عشر سنوات مرت على انطلاق جائزة البوكر العربية، أو بمسماها الصحيح "الجائزة العالمية للرواية العربية"، التي تعلن قائمتها القصيرة غدا الأربعاء..عشر سنوات انتعشت فيها حركة النشر الأدبية، وشهدت الرواية العربية والمصرية قفزات، سواء في حركة البيع، أو في حركة النشر، وتقدم ملحوظ على مستوى الكتابة، عشر سنوات ظهر مبدعون شباب ومكرسون في قوائم الجائزة القصيرة والطويلة، وغاب مبدعون كبار عن التتويج، عشر سنوات سلطت فيها الجائزة الضوء على قضايا عربية، وتجاهلت قضايا أخرى.


القائمة الطويلة


تدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة "بوكر" في لندن، وبدعم من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، ويشار لها بأنها جائزة "البوكر العربية" لكن على موقعها الرئيسي حددت الجائزة أنه لا توجد علاقة بينها وبين جائزة المان بوكر البريطانية.



انطلقت "المان بوكر" البريطانية عام 1969، وعرفت نفسها بأنها تستهدف الروايات المكتوبة بالإنجليزية، الصادرة في بريطانيا، ثم أضافت مؤخرا إليها الروايات المكتوبة بالإنجليزية لكُتاب من خارج بريطانيا، وكذلك الروايات المترجمة إلى الإنجليزية، وعلى نفس الخطى سارت الجائزة العالمية للرواية العربية، إذ اقتبست هذا "الفورمات" تقريبا، وأتاحت جائزتها للأعمال الصادرة بالعربية من مختلف أنحاء الوطن العربي، عندما انطلقت عام 2007، وأعلنت قائمتها القصيرة في يناير 2008، وتوجت الروائي الكبير بهاء طاهر في دورتها الأولى عن روايته "واحة الغروب.


بهاء طاهر


وتكافئ الجائزة الفائز بمبلغ 50 ألف دولار للفائز بها، ولكل روائي وصل القائمة القصيرة مبلغ عشرة آلاف دولار، فيما يخرج المرشحون للقائمة الطويلة بدون مكافأة مادية.


القائمة الطويلة للبوكر العربية2018


تصالح مع الجغرافيا وتجاهل للتاريخ


 تقريبا صالحت الجائزة في دوراتها المتعددة التي مرت عليها عشر سنوات، الجغرافيا العربية، إذ ذهبت جائزتها في دورتيها الأولى والثانية إلى مصر، ثم ذهبت إلى السعودية ثلاث مرات في دوراتها "2010 – عبده خال، و رجاء عالم عام 2011 ومحمد حسن علوان عام 2017.


وغير ذلك نالها أديب عربي من كل من الكويت والعراق وتونس، وفلسطين، والمغرب، ولبنان، ولم يتكرر فوز أدباء من هذه البلدان مرة أخرى مثلما حدث مع مصر والسعودية، كما غاب روائيو سوريا عن التتويج، وكذلك ليبيا والجزائر، التي ترشح فيها الروائي واسيني الأعرج أكثر من مرة، ووصل في بعض الدورات إلى القائمة الطويلة، دورات 2011 و2013 و2014، كذلك غاب روائيو اليمن عن التتويج بالجائزة، وروائيو السودان.


كما شهدت الجائزة منحها مناصفة مرة واحدة فقط، لكل من الروائية السعودية رجاء عالم، والمغربي محمد الأشعري في دورة 2011، حيث نالتها رجاء عالم عن روايتها "طوق الحمام" ونالها الأشعري عن روايته القوس والفراشة".


روائية واحدة على منصة التتويج..هيمنة ذكورية على الجائزة


رجاء عالم


وكانت هذه الدورة هي الوحيدة التي شهدت وصول روائية إلى منصة التتويج، إذ هيمن الروائيون على نيل الجائزة في دوراتها السابقة، أما الدورة الحالية، فتتنافس روائيتان في القائمة الطويلة، هما "رشا عدلي" من مصر بروايتها "شغف" والروائية السورية "ديمة ونوس" بروايتها " الخائفون"، ربما تكسر إحداهما هيمنة الروائيين على الفوز بالجائزة.


جائزة الرواية وليست الروائيين الكبار


وإن كانت الجائزة قد حاولت أن تصالح الجغرافيا، إلا أنها بدت غير معنية بتاريخ الروائيين الكبار الذين شاركوا بأعمالهم فيها، وهو الجدل الذي دار أكثر من مرة خلال سنواتها العشر، فكم من دورة ترشح بها روائيون كبار، إلا أن الجائزة تخطتهم، وذهبت إلى كتاب شبان، أو كُتاب يمارسون الكتابة الروائية منذ فترة ليست بالبعيدة مقارنة بالكتاب المكرسين، ففي الدورة الثانية للجائزة، عام 2009 نالها الروائي يوسف زيدان، عن روايته الثانية "عزازيل"، ولم ينلها الروائي الراحل "محمد البساطي" عن روايته "جوع" التي كانت في نفس القائمة القصيرة، أو الروائي الفلسطيني "إبراهيم نصر الله" عن روايته "زمن الخيول البيضاء".


Ibrahim-Al-Koni_


وفي نفس الدورة – 2009- لم يصل الروائي الليبي "إبراهيم الكوني" إلى القائمة القصيرة، بعد ترشحه للقائمة الطويلة، أما الدورة التي تلتها، فقد شهدت ترشح الروائي المصري محمد المنسي قنديل للقائمة القصيرة، إلا أن الجائزة ذهبت إلى الروائي السعودي "عبده خال"، وتكرر ظهور اسم محمد المنسي قنديل في قوائم الجائزة، بعد ترشح روايته "كتيبة سوداء" للقائمة الطويلة عام 2016، لكنها لم تصل إلى القصيرة.


ومثلما لم يصل روائيون مكرسون من فلسطين وليبيا ولبنان، غاب عن التتويج روائيون كبار من مصر أيضا، أبرزهم الروائيان إبراهيم عبد المجيد، وخيري شلبي، إذ ترشحت رواية الأخير "إسطاسية" إلى القائمة الطويلة عام 2011، كما ترشحت رواية "الإسكندرية في غيمة" للروائي إبراهيم عبد المجيد للقائمة الطويلة عام 2014.


مكافأة العمر الواحدة


كما بدا واضحا أن الجائزة لا تنتوي أبدا أن تكافئ روائيا أكثر من مرة، فلم يتكرر فوز أي كاتب من الفائزين بها في الأعوام التالية، على الرغم من ظهور أعمال بعضهم في القوائم الطويلة، بعد فوزهم بها، مثل الروائي "يوسف زيدان" الذي فاز في دورتها الثانية، وظهرت روايته "النبطي" في دورة الجائزة عام 2012، بالقائمة الطويلة، ولم تصل الرواية للقائمة القصيرة نفس العام.


معارك ثقافية بسبب البوكر..هجوم واستبعاد أعمال


ورفض روائيون مصريون معرفون الترشح للجائزة منهم الروائي الكبير الراحل جمال الغيطاني، كما لم تترشح أبدا الروائية الكبيرة الراحلة "رضوى عاشور" للجائزة، على الرغم من صدور روايتها "الطنطورية" عام 2010، وفقا لتصريحات قالتها لكاتب هذه السطور، كشفت فيها أنها ترفض ترشيح هذه الرواية للجائزة، وكذلك لم يرشح الروائي الكبير صنع الله إبراهيم أيا من أعماله لجائزة البوكر، وأحدثها روايته "برلين 69" الصادرة عن دار الثقافة الجديدة عام 2014.


صنع الله إبراهيم


كما شهدت عدة دورات للجائزة هجوم عليها، ودعوات لمقاطعتها، أشهرها ما دعا إليه الروائي الكبير الراحل جمال الغيطاني، وانتقد كثيرون آليات عمل الجائزة، وطريقة اختيار لجنة التحكيم، التي جلس على مقاعدها روائيون ترشحوا لها، مثل الروائية سحر خليفة، التي كانت قد شاركت بروايتها في الجائزة دورة 2010، بروايتها " أصل وفصل" لكنها لم تصل للقائمة القصيرة، ثم صارت خليفة رئيس لجنة تحكيم الجائزة دورة عام 2017، التي منحتها للروائي السعودي محمد حسن علوان.


سحر خليفة


كما كان الروائي الكويتي طالب الرفاعي رئيس لجنة تحكيم الجائزة عام 2010، ثم وصل للقائمة الطويلة بروايته "في الهنا" دورة عام 2016، وتم استبعادها بعدما تبين عدم انطباق أحد شروط الجائزة عليها، وفي دورة العام الحالي 2018، ينافس بروايته "النجدي" الصادرة عن دار ذات السلاسل.